نشر صور بعض أطفال ضحايا: «المدرسة القرآنية بالرقاب» حقوق انتهكت وتاهت بين خلافات أخرى والقضاء على الخطّ

لا يزال ملف ما عرف «بالمدرسة القرآنية» بالرقاب التابعة لولاية سيدي بوزيد يلقي بظلاله على الساحة الوطنية ففي الوقت

الذي تعهّدت الجهات القضائية بالأبحاث والتقصي للوقوف على حقيقة ما حدث وما عاشه هؤلاء الأطفال تجويع وترهيب واغتصاب،هناك جانب آخر لهذه الواقعة وهو المتعلّق بالأطفال وكيفية الإحاطة بهم على المستوى النفسي والاجتماعي وضمان حقوقهم،ولكن بثّ شريط فيديو يظهر وجوه عدد من الأطفال أثناء تسليمهم لعائلاتهم يوم 12 فيفري الجاري وهم يتحدّثون وعلامات الذهول والخوف بادية على ملامحهم دليل قاطع على غياب الوعي بهذا السلوك الذي يمسّ بصفة مباشرة من حقوق هؤلاء الأطفال وهو ما جعل مندوبية الطفولة بتونس تتحرّك وترفع شكاية جزائية ضدّ الفاعلين.

وللتذكير فإنه ما تسمى بــ «المدرسة القرآنية» بالرقاب قد عثر فيها على 42 طفلا في ظروف أقل ما يقال عنها أنها مزرية،وسخ،جوع،أمراض،لباس أفغاني،هؤلاء الأطفال جاؤوا من 10 ولايات من بينها صفاقس ،نابل،منوبة،سيدي بوزيد،قابس وغيرها جمعهم هذا المكان الذي خلّف ولا يزال الكثير من الاستفهامات.

انتهاكات بالجملة
منذ اكتشاف حقيقة ما يحدث في «المدرسة القرآنية» بالرقاب قامت الجهات المختصّة وفي مقدّمتها الأخصائيون النفسانيون ومندوبو حماية الطفولة بالتوجّه على عين المكان لإنقاذ هؤلاء الأطفال من «الجحيم» الذي كانوا فيه ونقلهم إلى مركز لرعاية الطفولة بتونس العاصمة وتحديدا بحمام الأنف أين أقاموا لفترة تحت إشراف المختصّين للتخفيف عنهم قدر الإمكان أثار سنوات «العذاب» الذي عاشوها تحت التخويف والاغتصاب وجهاد النفس وإجبارهم على تناول طعام بالدود،ولكن كلّ هذه الحقائق التي أقلّ ما يقال عنها أنها صادمة ولا تمت للقرآن والدين بصلة هناك من يعتبرها مزيّفة ويسعى إلى ترويج معطيات أخرى وتوجيه اتهامات بمعاداة القرآن وغيرها،ولكن في خضمّ كلّ هذه الاختلافات ألا يوجد شيء اسمه حقوق الطفل وكرامته وحرمته؟، يبدو أن ذلك غير معترف به من قبل بعض الأولياء الذين سمحوا بتصوير أبنائهم وهم يتحدّثون عن تلك المدرسة بكلمات من الواضح انها ملقّنة لأن الحقيقة مرسومة على وجوه أولئك الأطفال،خوف،صدمة،ذهول، فالآثار النفسية جليّة نتيجة ما تعرضوا إليه وهو مدوّن في اعترافاتهم المدوّنة لدى الهيئات المعنية التي عاينت الوضع وكذلك نتائج الطب الشرعي.كما أن من أقدم على عملية التصوير من المؤكّد انه لم يطلع على مجلّة حماية الطفل ولا يعلم مدى تأثير ذلك الفيديو على هؤلاء الأطفال الذين ظهروا فيه صوتا وصورة.

تتبّع
مقطع الفيديو أثار حفيظة العديد من الأطراف الذين وصفوا هذا السلوك بالصادم والانتهاك الصارخ لحقوق الطفل،من جهة أخرى تقدّمت وزارة المرأة والطفولة وكبار السنّ بشكاية جزائية ضدّ من قاموا بعملية التصوير للأطفال مكشوفي الوجه والضغط عليهم للحصول على إجابات موجّهة،هذا وقد أفاد أيضا المندوب العام لحماية الطفولة مهيار حمادي، أنه سيتم تتبع جزائيا كل من قام بتصوير ونشر صور أطفال ‘المدرسة القرآنية بالرقاب»عند انطلاق عمليات تسليم هؤلاء الأطفال لعائلاتهم بتاريخ 12 فيفري الجاري كما أوضح حمادي أنه سيتم كذلك تتبع جزائيا عملية إخضاع الأطفال إلى أسئلة مُوجهة عند خروجهم من مركز الإيواء في حمام الأنف.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115