عند المناداة على القضية تمّ احضار 10 موقوفين من بينهم منقبتان كما حضر ثلاثة اخرين بحالة سراح من بينهم امراة. طلب احد المتهمين تاخير القضية لتكليف محامي، فوض لسان الدفاع النظر في طلب التأخير كما تقدم بمطالب افراج في حق بعض الموقوفين.
من جهته فوّض ممثل النيابة العمومية النظر في التاخير، وقررت هيئة المحكمة تاجيل الملف الى جلسة 12 افريل على ان تخصص للمرافعة نظرا لطول نشر القضية وحجزت القضية اثر الجلسة للنظر في مطالب الافراج المقدمة.
قضية الحال والتي تعود أطوارها الى الليلة الفاصلة بين 15 و16 فيفري 2014 حيث عمدت مجموعة ارهابية مسلحة تتكون من 3 تونسيين وجزائريين اثنين الى نصب كمين على مستوى الطريق الرابطة بين منطقة الصوالة وقرية الزواية من معتمدية جندوبة الشمالية. وقامت في مرحلة اولى بإيقاف سيارة من نوع «قولف» على ملك عريف اول بالسجون والإصلاح الذي كان يرافقه ملازم اول بسلك الحماية المدنية وعامل بمقهى وحارس بمستشفى. وكانوا جميعهم بصدد العودة الى مدينة جندوبة بعد ان قاموا بإيصال احد اصدقائهم.
وبمجرد ايقاف تلك السيارة من طرف المجموعة الارهابية المسلحة التي كانت ترتدي بدلات شبه عسكرية طلب احدهم من سائق السيارة الاستظهار بوثائق السيارة ثمّ امره بالنزول من السيارة وقام باطلاق النار عليه مباشرة كما قام بقية العناصر بفتح النار على السيارة وقد نتج عن ذلك وفاة كل من عصام المشرقي ومحمد علي اللقطي عامل المقهى واصابة اخرين بخروج في تلك الاثناء حلت بالمكان سيارة ثانية على متنها اربعة اشخاص اخرين فعمدت المجموعة الارهابية المذكورة الى ايقافهم وطلب احد العناصر من سائق السيارة تمكينه من وثائق السيارة واجبروهم على النزول وافتكوا منهم اجهزتهم الهاتفية ووثائقهم الشخصية واعلموهم انهم ينتمون الى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي وانهم لا يرغبون في حقيقة الامر في قتلهم وانما يستهدفون أعوان الامن واصفين اياهم بـ«الطواغيت».
في تلك الاثناء قدمت دورية امنية تابعة لمركز الامن العمومي للحرس الوطني ببلاريجيا كانت متمركزة على بعد حوالي 2 كلم من مكان هذه الواقعة والتي تمّ اعلامها بعد ايقافهم لسيارة في اطار اجراء مراقبة روتينية بان هنالك دورية امنية بالقرب منهم، لتتحول اثر ذلك مباشرة الى المكان للتأكد من وجود الدورية من عدمه. الا انّه وبمجرد اقترابهم اتضح لهم تواجد اربعة اشخاص يرتدون ازياء قتالية تشبه ازياء قوات الامن واحذية عسكرية وغطاء للراس فتاكد لهم انه مجرد كمين وقد حاول سائق السيارة المدعو فيصل الوسلاتي الفرار بالسيارة الا ان تلك المجموعة الارهابية انهالت عليهم بوابل من الرصاص مما انجر عنه فقدان توازن السيارة وانحرافها نحو ارض فلاحية محاذية للطريق وقد تمكن السائق ومرافقه الملازم أول بالحرس الوطني من الفرار داخل غابة زيتون وقد تمت ملاحقتهما من طرف العناصر الارهابية الا انهما تمكنا من الاحتماء باحد المنازل. اما مرافقاهما وهما فجري البوسعيدي وعبد الحميد الغزواني فقد لقيا حتفهما على عين المكان. وقد تمكنت العناصر الارهابية من افتكاك اسلحة الاعوان المتمثلة في بندقيتين من نوع «فال» و40 اطلاقة ومسدس و5 اطلاقات.