ندوة صحفية بمناسبة الذكرى الثانية لاغتيال محمد الزواري: التحضير الفعلي لعملية الاغتيال انطلق منذ جوان 2016 وهذه آخر المستجدات

يومان فقط يفصلاننا على تاريخ إحياء الذكرى الثانية لاغتيال المهندس التونسي محمد الوزاري

الذي استشهد أمام منزله بمدينة صفاقس يوم 15 ديسمبر 2016 بعد أن تم استهدافه بعشرين طلقة استقرّت ثلاثة منها على مستوى رأسه وصدره كانت كافية لوفاته،هذه القضية تعهّد بها القطب القضائي لمكافحة الإرهاب وذلك بعد تخلي قلم التحقيق بالمحكمة الابتدائية بصفاقس 2 عن الملف نظرا لصبغته الإرهابية،اليوم وبعد مرور سنتين على هذه الحادثة الأليمة عقدت وزارة الداخلية ندوة صحفية أمس الثلاثاء 11 ديسمبر الجاري.

وللتذكير فقد أصدرت حركة حماس بيانا اتهمت فيه الموساد الاسرائيلي بالوقوف وراء عملية الاغتيال وقالت في ذات السياق إن « 12 شخصا مقسمين على ثلاث مجموعات ساهموا في تنفيذ العملية، إذ تولت المجموعة الأولى التحضير اللوجستي، والثانية جمع المعلومات، والثالثة التنفيذ. وأضاف أن منفذي الاغتيال المباشر كانا يحملان جوازي سفر بوسنيين.

ملف بلا موقوفين
أفاد سفيان السليطي الناطق الرسمي باسم القطب القضائي لمكافحة الإرهاب أنه ومنذ تعهّد عميد قضاة التحقيق بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب منذ سنتين تقريبا بملف قضية اغتيال محمد الزواري تم فتح بحث تحقيقي و إيقاف 10 أشخاص بينهم امرأة كمشتبه بهم بتهمة القتل العمد و جرائم إرهابية وبتاريخ 20 ديسمبر 2016 قرّر حاكم التحقيق الاحتفاظ بثلاثة منهم فيما قرر إبقاء الـ7 الآخرين بحالة سراح نظرا لخلوّ ملفاتهم من أي مؤيد له علاقة بجريمة الاغتيال،وبعد ستة أشهر من التحريات قرّر القضاء إطلاق سراح كلّ الموقوفين سالفي الذكر وذلك يوم 2 جوان 2017 ولكن بقيت الأبحاث متواصلة وتم الكشف عن منفذي العملية وهما عنصران يحملان الجنسية البوسنية وهنا قال السليطي خلال الندوة الصحفية «اصدر عميد قضاة التحقيق بطاقتي جلب في حق المتهمين بتاريخ 10 نوفمبر 2017 وإرسال انابات عدلية إلى 7 دول وهي مصر، بلجيكيا، البوسنة، سويد، تركيا، لبنان وكوبا وقد وردت بتاريخ 13 مارس 2018 مراسلة من ادارة الشرطة العدلية بكرواتيا تعلمنا بالقاء القبض على العنصر الأول في حين تم القبض على العنصر الثاني يوم 15 ماي 2018 وتم إتباع الإجراءات الدبلوماسية والقضائية المعمول بها في تقديم مطالب تسليم المتهمين ولكن السلطات البوسنية رفضت ذلك لأن القانون البوسني لا يسمح وفق مراسلتها والملف إلى اليوم لا يزال من أنظار عميد قضاة التحقيق».

المسار الأمني للملف
من جهته كشف مدير الوحدة الوطنية للبحث في الجرائم الإرهابية عن المسار الأمني للملف عبر عرض شريط فيديو يجسد تحركات منفذي عملية اغتيال محمد الزواري بتاريخ 15 ديسمبر 2016 وقد بيّنت المعطيات أن البوسنيين دخلا التراب التونسي يوم 8 ديسمبر 2016 عبر ميناء حلق الوادي وعند وصولهما تحوّلا الى مدينة المنستير أين أقاما بنزل «كاب مارينا» بالغرفة عدد 77 وقد ربط احدهم الصلة بالمدعو عبد القادر الوسلاتي وطلب منه توفير سيارة لزيارة بعض المصانع بتونس وقد بيّنت الابحاث أن هذه الخطوة كانت كتغطية عن السبب الحقيقي لتواجدهما بتونس،وفي 10 ديسمبر تحولا رفقة ياسين الجربي وهو دليل سياحي في جولة إلى الجنوب التونسي وزيارة عديد المناطق والولايات،كما قاما باكتشاف المسالك العادية والفلاحية والفرعية لتسهيل مهمة الانسحاب، يوم 14 ديسمبر 2016 تم رصد رقم أجنبي يدخل إلى التراب التونسي وتحديدا إلى مدينة صفاقس وهو يعود إلى سيارة من نوع «ميتسي بيتشي»، يوم 15 ديسمبر وهو تاريخ تنفيذ العملية تعقّب البوسنيان تحركات محمد الزواري الذي تبيّن فيما بعد أنه قد تم اختراق هاتفه الجوال لرصد تحركاته وفي حدود الساعة الثانية إلا الربع تمت عملية الاغتيال لينسحبا في سيارة أخرى كانت رابضة بالمكان حتى لا يتم التفطن إليهما ليتجها إلى مدينة القيروان أين حجزا غرفة في نزل القصبة إلى غاية 16 ديسمبر 2016 ولكنهما غادرا في نفس يوم التنفيذ دون إعلام النزل وغادرا تونس عبر ميناء حلق الوادي. هذا وبيّن مدير وحدة جرائم الإرهاب أن هناك شخصا ثالثا اقترب من الشهيد وهو نمساوي الجنسية أعرب للضحية أنه يرغب في اقتناء الاختراع المتمثل في الغواصة وذلك في سنة 2015 وهو ما يبين أن التخطيط لعملية الاغتيال كان منذ تلك السنة والتحضير الفعلي كان في 28 جوان 2016 أي قبل ستة أشهر تقريبا من التنفيذ».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115