الذي طعن زميله المتواجد في بوابة الثكنة ليفتك فيما بعد سلاحه ويفتح النار على الجنود الذين كانوا منهمكين في التحية الصباحية لتسيل دمائهم غدرا وتسفر العملية عن مقتل 7 جنود وجرح آخرين من ابن المؤسسة العسكرية قيل في البداية أنه يعاني من مشاكل عائلية أثرت عليه نفسيا ولكن الملف باح بأسراره بعد سنة من التحقيقات لتطفو الشبهة الإرهابية عليه وتغيّر مجرى القضية. أسئلة عدة تطرح بعد المسلك الجديد.
أحداث ثكنة بوشوشة جدت بعد شهرين من فاجعة متحف باردو الذي راح ضحيتها عدد من السياح، منفذ عملية بوشوشة وهو مهدي الجميعي لقي حتفه هو الآخر بعد تبادل للنار بينه وبين زملائه الذين فوجئوا بالواقعة.
من حادثة عرضية إلى شبهة إرهابية
بالنظر إلى ما عاشت وتعيش على وقعه البلاد بعد الثورة من عمليات إرهابية تلك الآفة التي ما انفكت تستفحل في تونس فأول سؤال طرح لحظات بعد حادثة ثكنة بوشوشة التي تعود أطوارها إلى 25 ماي 2015 هو هل لما وقع علاقة بالإرهاب أم لا لتكون الإجابة لدى وزارة الدفاع بــ«لا» فالواقعة لا تعدو أن تكون حادثا عرضيا تسبب فيه ابن المؤسسة العسكرية الذي يعاني من مشاكل عائلية أثرت على حالته النفسية وعليه فإن وضعية الضحايا الذين سقطوا لا تتعدى حادث الشغل ولن ينالوا شرف «شهداء الوطن» ولن توجد أسماؤهم ضمن قائمة الشهداء المنتظرة ولكن التحقيقات صلب المحكمة العسكرية باحت بأسرار ربما مثلت مفاجأة للبعض وربما كانت متوقعة إذ قرر القاضي المتعهد التخلي عن الملف لفائدة القطب القضائي لمكافحة الإرهاب لوجود شبهة إرهابية للعملية، منعرج جديد دخلت فيه قضية الحال فالتحقيقات ستنطلق من نقطة البداية على أساس الشبهة الجديدة لتفتح الباب لسلسة من الأسئلة القانونية ، شبهة يمكن أن تؤكدها التحقيقات داخل القطب كما يمكن أن تنفيها ولكن المتهم الرئيسي في عداد الأموات فما جدوى الحكم الذي سيصدر ضده واصلا خاصة وأن الموت هو شكل من أشكال انقضاء الدعوى العمومية؟. وهل يبوح الملف بمزيد من الأسرار والمفاجآت في الفترة المقبلة أم تبقى رهينة الأبحاث وتشعبها لتبقى الحقيقة الكاملة مدفونة مع منفذ العملية؟.
«لقب شهيد»
تغير مسار القضية غير معه تصنيف العسكريين ضحايا العملية الغادرة حيث وبعد أن تم اعتبارها مجرد حادث شغل شاءت الأقدار أن يرد اعتبارهم من قبل وزارة الدفاع بنيلهم لقب «شهيد» وسيتم التعامل مع ملفاتهم على هذا الأساس كما صرح سابقا الناطق الرسمي باسم الوزارة بلحسن الوسلاتي، خطوة ثمنتها عائلات الضحايا إذ عبر عبد الستار والد الشهيد مهدي الكافي على تفاعله الايجابي مع استجابة وزارة الدفاع في انتظار ما ستسفر عنه الابحاث والتي على ضوئها ستحدد مستحقات الضحايا من قبل الجهات المعنية،وبالعودة إلى أطوار القضية وبما أن الجاني قد لقي حتفه هو الآخر فإن المحاسبة ستتخذ الطابع الرمزي الذي ربما يطفئ نار أمهات التعن على فقدان فلذات أكبادهن ولكن ربما تكشف الأيام القادمة عن متهمين آخرين يحاسبون على أفعالهم ماعدا ذلك يبقى التعويض المادي سيد الموقف خاصة وأن جل العائلات تعيش وضعيات اجتماعية اقل ما يقال عنها أنها مزرية مع العلم ان الجرايات الشهرية لشهداء عملية بوشوشة قطعت بعد وفاتهم حالهم حال سابقيهم من أبناء المؤسستين الأمنية والعسكرية.