غلق باب الترشحات لعضوية هيئة حقوق الإنسان: أنباء عن ترشح سهام بن سدرين وإثنين من أعضاء هيئة الحقيقة والكرامة

بعد مرور أربعة أشهر تقريبا منذ مصادقة مجلس نواب الشعب على مشروع القانون الأساسي عدد 51 المؤرخ في 29 أكتوبر 2018

والمتعلّق بهيئة حقوق الإنسان وذلك بموافقة 144 نائبا ودون تسجيل أي احتفاظ أو اعتراض انطلقت اللجنة الانتخابية في مهمّتها اذ قرّر رئيسها فتح باب الترشحات لعضوية تلك الهيئة الدستورية انطلاقا من تاريخ 15 فيفري المنقضي وعلى امتداد 21 يوما،الآجال انتهت وباب الترشحات أغلق،في هذا السياق هناك حديث عن مفاجأة في الطريق تتمثّل في وجود اسم سهام بن سدرين من بين المترشحين لعضوية هيئة حقوق الإنسان وعدد آخر من مجلس هيئة الحقيقة والكرامة أيضا،في انتظار تسليم الملفات إلى اللجنة الانتخابية يبقى هذا الخبر مثيرا للجدل.
عرّف الفصل الأول من القانون الأساسي عدد 51 لسنة 2018 هيئة حقوق الإنسان على أنها هيئة دستورية مستقلّة،كما يتكوّن مجلس هذه الهيئة طبقا للفصل 28 من تسعة أعضاء يقدمون ترشحاتهم لمجلس نواب الشعب ويتم انتخابهم من قبل الجلسة العامة كالآتي:قاض إداري، قاض عدلي،محام،طبيب، مختص في علم النفس،مختص في حقوق الطفل ومختص في المجال الاقتصادي والاجتماعي.

ترشح سيثير الجدل
في انتظار رفع الستار عن عدد ملفات المترشحين إلى عضوية هيئة حقوق الإنسان التي تم إيداعها لدى مكتب مجلس نواب الشعب هناك أنباء تفيد بان سهام بن سدرين مصفية هيئة الحقيقة والكرامة هي من بين الذين قدّموا ترشحاتهم لعضوية تلك الهيئة،في المقابل أكّد لنا مصدر مقرّب أن اثنين أيضا ممن كانوا أعضاء بهيئة الحقيقة والكرامة قدموا ترشحاتهم وهما علاء بنجمة رئيسة لجنة البحث والتقصي سابقا ومحمد بن سالم قاضي ونائب رئيس الهيئة سابقا، الترشّح هو أمر عادي ومن حقّ كلّ من تتوفّر فيه الشروط أن يقدّم ترشحه ولكن عندما نقول سهام بن سدرين وما حدث عندما كانت رئيسة لهيئة الحقيقة والكرامة وما هي النتائج التي تحقّقت في مسار العدالة الانتقالية فالأمر يصبح حتما مثيرا للجدل ومن المنتظر أن يكون ملفها محلّ نقاش حامي الوطيس صلب اللّجنة الانتخابية. في هذا السياق ولاستجلاء مدى صحّة الخبر تحدّثنا مع النائب منجي الحرباوي بصفته عضوا في اللجنة المذكورة فقال في تصريح لـ«المغرب» إن «الملفات لا تزال في مكتب مجلس نواب الشعب باعتبارها ترسل إلى رئيس المجلس في انتظار تسليمها إلى اللجنة الانتخابية في غضون هذا الأسبوع بعد عقد جلسة مكتب المجلس» وبالنسبة لترشح سهام بن سدرين من عدمه قال «لا علم لي بالمسألة ولم نطلع بعد على الملفات وإذا كانت من بين المترشحين فهذا من حقّها».

أعمال لم تنته بعد
عهدة هيئة الحقيقة والكرامة انتهت منذ 31 ديسمبر المنقضي ولكن هناك جملة من إجراءات التصفية والتسليم والتسلّم لم تستكمل بعد وقد تم تعهيد سهام بن سدرين بهذه المهمّة بعد تسميتها بالمصفّية لما تبقى من أعمال تلك الهيئة مثل قرارات جبر الضرر والأرشيف الذي لم يسلّم إلى حدّ هذا التاريخ إلى مؤسسة الأرشيف الوطني،هذه الهيئة المثيرة للجدل منذ تركيزها والى اليوم حيث شهد مسارها العديد من العثرات والخلافات الداخلية بين رئيستها بن سدرين وعدد من أعضائها، إقالات واستقالات بالجملة،اتهام بن سدرين بالانفراد بالرأي،فوضى وخلع للمكاتب،كلّ هذا وأكثر أثّر سلبا على مسار العدالة الانتقالية الذي بقي في أوّل الطريق ولم يتحقّق منه شيء وفق شهادات عديد الأطراف بل أكثر من ذلك فقد وجّهت أصابع الاتهام من قبل نواب في مجلس الشعب إلى رئيسة الهيئة بإهدار المال العام والفساد باسم العدالة الانتقالية،كلّ هذا الجدل والاستفهامات التي أثارتها رئيسة هيئة الحقيقة والكرامة من شأنها أن تكون عقبة كبيرة في طريقها إذا ثبت ترشحها إلى عضوية هيئة حقوق الإنسان وتبقى الكلمة الأولى للجنة الانتخابية والأخيرة للجلسة العامة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115