الذكرى الرابعة لأحداث الرش بسليانة: «يتفكرونا من الذكرى للذكرى والملف يريدون غلقه»

أيام قليلة تفصلنا على إحياء الذكرى الرابعة للأحداث الأليمة التي عاشت على وقعها ولاية سليانة منذ 27 نوفمبر 2012 والتي تم خلالها استهداف أكثر من 200 شخص بمادة الرش مما تسبب لهم في إصابات متفاوتة الخطورة،متظاهرون ذنبهم الوحيد أنهم خرجوا للمطالبة بحقهم

في التنمية والعيش بكرامة وأن تتوفر لهم ابسط مقومات العيش. حادثة أثارت الرأي العام ووصفت بالأخطر من نوعها منذ الاستقلال كما وصفها البعض من السياسيين بأبرز اخفاقات حكومة الترويكا التي كانت على عرش الرئاسة وقتها. أربع سنوات مرت وبقي التساؤل مطروحا عن مآل هذا الملف وتبعاته على كل المستويات القضائي والصحي والاجتماعي؟ سؤال طرحناه على بعض الضحايا وكذلك على المتابعين للملف المنشور لدى القضاء العسكري.
يجدر التذكير بأن المتضررين تقدموا بشكايات ضد الأطراف التي كانت وراء كل ما حصل فتعهد بها القضاء بالمحكمة العسكرية الدائمة بالكاف باعتبارها مرجع النظر لهم.

نفس الوقت
وبعد أن وصل صدى الأحداث البشعة التي شهدتها سليانة في 2012 قبة بارد واو ما يسمى آنذاك بالمجلس الوطني التأسيسي تقرر وككل مرة إحداث لجنة تحقيق برلمانية تتولى البحث والتقصي حول حقيقة ما حصل يوم 27 نوفمبر 2012 وتحرير تقرير مفصل في الغرض.قامت اللجنة المذكورة بأعمالها إذ جابت شوارع المدينة وطرقت أبواب كل من ترى أنه يفيد عملية التقصي على غرار والي الجهة والمتضررين وعدد من المسؤولين وتوصلت اللجنة الى جملة من التوصيات الهامة والعاجلة حسب وصفها أثناء عرض تقريرها الذي أحالته أيضا على الرئاسات الثلاث. ومن المضحكات المبكيات أن قاضي التحقيق قد اعتبر التقرير المذكور من بين مظروفات الملف مقابل تجاهله من قبل الحكومة برئاساتها الثلاث رغم وجود نقاط استعجالية فيه وفق من صاغوه.

«لا نريد أن نكون مجرد ذكرى»
استعمال سلاح الرش ضد المتظاهرين في سليانة منذ سنوات خلت خلف 200 إصابة فهناك من فقد بصره ولا تزال شظايا الرش تعيش معه وتنخر أنحاء من جسده وهناك من تسببت له في إعاقة عضوية ،إصابات زادت من معاناة أصحابها الذين يعانون التهميش والخصاصة على حد تعبيرهم. علما أن نسب السقوط قد تجاوز عدد كبير منها الـ50 % وأكثر من أربع اصابات على مستوى العين.

محجوب ،احد الذين تسبب له الرش في فقدان البصر بإحدى عينيه تحدث إلينا وهو يستعد مع عدد من زملائه المصابين للوقفة الاحتجاجية التي سينفذونها اليوم بسليانة بمناسبة الذكرى الرابعة لأحداث الرش إذ قال باسمه وباسم كل المصابين والحسرة تملأ صوته «يتفكرونا من الذكرى للذكرى ولكن نقول لهم لا نريد أن نكون مجرد ذكرى يظهر خلالها السياسيون والمسؤولون ويطلقون علينا جملة من الوعود التي سرعنما تندثر بمجرد مرور اليوم الموالي ،وعود بالتنمية والتشغيل والكرامة لم يتحقق منها شيء إلى يوم الناس هذا بل على العكس فقد ازداد حال المنطقة تهميشا وخصاصة لذلك قررنا بمساندة المجتمع المدني أن ننفذ وقفة احتجاجية للتعبير عن غضبنا واستيائنا جراء التعامل مع ملف مصابي الرش بطريقة تثير الشكوك كما إن الجهة لم يتغير فيها شيء الحال هو الحال أن لم نقل أكثر رداءة». على المستوى الصحي أفاد محجوب بأنه «ليس هناك أي استجابة لمطالبنا المتمثلة في تمكيننا من بطاقة العلاج المجاني فقد اكتفت الجهة المعنية بمدنا ببطاقات المعوزين فرفضناها فعلى سبيل المثال هناك عدد من المصابين توجهوا إلى مستشفى العيون الهادي الرايس للعلاج ولكن طلب منهم

دليل بأنهم من ضحايا الرش حسب رواية محدثنا»
في ختام تدخله وجه محجوب رسالة ....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115