قاضي الأسرة الذي قضى أيضا بضرورة متابعة الملف من قبل قضاة الأسرة الراجعين لهم الأطفال ترابيا وكذلك مندوبي حماية و الطفولة بالجهات التي يقطن فيها هؤلاء الأطفال،أسبوع تقريبا مرّ اليوم على عملية التسليم التي أثارت جدلا واسعا ووضعت مسألة حقوق الطفل تحت المجهر خاصة وأن المعطيات التي ظهرت تبيّن أن أغلبية الأولياء وتحديدا الآباء كانوا السبب في انقطاع أبنائهم عن الدراسة والانضمام إلى تلك «المدرسة» بتعلّة حفظ القرآن.هل هناك متابعة لوضعية الـ42 طفلا؟ ماهي أبرز المستجدات على مستوى الإدماج؟ عن هذه النقاط تحدثنا مع سيدة مبارك عضو الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب التي تتابع الموضوع.
للتذكير فإن محكمة الناحية بالرقاب من ولاية سيدي بوزيد قد أصدرت حكمها مؤخرا ضدّ صاحب «المدرسة القرآنية» فاروق الزريبي وذلك بسجنه لمدّة سنة بتهمة الزواج على خلاف الصيغ القانونية.
«متابعة وإجراءات»
الأطفال ضحايا «المدرسة القرآنية» بالرقاب الذي تتراوح أعمارهم بين 10 و18 سنة قضوا فترة بمركز الرعاية «أملي» بحمام الأنف قبل تسليمهم لذويهم ،وأثناء فترة الإقامة هناك أدّى فريق من لجنة المرأة والطفولة والأشخاص ذوي الإعاقة والفئات في وضعية هشة الموجودة صلب الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب بالتنسيق مع لجنة التقصي بذات الهيئة زيارة ميدانية لمعاينة الأطفال والحديث معهم عن المعاناة التي عاشوها فكانت شهادات موجعة،اليوم وبعد مرور أسبوع عن تسليم هؤلاء الأطفال إلى أوليائهم تحدّثنا مع سيدة مبارك عضو لجنة المرأة حول مدى تواصل عملية المتابعة خاصة وأن الأمر يتعلّق بحقوق الطفل فقالت «فريق الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب بصدد مزيد التقصي في موضوع أطفال «المدرسة القرآنية بالرقاب» وهناك أعمال بصدد الإنجاز بخصوص المتابعة وقد اتصلنا بعدد كبير من الأولياء للتثبت إذا ما كان هناك متابعة من طرف الجهات المعنية حسب الاختصاص الترابي، وقد تمت إفادتنا إلى حد الآن انه انطلقت عملية الاتصال بهم من أجل متابعة أبنائهم وإعادة إدماجهم بالدراسة أو بالتكوين أو بأي إجراء آخر حسب حالة الطفل وسنه ومستواه الدراسي واستعداداته « هذا وأفادت مبارك أن لجنة المرأة والطفولة والأشخاص ذوي الإعاقة والفئات في وضعية هشّة تعتزم القيام بزيارة لعدد من الأطفال في مسقط رأسهم وهي بصدد إعداد برنامج في الغرض دون الخوض في مزيد التفاصيل.
مارس المقبل الملف أمام القضاء
ملف «مدرسة» ابن عمر القرآنية بالرقاب وبعد التقصيّ والأبحاث الأولية من قبل القضاء تم اكتشاف جرائم مختلفة منها الجنائي حيث تعهّد قلم التحقيق بالمحكمة الابتدائية بسيدي بوزيد بهذا الجزء المتعلّق بجريمة الاتجار بالبشر ومن المنتظر أن يكون أمام القضاء في جلسة 18 مارس المقبل ،من جهة أخرى تعهّد القطب القضائي لمكافحة الإرهاب بالجزء الثاني لهذا الملف نظرا لوجود صبغة إرهابية.
وبالعودة إلى أطوار هذه القضية فقد انطلقت بالتزامن مع بثّ تحقيق استقصائي عن «المدرسة القرآنية بالرقاب» في برنامج «الحقائق الأربعة» للمقدّم حمزة البلومي ،حيث ورد على الهيئة الوطنية لمكافحة الاتجار بالأشخاص إشعار بتاريخ 25 جانفي المنقضي فقامت بالتنسيق مع كلّ المتداخلين من وزارات ومندوبي حماية الطفولة وغيرهم من أجل انقاذ هؤلاء الأطفال من المستنقع الذي وضعوا فيه،وبالتنسيق مع الجهات الأمنية تم وضع الأخصائيين النفسيين ومندوبي حماية الطفولة في المقدّمة حتى لا تكون للزيارة صبغة «المداهمة الأمنية» لأن الضحايا هم أطفال،المشهد كان صادما والحقيقة مدوّية،أطفال يعيشون في مكان لا تتوفر فيه أدنى ظروف العيش الكريم،أمراض بالجملة (جرب،قلب،ضيق التنفس...)،بل أكثر من ذلك يتم حرمانهم من النوم ويقومون للصلاة تحت الضرب،تخويف،ترهيب،فلقة وإرغام على تناول طعام بالدود في إطار ما يسميه شيخ «المدرسة» جهاد النفس والنتيجة أضرار نفسيّة عميقة وأفكار تعصّب مزروعة في أذهان أطفال في عمر الزهور.