الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب «لا تزال حليمة على وضعها القديم»: وعود وتسويف والنتيجة قرار بتعليق الزيارات

منذ أكثر من شهر أطلقت الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب نداء استغاثة لفك وثاقها حتى تتمكن من القيام بأعمالها طبقا للصلاحيات التي يخولها القانون المنظم لها والذي تمت المصادقة عليه منذ سنة 2013 ،الهيئة مكبلة لا لشيء إلا لأنها تنتظر إمضاء

الجهات الحكومية الرسمية على الأوامر وتوفير مقرّ لائق لها لأن المكان المسمى مقرّها اليوم خال من كلّ الإمكانيات مكاتب فارغة من التجهيزات وغياب كلي للحماية الأمر الذي جعل الأعضاء لا ينطلقون في قبول ملفات المواطنين بالإضافة إلى تواصل انتظار الهيئة للميزانية المرصودة لها. كلّ هذه الظروف طرحت للنقاش مع وزارة العلاقة مع الهيئات الدستورية ولكن النتيجة دائما وعود مع تأجيل التنفيذ وهو ما جعل الفريق يعلق أعماله بخصوص زيارات أماكن الاحتجاز إلى أن يأتي ما يخالف ذلك.

أداء اليمين بالنسبة لأعضاء الهيئة الوطنية لمقاومة التعذيب كان في ماي 2016 أي بعد تنصيبهم بشهرين تقريبا والحال أن القانون المنظم لها جاهز منذ 2013 ولكن التأسيس لم يكن على قواعده السليمة ليكون قدرها الانتظار إلى أن تتحول الوعود إلى واقع ملموس.

الإرادة السياسية في الميزان
أمام الوضع الذي تعمل فيه الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب لم تبق مكتوفة الأيدي بل قام أعضاؤها بتوجيه المراسلات اللازمة للجهات الإدارية والحكومية الرسمية وقد تم إعداد خطة عمل من قبل وزارة العلاقات مع الهيئات الدستورية برئاسة كمال الجندوبي آنذاك على أساس أن يتم في سبتمبر 2016 إعداد كل ما تتطلبه الهيئة من أمر التأجير والتنظيم الهيكلي وبروتوكول للتعامل مع كل الوزارات ولكن في جويلية 2016 أصبحت الرؤية غير واضحة وغابت بوادر حسن النية في التعامل مع الهيئة وفق ما صرح به الأعضاء إلى درجة أن ملف هذا الهيكل اتلف ولم يعثر عليه لدى الجهات المعنية فكل طرف يرمي الكرة في ملعب غيره والحقيقة غابت هي الأخرى وسط الزحام. مشهد استنتجت منه الهيئة بأن الإرادة السياسية لميلاد هذه الهيئة بكل المقاييس مفقودة ولا يراد لعديد الحقائق ان تكشف علما وان الهيئة يمكنها التوصل إلى إثباتات بخصوص التعذيب وذلك بإطلاعها على التقارير والملفات وهو ما لم يرض أطرافا أخرى». من بوادر التسويف أيضا وفق ما صرح به لطفي عز الدين احد الأعضاء صلب الهيئة هو اللقاء الذي جمعهم أول أمس بوزير العلاقات مع الهيئات الدستورية مهدي بن غربية إذ وصفه بالفضفاض حول سعي الحكومة لتسريع إصدار الأوامر».

ميزانية 2017 في فيفري المقبل
مسألة الميزانية المرصودة للهيئة الوطنية لمقاومة التعذيب بدورها مطروحة للنقاش إذ وصفت حميدة الدريدي رئيسة الهيئة التسبقة التي قدمت بعنوان ميزانية 2016 والمقدرة بــ200 ألف دينار تنم عن.....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115