استنطاق عدد من المتهمين المحالين من اجل إدخال أسلحة الى البلاد التونسية اثر «ملحمة بن قردان».
وفق ما أكده الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بتونس والقطب القضائي لمكافحة الإرهاب المساعد الأول لوكيل الجمهورية سفيان السليطي لـ«المغرب»، فان قضية الحال مستقلة عن ملف «ملحمة بن قردان»، وتعلقت بالأساس بعناصر إرهابية تورطت في ادخال أسلحة الى البلاد التونسية اثر الملحمة التي عاشت على وقعها منطقة بن قردان 7 مارس 2016، والتي استشهد خلالها 10 امنيين و7 مواطنين ، فيما تمّ القضاء على 55 عنصرا إرهابيا من بينهم 36 مسلحًا.
وتجدر الإشارة الى أنّ ملف الحال قد شمل عددا من العناصر الارهابية المصنفة بالخطيرة والخطيرة جدّا المتورطة في اغلب العمليات الإرهابية التي شهدتها البلاد التونسية ومن بينهم عادل الغندري والذي تمّ القاء القبض عليه في ماي 2016.
والإرهابي الطاهر ضيف الله والذي تسلمته السلطات التونسية في مارس 2017 من ليبيا، علما وانّ هذا الأخير قد اعترف اول امس انّه قد تلقى تعليمات من المدعو مختار مارس بادخال كمية من الاسلحة (متمثلة في مسدسات وصواريخ ورشاش وألغام وأحزمة ناسفة وقنابل يدوية الصنع...) من مدينة صبراته الليبية الى تونس وإخفائها داخل صناديق بالصحراء التونسية.
كما أكد ضيف الله، لدى استنطاقه، انه تسلم مبالغ مالية متفاوتة من قبل عدد من العناصر الارهابية (عادل الغندري والطيب مارس ومختار العرف)،وذلك قبل تنفيذ عملية الهجوم على بن قردان، وقد تراوحت المبالغ المالية ما بين 40 الف دينار و140 الف دينار.
كما اعترف بانتمائه الى التنظيم الإرهابي، وتلقيه تدريبات عسكرية. كما اكّد انه كان يحارب الى جانب التنظيم الإرهابي. كما انه كان على علم بالمخطط الإرهابي الذي استهدف منطقة بن قردان في مارس 2016.
ومن المنتظر أن تواصل الدائرة الجنائية المختصة بالنظر خلال غرة مارس المقبل استنطاق المتهمين في ملف الحال.
وتجدر الإشارة في هذا الإطار الى انّ الوحدات الأمنية والعسكرية واثر الانتهاء من «ملحمة بن قردان، والتي دامت تقريبا لمدة أسبوعين، قامت بسلسلة من العمليات الاستباقية كشفت خلالها عن عدد هامّ من مخازن الأسلحة التي تجاوزت تقريبا الـ17 مخزنا (من بينها مخزن الوراسنية الواقعة في ضواحي بن قردان من ولاية مدنين، ومخزن بمنطقة «شارب الراجل» طريق جرجيس من معتمدية بن قردان، وآخر بمنطقة الحنية من معتمديّة بن قردان).
وقد كانت كل المخازن تحتوي على كميّات كبيرة وهامّة من الأسلحة بمختلف أصنافها إلى جانب كميات كبيرة من الذخيرة والقنابل اليدوية والصواعق والأسلحة الحربية والألغام الأرضية ضد العربات وقاذفات صواريخ نوع «آر-بي-جي».