من المنتظر أن تنطلق تونس في الدورة الثالثة من حملة «القلب الأزرق» وهي حملة عالمية من اجل التصدي لهذه الجريمة في حق الإنسانية،هذه التظاهرة ستنظمها الهيئة الوطنية لمكافحة الاتجار بالأشخاص بالتنسيق مع منظمة الهجرة الدولية ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة والمخدرات وذلك ايام 26 و27 و28 جويلية الجاري بكل من جندوبة وصفاقس وتونس ولمزيد من التفاصيل حول آخر الاستعدادات تحدثنا مع روضة العبيدي رئيسة الهيئة سالفة الذكر.
للتذكير فإن تونس تعتبر ثاني دولة عربية انضمت إلى حملة «القلب الأزرق» التحسيسية وذلك سنة 2018 أما على المستوى العالمي فنجدها في المرتبة التاسعة عشر،وذلك بعد ميلاد الهيئة الوطنية لمكافحة الاتجار بالأشخاص وهي ثمرة القانون الأساسي عدد 61 المؤرخ في 3 أوت 2016،هذا الهيكل الذي يعمل بكلّ جدية رغم الإمكانيات المحدودة جدّا من اجل تحقيق نتائج ايجابية في مجال مكافحة جريمة الاتجار بالأشخاص التي أصبحت تهدّد حقوق الإنسان وخاصة الأطفال في تونس.
سيتزامن الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالأشخاص لهذه السنة مع عيد الأضحى في تونس وهو ما جعل الهيئة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر تنطلق في حملة «القلب الأزرق» منذ 26 جويلية الجاري إذ ستكون البداية من منطقة فرنانة التابعة لولاية جندوبة وذلك من اجل تحسيس الأهالي والمتساكنين بخطورة هذه الظاهرة وخاصة تشغيل الأطفال الذي يعتبر شكلا من أشكال الاتجار بالبشر والذي يهدّد حقوق الطفل في تونس وفي هذا السياق قالت روضة العبيدي رئيسة الهيئة المذكورة «حملة القلب الأزرق العالمية ستشاركنا فيها كلّ منظمة الهجرة الدولية ،مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة بالإضافة الى المجتمع المدني التونسي على غرار جمعية «بيتي» وجمعية «أمل» وغيرها وسنقوم بفتح باب النقاش مع المواطنين حول ظاهرة استغلال الأطفال اقتصاديا وتشغيلهم وخطورتها ،كما ستجوب سيارات حاملة لشعار الهيئة الوطنية لمكافحة الاتجار بالأشخاص وشعار حملة القلب الأزرق شوارع المدينة للتحسيس والتوعية،نفس البرنامج سيتم تنفيذه في ولاية صفاقس وذلك بتاريخ 27 جويلية 2020 بمشاركة المرصد الوطني للإعلام والتوثيق التابع لوزارة المرأة،ومسك الختام سيكون يوم 28 جويلية الحالي بولاية تونس ،إذ ستعقد ندوة صحفية بمدينة الثقافة بداية من الساعة التاسعة صباحا ليكون الموعد فيما بعد مع إطلاق دليل خاص بمأموري الضابطة العدلية فيما يتعلق بعملهم على ملفات الاتجار بالبشر وقد تمت دعوة كلّ الوزارات ثلاثة منها أكدت حضورها وهي العدل والمرأة والداخلية،كما ستجوب أيضا السيارات شوارع العاصمة قبل أن يكون الموعد مع عرض موسيقي».
من جانب آخر سلطنا الضوء على الإمكانيات المتوفرة للهيئة الوطنية لمكافحة الاتجار بالأشخاص التي مرّ على إحداثها أكثر من ثلاث سنوات وكلّ حكومة تطلق وعودا بدعمها وبتوفير كلّ ما تستحقه من إمكانيات مادية ولوجستية وغيرها حتى تتمكن من القيام بالمهام الموكولة إليها بالقانون ولكن تلك الوعود بقيت حبرا على ورق والى اليوم تعمل هذه الهيئة بما يتوفر لديها من إمكانيات بسيطة وبالمجهودات الذاتية للفريق العامل بها،في هذا السياق أوضحت روضة العبيدي أن لها لقاء مع وزيرة العدل الحالية للتناول هذا الملف فلعلّه يكون لقاء الانفراج.