إبراهيم بودربالة عميد المحامين الجديد لـ«المغرب»: «أنا مستقل وليس لديّ أي انتماء حزبي،لا بد من تنقية مناخ المهنة وسنكون لجنة تتصدى لكل ما يمسّ من القطاع»

أسدل الستار مؤخرا على نتائج انتخابات عمادة المحامين للفترة النيابية 2019 /2022 والتي أسفرت عن فوز الأستاذ إبراهيم بودربالة

بثقة المحامين وذلك خلفا للعميد السابق عامر المحرزي الذي لاقى انتقادات كبيرة من قبل أصحاب العباءة السوداء حيث عبّروا عن استيائهم من أدائه طيلة عهدته 2016 /2019 ودوره الذي وصفه العديد منهم بالسلبي،اليوم وفي خضمّ هذا المناخ المتشنّج ان صحّت العبارة هناك طريق طويلة أمام العميد الجديد وملفات حارقة وهامة للنقاش،لمزيد من التفاصيل تحدّثنا مع ابراهيم بودربالة.
بلغ عدد المترشحين لمنصب العمادة سبعة محامين ولكن المنافسة كانت على أشدها بين كلّ من إبراهيم بودربالة وبوبكر بالثابت علما وأنها ليست المرة الأولى التي يقدمان فيها ترشحهما لهذا الكرسي.

«من صوتوا لي كانت خياراتهم مهنية»
بلغة الأرقام فقد تحصّل إبراهيم بودربالة على 1281 صوتا مقابل 1210 لمنافسه بوبكر بالثابت،علما وأن عدد الناخبين قد بلغ 3657 محاميا،هذا وقد اضطرّت المنافسة والتقارب في الأصوات بين المتنافسين إلى إجراء دور ثاني لحسم الأمور وقد رجحت الكفة لصالح إبراهيم بودربالة الذي تحدّث عن هذه التجربة وهذا التتويج خاصة وأنها ليست المرة الأولى التي يقدّم ترشحه لهذا المنصب

فقال في تصريح لـ«المغرب» إن «المنافسة كانت كبيرة والدليل أن الانتخابات تمت في دور أوّل ثم دور ثاني،ترشّحت إلى انتخابات عمادة المحامين في أكثر من مناسبة ولكن بقيت على نفس المبادئ والقيم ،المحامون اليوم يرفضون الصراع الحزبي داخل قطاع المحاماة ويطالبون بالاهتمام بالمشاغل المهنية وهذا ما ناديت به منذ ترشحي الأول».

راجت العديد من المواقف التي تفيد بأن العميد الجديد إبراهيم بودربالة كان مدعوما من حركة النهضة في هذه الانتخابات وانه مرشّحها خاصة بعد انسحاب المرشّح رشاد برقاش،معطيات فنّدها محدّثنا فقال «أنا مستقل وليس لدي أي انتماء حزبي أو سياسي فقد بقيت على نفس الرؤى والمبادئ منذ أول ترشح لي وهو حياد المحاماة عن كل التجاذبات الحزبية والسياسية،علما وان من صوتوا لي ليس الإسلاميين فقط بل كذلك اليساريين الذين وقعت محاكمتهم من قبل امن الدولة في الستينات إلى مجموعة برسبكتيف ((perspective،الدساترة، العروبيين (من يؤمنون بالوحدة العربية) والمستقلين،فقد كانت اختياراتهم مهنية وليست حزبية أو سياسية لما أمثله من دفاع على مبادئ المهنة وقيمها إذ لا بد من إعداد خارطة طريق يلتزم بها الجميع»

وضعية المحامين الشبان
عرفت الثلاث سنوات الأخيرة التي قادها عامر المحرزي مشاكل على عديد الأصعدة جعلت المحامين يخرجون عن صمتهم خلال الجلسة العامة الاعتيادية التي عقدت بتاريخ 6 جويلية الجاري ،إذ عبروا عن امتعاضهم من الأداء السلبي للعميد السابق وما شابه من نقاط سوداء خاصة منها تلك المتعلقة بقانون المالية ومشروع قانون رفع السر المهني ،أمام هذا الوضع فإن المسؤولية جسيمة بالنسبة للعميد الجديد إبراهيم بودربالة الذي تنتظره العديد من الملفات العالقة،في هذا الإطار تحدثنا مع هذا الأخير عن تقييمه لتجربة سلفه وما هي الملفات التي ستكون ذات أولوية على طاولته فقال» العمل البشري قابل للخطأ والصواب وبالنسبة لعمل العميد السابق عامر المحرزي ما كان منه ايجابيا سندعّمه وما كان سلبيا سنحاول تلافي النقائص حسب الإمكانيات المتوفرة» وأضاف محدثنا»بالنسبة لإشكال قانون المالية ورفع السرّ المهني سيتم تكوين لجنة في الوقت الحالي مهمتها التصدي لكل ما ينتج عنه من مسّ من المحامين ومن جوهر المهنة، فالمحامي ملزم باحترام السرّ المهني سواء من خلال اليمين الذي يؤديها قبل مباشرته المهنة أو من خلال القانون الذي يعاقب المحامي الذي يفشي السرّ المهني للحريف، فنصوص الأحكام لا يمكن أن تكون متناقضة فمن جهة تلزم المحامي بعدم إفشاء السرّ المهني حيث يكون معرّضا لإجراءات تأديبية ويعاقب عليه جزائيا ومن جهة أخرى تطلب منه أن يرفع ذلك السّر،وبالتالي هذا التناقض لا يمكن السكوت عنه» ،كما اعتبر ملف وضعية المحامين الشبان من ضمن الأولويات حيث قال «المحامون اليوم ينتصبون حسب الاقدمية في المهنة وبالتالي لا بد من اهتمام خاص بالمحامين الشبان واهتمام أيضا بالأداء اليومي للمحامين واقتراح تغييرات جذرية وجوهرية في إجراءات التقاضي من حيث الوقت،الأداء وسرعة انجاز الأحكام»

ملف السمسرة
من بين الملفات التي تعتبر حارقة وذات أولوية هو ملف السمسرة التي أصبحت ظاهرة تنخر القطاع،هذا الملف تحدث عنه العميد إبراهيم بودربالة فقال «سنحاول المحافظة على نقاوة المناخ المهني والتصدي إلى الظواهر السلبية التي تنخر القطاع ومن أهمها ظاهرة السمسرة التي يجب الحدّ منها والتصدي لها» ،هذا وقد وجّه بودربالة رسالة إلى أصحاب العباءة السوداء قال فيها» إلى كافة المحامين دون استثناء أنا عميدكم غير منخرط في أي حزب ينادي بصيانة مبادئ المهنة وقيمها و تحديد المصالح المشروعة والمشتركة بين المحامين بالإضافة إلى ضرورة الالتفاف حول هذه الخيارات قصد تنفيذها والقيام برسالتنا في المنظومة القضائية والوطنية».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115