قبل الإعلان عن نتائج الاعتراضات: المجلس الأعلى للقضاء يستمع إلى العميد ورؤساء فروع المحامين

منذ تركيزه وأداء أعضائه اليمين أمام رئاسة الجمهورية في موفى سنة 2016 وجد المجلس الأعلى للقضاء نفسه أمام مهام عديدة موكولة إليه فقد تسلم المشعل من الهيئة الوقتية للإشراف على القضاء العدلي في كل ما يتعلق بالمسار المهني للقضاة وتسيير مرفق العدالة وبعد مرحلة من الخلاف والاختلاف بين أعضائه توصل هذا الهيكل إلى بناء بيته الداخلي

والانطلاق في سدّ الشغورات التي لا يزال بعضها يثير جدلا إذ وجد نفسه أمام أول امتحان وهو الحركة القضائية التي تم الإعلان عنها مؤخرا والتي خلفت ردود أفعال مختلف اغلبها رافض لها لما خلفته من إشكاليات في المحاكم من نقص في الإطار القضائي وفي محاولة منه إصلاح ما يمكن إصلاحه انكب مجلس القضاء العدلي على هذا الملف وخير فتح باب الحوار ،من جهة أخرى أثار المنشور الأخير الذي أعلن عنه المجلس القطاعي المذكور جدلا في صفوف القضاة أنفسهم واعتبروه تدخلا في صلاحيات رئيس المحكمة الابتدائية بزغوان.
المجلس الأعلى للقضاء بالرغم من مرور أكثر من تسعة أشهر على تنصيبه فإنه إلى اليوم لا يملك مقرا خاصا به ولا اعتمادات مالية مثلما نص على ذلك القانون المنظم له الأمر الذي جعل أعضاءه يهددون مؤخرا بالتوقف عن العمل الى حين توفير ابسط مقوماته.

فتح باب الحوار
بالرغم من حالة الغضب والاحتقان التي خلفتها نتائج الحركة القضائية لهذه السنة وذلك في صفوف المحامين وخاصة الفروع الجهوية لها بكل من قفصة وسيدي بوزيد فإن المجلس الأعلى للقضاء لم يختر التصعيد بل يمكن القول انه نجح في الأخذ بزمام الأمور من خلال خياره فتح باب الحوار والنقاش مع أصحاب العباءة السوداء وكذلك الهياكل القضائية لوضع النقاط على الحروف قبل البت في الاعتراضات التي ينتظر الإعلان عن نتائجها لاحقا،في هذا السياق أفادنا عماد الخصخوصي عضو عن مجلس القضاء العدلي بأن هذا الأخير عقد أمس الاثنين 2 أكتوبر الجاري اجتماعا خصص لاستقبال رئيس الهيئة الوطنية للمحامين عامر المحرزي ورؤساء الفروع الجهوية للهيئة المذكورة وذلك للنقاش حول الحركة القضائية وتداعياتها» هذا ومن المنتظر أيضا أن يفتح ذات النقاش مع الهياكل القضائية. وللإشارة فإن مجلس القضاء العدلي قد تلقى 200 اعتراض على الحركة القضائية بتبريرات مختلفة.

منشور أثار جدلا
من جهة أخرى وفي الوقت الذي لا يزال المجلس الأعلى للقضاء عامة ومجلس القضاء العدلي بصفة خاصة تحت المجهر ومسلط عليها الضوء كهيكل جديد يحاول شق طريقه بثبات ليحقق مبدأ الاستقلالية فقد شنّ عليه أهل القطاع هجوما آخر على خلفية المنشور الذي أصدره المجلس القطاعي بخصوص القاضية فوزية الحمدوني وذلك بطلب عملها كقاضية أطفال فقط وفق ما تطلبت ذلك الحركة القضائية الحالية. وثيقة خلفت غضبا في صفوف القضاة وخاصة منهم العاملين بالمحكمة الابتدائية بزغوان حيث أكد المنشور على ضرورة أن تكتفي القاضية المذكورة بالعمل وفقا للخطة المسندة إليها كقاضي أطفال وبالتالي لم تمنح لها صلاحية ترؤس الجلسة الاستعجالية بالمحكمة. قرار اعتبره ليس في محله اذ بينوا أن «المجلس الأعلى للقضاء ليس من دوره توزيع العمل الداخلي لأي محكمة فهي مسؤولية يتقلدها رئيسها ووكيل الجمهورية بها ويمارسها طبقا للمسؤولية والوظيفة التي أسندها له مجلس القضاء العدلي مؤكدين أن المس بالتوزيع الداخلي للمحكمة هو مس من صلاحيات رئيسها وسلبه اختصاصه الذي ينال من استقلاليته وحسن سير مرفق العدالة ونزاهة القضاء.
أمام هذا الموقف أردنا أن نعرف ما هي ردة فعل المجلس المعني بالأمر والذي اصدر هذا المنشور ولهذا الغرض تحدثنا مع عماد الخصخوصي احد أعضائه الذي أوضح قائلا «المجلس الأعلى للقضاء من بين مهامه الإشراف على حسن سير مرفق العدالة والعمل القضائي وعندما يرى ضرورة لمصلحة العمل لا بد أن يتدخل وهو ما حصل في وضعية المحكمة الابتدائية بزغوان والقانون يخول ذلك».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115