يغامرون بأرواحهم غايتهم الوصول إلى الوجهة المرغوب فيها والتي تعتبر برّ الأمان بالنسبة إليهم أو الموت في البحر،في هذا الإطار تمكنت وحدات الحرس البحري بسواحل قرقنة من ولاية صفاقس مؤخرا من العثور على عشرين جثّة لأشخاص من ذوي البشرة السوداء لفظتها المياه، وقد قدم مراد التركي الناطق الرسمي باسم محاكم صفاقس مزيدا من التفاصيل.
تعود أطوار هذه الواقعة الأليمة إلى أيام قليلة وتحديدا في الليلة الفاصلة بين 4 و5 جوان الجاري عندما أقدم مركب على متنه أكثر من 50 شخصا من المهاجرين غير النظاميين على اجتياز الحدود خلسة عبر سواحل قرقنة من ولاية صفاقس في اتجاه ايطاليا ولكن الموت كان أقرب،حيث غرق المركب وتوفي جميع من كانوا على متنه.
وقد طفت عشرون جثّة على سطح المياه بمنطقة القراطن بقرقنة وفق الإعلام الوارد على النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بصفاقس 1 أمس الثلاثاء 9 جوان الجاري من طرف الفرقة الأمنية التابعة لمركز الحرس البحري بالجهة وقد تحركت النيابة من جهتها على الفور وذلك بفتح بحث تحقيقي للوقوف على ملابسات هذه الواقعة وذلك ضدّ كل من عسى أن تكشف عنه الأبحاث من اجل المشاركة في وفاق يهدف إلى إعداد وتحضير ارتكاب جريمة مغادرة التراب التونسي خلسة عبر البحر والناجم عنه الموت وفق ما أفادنا به الناطق الرسمي باسم محاكم صفاقس مراد التركي.
من جهة أخرى تواصل جميع الفرق الأمنية بجزية قرقنة التابعة للحرس البحري بالجهة عملية البحث المكثفة عن بقية الجثث و عددها 33 جثّة من بين 53 كانوا على متن القارب وذلك بمؤازرة جيش البحر وبمساعدة غوّاصين، وقد تم انتشال عشرين جثة طفت على السطح وفق ذات المصدر.
جميع تلك الجثث ستحال على الطب الشرعي للتشريح والوقوف على أسباب الوفاة في انتظار ما ستسفر عنه الأبحاث التي لا زالت جارية من اجل الكشف عن منظّم هذه العملية ومنفّذها وكلّ من يثبت تورّطه في رحلة قارب الموت هذه.