اختبار أول يبين أن مرتكب عملية الدهس يعاني من اضطرابات عقلية: قلم التحقيق يأذن باختبار ثان في صفاقس وإيداع المتهم في السجن إلى حين شغور مكان في مستشفى الرازي

التحقيق المتعهد بملف القضية بإيداع المتهم بالسجن وذلك بعد أن تبيّن عدم وجود مكان شاغر لإيوائه بمستشفى الرازي للأمراض العقلية بقرار قضائي، لمزيد من التفاصيل تحدثنا مع فريد بن جحا الناطق الرسمي باسم محاكم المهدية والمنستير.
وتعود أطوار الحادثة إلى تاريخ 26 سبتمبر المنقضي عندما أقدم شخص يبلغ من العمر 54 عاما على دهس عدد من المواطنين بسيارته وتتمثل صورة الحادث في قيام هذا الأخير بدهس شخصين على متن دراجة نارية ثم صدم ثلاثة أشخاص على دراجة نارية أيضا مما أسفر عن مقتل فرد وجرح البقية بإصابات متفاوتة الخطورة ولم يتوقف عند هذا الحدّ بل واصل طريقه ليصطدم سيارة مما تسبب في خسائر مادية بسيارات أخرى وقد تفطن اليه احد مستعملي الطريق والذي قام بإيقافه من خلال التصدي له بسيارته.
وقد تحركت النيابة العمومية بصفة فورية حيث تمت معاينة الحادثة وإيقاف المتهم وفتح بحث تحقيقي في القتل العمد مع سابقية القصد ومحاولة القتل العمد وباستنطاق المعني بالأمر تبين أنه أصيل مدينة بنزرت ويعيش في كندا وقد عاد إلى تونس بتاريخ 22 جويلية المنقضي وتحوّل إلى مدينة مساكن لزيارة أقاربه وفي يوم الواقعة استقلّ سيارته وتوجّه إلى مدينة قصر هلال أين قام بالحادثة، هذا وقد تم الاحتفاظ به على ذمة القضية إلى حين إجراء جملة من الاختبارات السميّة والطبية اللازمة للتثبت من مدى سلامة مداركه العقلية خاصة وأن عائلته قالت بأنه يعاني من اضطرابات نفسية، بالإضافة إلى شكوك حول إمكانية أن تكون الواقعة ذات صبغة إرهابية.
وقد أثبتت الاختبارات الأولية التي تم إجراؤها في مستشفى المنستير أن المتهم يعاني من اضطرابات عقلية ولا يمكن تحميله أي مسؤولية جزائية باعتبار انه غير قادر على التمييز وقد أذن قلم التحقيق بايوائه في مستشفى الرازي للأمراض العقلية والعصبية ولكن بعد التثبت من عدم وجود مكان شاغر تم إيداعه السجن حفاظا على سلامة المواطنين وفق لما أفادنا به فريد بن حجا الناطق الرسمي باسم محاكم المهدية والمنستير
من جهة أخرى أكد بن جحا أن قلم التحقيق لم يقتنع بالاختبار الأول ولمزيد التثبت أذن بإجراء اختبار آخر بمستشفى الطب النفسي بصفاقس علما وأن عائلة المتهم قد صرحت بأنه قد ارتكب حادثة مماثلة في كندا وتم ايواؤه في مستشفى للعلاج هناك ،وقد طالب قلم التحقيق بتقديم الوثائق التي تثبت صحّة هذا الادعاء وبعد جمع كل المعطيات وصدور نتيجة الاختبار الثاني سيتخذ قلم التحقيق القرار المناسب إما عدم تتبع المتهم نظرا لحالته النفسية او محاكمته من أجل تهمتي القتل العمد مع سابقية القصد و محاولة القتل العمد مع سابقية القصد، كما بين ذات المصر أن تحديد الصبغة الإرهابية للواقعة من عدمها يعود إلى القاضي المخوّل له تكييف التهم
هذا وقد اعتبر بن جحا أن قرار إيواء المتهم بمستشفى الرازي الهدف منه إعادة عرضه على الاختبار الطبي الذي سيكون تحت إشراف ستة أطباء مختصين للحسم في المسألة وضمن حق عائلة الهالك الذي راح ضحية عملية الدهس.