«دور الجهاز السري لحركة النهضة في اغتيال محمد البراهمي،وذلك بمناسبة إحياء الذكرى السابعة لاغتياله بعد استهدافه بالرصاص أمام منزله بتاريخ 25 جويلية 2013،هذا وقد تم تسليط الضوء على آخر المعطيات والمستجدات القضائية في علاقة بالملف المنشور لدى القضاء وخاصة في ما يتعلق بملفي «الغرفة السوداء» و«الجهاز السري».
ملف قضية الحال جزء منه منشور لدى الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس فيما لا يزال الجزء الثاني لدى قلم التحقيق لمزيد من التقصي وتنفيذ طلبات تحضيرية تقدّمت بها هيئة الدفاع عن القائمين بالحق الشخصي.
«محكمة التعقيب على الخطّ»
ملف اغتيال محمد البراهمي أثار الكثير من الجدل على المستوى القضائي وخاصة بعد الندوة الصحفية التي عقدتها هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهميى بتاريخ 2 اكتوبر 2018 والتي كشفت فيها عن معطيات أحدثت منعرجا كبيرا وتتعلق بالغرفة السوداء والجهاز السري لحركة النهضة في علاقته بالاغتيالات السياسية،في هذا السياق وحول آخر المستجدات صرّحت أيمان قزارة احد أعضاء هيئة الدفاع أن «محكمة التعقيب استجابت الى طلب لسان الدفاع المتمثل في سحب ملفي الشكايتين المتعلقتين بالجهاز السري والغرفة السوداء من محكمة تونس 1 اللذين تقدمت بهما الهيئة منذ فيفري المنقضي،حيث قرّرت بتاريخ 14 جويلية الجاري استجلابهما إلى المحكمة الابتدائية بأريانة وإحالتهما على وكيل الجمهورية هناك وتكليف قلم تحقيق آخر بهما وفق تعبيرها.
«اختفاء آلاف الوثائق»
هذا وقالت قزارة في ذات السياق «ملفات الدم لا تغلق عندما تكون هناك وثائق مخفية،وأكثر طرف ليس له مصلحة في كشف الحقيقة حركة النهضة نظرا لتورط جهازها السري بشكل سابق ولاحق في جريمة اغتيال محمد البراهمي والدليل توجيه التهمة لأحد أعضائه وهو مصطفى خذر».من جهة أخرى تحدثت إيمان قزارة عن اختفاء 21 ملفا يتعلق بمحاضر وسجلات المكالمات الهاتفية لـ15 هاتف جوال كان يستعملها أبو بكر الحكيم والتي تكشف عن شبكة علاقاته وتحركاته الجغرافية، علما وأن الفرقة المختصة في القرجاني تعمدت عدم التعمق في البحث في هويات أصحاب الأرقام الذين اتصل بهم أبو بكر الحكيم ودون إجراء إي سماعات للبحث والتحري خاصة وأن هناك بعض أرقام هواتف قارة تعود لإدارات معلومة ومن السهل معرفتها،كما أن الآلاف من صفحات المحاضر مخفية في الوحدة ولم تحل على القضاء».
«العكرمي يحصّن الغنوشي»
من بين المعطيات أيضا التي كشفت عنها هيئة الدفاع العثور على رقم راشد الغنوشي في هاتف المدعو مصطفى خذر،كما أن هذا الأخير كان له اتصال مع الغنوشي عن طريق شخص آخر رصدت له مكالمات عديدة كانت إحداها قبل عملية الاغتيال بيوم وكذلك يوم هروب ابي عياض وهذا الشخص هو كمال البدوي (من المجموعة الأمنية 1991 ومقرب جدا من الغنوشي ومسؤول عن الطاقم الأمني الخاص به) وقد اتصل به خذر عند إيقافه من قبل مركز الأمن المروجات ولكن كشف المكالمات أن الرقم مسجّل باسم ختام الزرقاوي وفي هذا الخصوص قالت إيمان قزارة «تقدمت هيئة الدفاع بشكاية ضدّ 26 شخصا فتح تحقيق في شأن 16 فقط 10 منهم موجودون في قائمة الشكاية والبقية أضافهم وكيل الجمهورية بشير العكرمي الذي حصّن الغنوشي ولم يفتح في شانه أي بحث بل أكثر من ذلك قام باستعمال آليات قانونية لحمايته وذلك بحذف عبارة «وحفظ الحق فيما زاد عن ذلك» وعبارة «وكل من سيكشف عنه البحث» لحماية كمال البدوي و لحرمان الدفاع من القيام بالمسوؤلية الخاصة وليبقى قلم التحقيق مقيّدا في أعماله وهذا ضرب صريح لاستقلال وهيبة القضاء وعلى الهياكل القضائية التحرك».
«استعمال مقرات وزارات السيادة وبعض السلطات القضائية»
من جهته بيّن كثير بوعلاق عضو هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي أن الحقائق والاثباتات أكدت الرابط المباشر التنظيمي والشخصي بين الجهاز السري لحركة النهضة والاغتيالات السياسية وخاصة اغتيال محمد البراهمي وفق تعبيره وقال أيضا «الهيئة تقوم بالبحث والتقصي لكشف الحقيقة تحضيرا وتنفيذا واخفاء وصولا إلى استعمال مقرات وزارات السيادة وبعض السلطات القضائية وعلى رأسهم بشير العكرمي الذي وصل إلى بداية الانزلاق والنهاية ورفع يده عن هذه الملفات،كما تمكنا من الحصول على محاضر من دائرة الاتهام تثبت العلاقة بين الجهاز السري وعملية الاغتيال والتي اصبحت اليوم حقيقة قضائية»
ماذا عن الأعمال التحضيرية؟
تحدثت عضو هيئة الدفاع وفاء العقيبي عن إرجاع الملف جزئيا إلى حاكم التحقيق من اجل تنفيذ جملة من الأعمال التحضيرية أهمها تذكير السفارة الأمريكية بمراسلة لتقديم كلّ ما يتعلّق بملف الاغتيال ومراسلة وزارة الداخلية لتقديم معطيات تتعلق بالنشريات اليومية التي تلخص العمل الاستخباراتي والاستعلاماتي والتي تحال يوميا على الرئاسات الثلاث ولكن وزارة الداخلية قالت بأنها لا تحتفظ بهذه النشريات في المقابل أجابت رئاسة الحكومة بأنها تطلع على تلك الوثائق وتعيدها إلى الوزارة وفق تعبيرها.
ملف «فتحي دمق» من جديد
تطرقت هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي إلى ملف في علاقة بمسألة الاغتيالات السياسية والمتعلّق برجل الأعمال فتحي دمّق،حيث صرّح العضو غسان الغريبي أن «هذا الملف هو أول سيناريو لاغتيال شكري بلعيد تلاه اغتيال آخر بعد ذلك استهدف محمد البراهمي وقال أيضا «بعد صراع دام سبع سنوات من اجل كشف الحقيق أكّدت محكمة التعقيب في افريل 2019 الصبغة الإرهابية لملف رجل الأعمال فتحي دمّق»
في ندوة صحفية بمناسبة الذكرى السابعة لاغتيال محمد البراهمي:«استجلاب ملفي الجهاز السري والغرفة السوداء إلى محكمة أريانة، اختفاء 21 ملفا واتهامات بتحصين الغنوشي»
- بقلم نورة الهدار
- 09:38 24/07/2020
- 930 عدد المشاهدات
عقدت هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي أمس الخميس 23 جويلية الجاري ندوة صحفية تحت عنوان