مرّة أخرى لجنة في البرلمان خاصة بشهداء الثورة ومصابيها: هل ستكون الإرادة السياسية بوصلتها أم ستكون كسابقاتها؟

في إطار ترتيب بيته الداخلي انطلق مجلس نواب الشعب منذ بداية الأسبوع في تكوين اللجان القارة والخاصة وكان لملف شهداء وجرحى الثورة

نصيب في ذلك حيث تم تشكيل لجنة أخرى تنضمّ إلى قائمة اللجان التي تم تركيزها طيلة الفترات النيابية السابقة انطلاقا من المجلس الوطني التأسيسي سنة 2011 وستكون مسؤوليتها جسيمة خاصة وان ملف شهداء الثورة ومصابيها طال نشره وتعيش عائلات الضحايا حالة من الاحتقان وفقدان الأمل في اللجان التي تعتبرها مجرّد حبر على ورق ولم تنجز شيئا يذكر في هذا الملف،فهل ستكون الإرادة السياسية بوصلتها؟

هذه اللجنة الجديدة من بين أعضائها النائبة ليلى الحداد التي كانت لسان دفاع القائمين بالحق الشخصي في ملفات الشهداء والجرحى وهي التي جابت أروقة القضاء العسكري بكلّ درجات التقاضي فيه لتكون وجهتها الأخيرة هيئة الحقيقة والكرامة التي أحالت القضية على الدوائر القضائية المتخصّصة في العدالة الانتقالية.

جمعية النهوض بشهداء الثورة ومصابيها طالبت في وقت سابق خلال وقفة احتجاجية تزامنت مع عقد جلسة عامة بالبرلمان بتكوين لجنة تعنى بهذا الملف دون غيره، في المقابل اعتبر منسق حملة «سيّب القائمة الرسمية» علي المكي في تصريح سابق لـ«المغرب» أن اللجان لا تسمن ولا تغني من جوع لأن المسألة تتعلّق بالإرادة السياسية الغائبة وقال في هذا السياق « واللجان تعددت وتنوعت لكن دون جدوى ودون تحقيق المأمول وهذا ليس لغزا وهو واقع مر له تفسير وحيد هو غياب الإرادة السياسية لمعالجة هذا الملف،فجلّ الذين تداولوا على هذا الملف كانوا يتعاملون معه باعتبارات سياسية».

ملف شهداء الثورة وجرحاها مطروح منذ سنوات والكرة اليوم لدى الدوائر القضائية المتخصّصة في العدالة الانتقالية لتقول كلمتها في تحديد المسؤوليات ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات وقد كوّن البرلمان لجنة ومازالت الحكومة تعتمد سياسة الصمت حول عدم نشر قائمتي الشهداء والجرحى بالرائد الرسمي الأمر الذي اضطرّ الهيئة العليا للحقوق والحريات الأساسية الى نشرها على موقعها الرسمي بعد أن استكملت كلّ سبل الطعن في مطلب نفاذ إلى المعلومة. فإلى متى هذا الغموض؟ وهل ستتحلى هذه اللجنة بالإرادة السياسية وتحقق نتيجة؟.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115