الذي شهد منذ انطلاقه عدة عثرات ومستجدات متتالية. سامي الكريمي الطبيب الشرعي الذي كان أول من شرّح جثة لطفي نقض ورجح من بين الفرضيات أن يكون هذا الأخير توفي نتيجة أزمة قلبية وبعد أربع سنوات كاملة خرج عن صمته وهو ما يفتح المجال لعديد التساؤلات.
وللتذكير فإن الأحكام الابتدائية التي صدرت قد استأنفتها النيابة العمومية أيضا خاصة وأنها نتجت عن إطلاق سراح المتهمين الموقوفين بعد أربع سنوات،كما أن هناك من وصف تلك الأحكام بالصادمة.
هذا ما قاله الطبيب الشرعي
كما هو معلوم فإن كل وفاة مسترابة يتم فيها الاستعانة بالطب الشرعي للوقوف على الأسباب الحقيقية الكامنة وراء ذلك وهذا ما حدث في قضية لطفي نقض الذي توفي في 18 أكتوبر 2012 اثر مظاهرة جدت في مدينة تطاوين وذلك بعد تعرضه للعنف من قبل عدد من ممثلي رابطات حماية الثورة انذاك وفق تصريحات عائلته.
سامي الكريمي هو الطبيب الشرعي الأول الذي شرح الجثة عشية الوفاة باعتبار أن ولاية تطاوين تعود بالنظر إلى ولاية قابس في ما يتعلق بالتشريح والطب الشرعي. وقد قال في احد البرامج التلفزية أنه يمارس حقّه في الرد على زميله الذي صرح بأن سامي الكريمي تعرض إلى ضغوطات الأمر الذي نفاه هذا الأخير قائلا«وقع تسخيري من قبل فرقة مكافحة الإجرام بالقرجاني فقمت بتشريح الجثة بحضور أربع ضباط من الفرقة المذكورة ووكيل الجمهورية والمدير الجهوي للصحة بقابس وقد استغرقت العملية أكثر من أربعة ساعات في ذلك الوقت مارست عملي ولم يكن لدي اي فكرة عن الملابسات السياسية للموضوع أي على أساس وفاة شخص لم اعرف أي معلومة عن انتماءاته السياسية في مظاهرة فقط»
أما بالنسبة للتقارير فقد قال سامي الكريمي «هناك تقرير أولي تم فيه تشخيص الإصابات الموجودة دون أي تحاليل وبعد حضور الفحوصات التكميلية تمت صياغة التقرير النهائي الموثق بالصور أيضا وبالنسبة لكلمة «سكتة قلبية» لم يقع ذكرها في التقرير لأن السكتة علامة من علامات الوفاة وليس سببا ولكن نحن نستعمل عبارة أزمة قلبية وقد رجحت هذه الفرضية من بين عدة فرضيات وذلك لعدة أسباب».
هذا وصرح الكريمي بأنه «تم إعلامه عندما كان في غرفة التشريح بان هناك عديد الاتصالات وان هناك معلومات تقول بأنه ينتمي الى حركة النهضة» وتعليقا على تقريره قال «من شكك في التقرير الذي قدمته قرأه قراءة خاطئة وأنا قدمت التوضيحات اللازمة للتحقيق ومقتنع بما قمت به وضميري مرتاح جدا».
ارتباك يطرح تساؤلات
كل ما سبق ذكره يعتبر عاديا فقد تحدث أول طبيب شرعي شرّح جثة لطفي نقض بعد وفاتها بساعات ولكن لمن شاهد شريط الفيديو فسيلفت انتباهه الارتباك الذي ظهر عليه هذا الأخير وتلعثمه في الكلام أحيانا الأمر الذي جعل المنشط يعلق على ذلك ولكن سامي الكريمي أرجع الأمر إلى ما يسمى «التراك». فبقطع النظر عن الأسباب الحقيقية لتلك الحالة فإن ظهور الطبيب الشرعي في هذا الوقت بالذات يطرح سلسلة من الأسئلة خاصة وأن التقرير الذي خرج أثار ضجة كبيرة في ذلك الوقت فلماذا الآن؟ وهل سيكون لذلك تأثير على مجريات القضية؟ هذه وغيرها أسئلة تطرح.