ما سمي بالمدرسة القرآنية بالرقاب من ولاية سيدي بوزيد،مرورا بفاجعة وفاة 14 رضيعا والسبب وفق ما توصّلت إليه لجنة التحقيق الطبي هو تعفن جرثومي دون أن تجيب عن سؤال من المسؤول عن ذلك؟،وصولا إلى واقعة هزّت مركز الإحاطة والتوجيه الاجتماعي بصفاقس والذي كشفت جمعية «براءة» ما يحدث فيه من تحرّش جنسي ،اغتصاب وغيره من أنواع الاعتداءات على الأطفال إذ هناك حديث حتى عن اتجار بالبشر ،عن هذه النقطة وغيرها تحدّثنا مع روضة العبيدي رئيسة الهيئة الوطنية للاتجار بالبشر في هذا الحوار المختصر.
• في البداية ماهي آخر مستجدات ملف «المدرسة» القرآنية بالرقاب؟.
هذا الملف وكما هو معلوم هو من انظار القضاء اذ يتابع قلم التحقيق بالمحكمة الابتدائية بسيدي بوزيد قضية الاتجار بالبشر،في المقابل حوكم المتهم وهو صاحب تلك «المدرسة» في قضية الزواج على غير الصيغ القانونية وتم إبقاؤه بحالة سراح في قضية تتعلّق بشبهة إرهابية. أما على مستوى متابعة وضعية الأطفال الذين كانوا ضحايا فالعديد منهم (أكثر من 20 طفل) عادوا إلى مقاعد الدراسة وتمت إعادة إدماجهم،كما أن وزارة الشؤون الاجتماعية مواصلة في متابعتها للوضع من خلال اتصالها بالعائلات ،كما ان مندوبي حماية الطفولة بالجهات المعنية يقومون بدورهم من خلال عديد التدخلات الموثّقة في شكل روزنامة ،وبالتالي فهذا الملف ينتظر فقط ختم الأبحاث فيه من قبل قلم التحقيق وتحديد المسؤوليات.
• هناك حديث عن شبهة اتجار بالبشر في واقعة بمركز الإحاطة والتوجيه الاجتماعي بصفاقس فهل من توضيح؟.
تلقت الهيئة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر اتصالا من قبل جمعية «براءة» لحماية الطفولة المهددة والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان تم خلاله الإبلاغ عن وجود اعتداءات وشبهة اتجار بالبشر داخل مركز الإحاطة والتوجيه الاجتماعي بصفاقس تستهدف أطفالا ،الهيئة تحركت بصفة فورية في نطاق مهامها واختصاصها القانوني إذ قامت بالتحرّي والتقصّي حول حقيقة وجود «جريمة اتجار بالأشخاص» في ذلك المكان وقد توصلت الى أن هذا الملف لا يتضمّن حتى مجرّد الشبهة في الاتجار،ولكن هناك حديث عن شبهة استغلال جنسي وشبهة اغتصاب وهذا ليس من مجال اختصاص الهيئة، ولكن يمكن القول أن الواقعة خطيرة و تعدّد الاعتداءات يستهدف الأطفال يفرض وضع هذا الملف على طاولة النقاش لأن الأمر يؤكّد وجود إشكال خاصة عندما نجد الاعتداءات تستهدف هذه الفئة في عديد الأماكن،المدارس،المعاهد،رياض الأطفال وغيرها ولمَ لا إجراء حوار وطني لأن حماية الأطفال هي مسؤولية الجميع.
• ملف وفاة الولدان بمستشفى الرابطة وما توصلت إليه لجنة التحقيق الطبي كيف تقرئينه؟.
* الواقعة هزّت الرأي العام الذي انتظر الكشف عن كلّ ملابساتها ولكن هذا الملف بقي يحيطه الغموض وما جاء على لسان لجنة التحقيق الطبي ليس بالجديد،كما أن حديثها عن دواء غير منتهي الصلوحية لا يعني انه غير فاسد،وحديثها عن أطراف خارجية من هي تلك الأطراف ولماذا لم تكشف عنهم،الخلاصة هي أن الملف فيه مسؤوليات لابد من تحديدها لأن الأمر يتعلق بقطاع هام وحساس وهو قطاع الصّحة.
• نأتي الآن للحديث عن وضعية الهيئة والجديد على المستوي ظروف العمل خاصة بعد الوعود؟.
في الحقيقة الوعود لم تترجم بعد على ارض الواقع فقد جمعنا مؤخرا لقاء برئيس الحكومة يوسف الشاهد الذي وعد بالحرص على نشر الأوامر التطبيقية ولكنها لم تخرج إلى اليوم، وزير العدل كذلك وعد بتمكين الهيئة من الاعتمادات ولكن لم نر شيئا فالكلّ وعد وننتظر التطبيق،هناك أناس غادروا الهيئة لأسباب في ظلّ غياب الأوامر التطبيقية للتمكن من تسوية وضعياتهم المهنية ،كاتبة تم إلحاقها من وزارة الشؤون الاجتماعية غادرت،كاتبة ثانية توجهت للدراسة بالمعهد الأعلى للقضاء وهذا من حقّها وأخرى غادرت لأن عقد عملها قد انتهى وأصبحت وضعيتها غير قانونية .