استدعاء هيئة الحقيقة والكرامة بخصوص التقريرين الأدبي والمالي: هل يبحث المجلس رقابة سياسية في ظل ضبابية الرؤية في النصوص التشريعية ؟

بعد أن قررت مؤخرا لجنة فرز الترشحات صلب مجلس نواب الشعب عدم فتح باب الترشح لسد الشغورات بهيئة الحقيقة والكرامة التي سجلت على خلفية الاستقالات التي شهدها هذا الهيكل هاهي لجنة شهداء الثورة وجرحاها وتنفيذ قانون العفو العام والعدالة الانتقالية تقرر استدعاء الهيئة

المذكورة والاستماع إليها والنظر في التقريرين المالي والأدبي لها وذلك يوم الاثنين المقبل الموافق لــ7 نوفمبر. قرار لئن يبدو في ظاهره عاديا خاصة بالنظر لما يحدث اليوم داخل هيئة الحقيقة والكرامة من «تغول» رئيستها وضربها عرض الحائط بكل القرارات القضائية وخرق لمبدأ الشفافية على حد تعبير عدد من الأعضاء المعفيين مؤخرا ولكن بالتعمق في المسألة خاصة من الناحية القانونية فإنها تطرح استفهامات عديدة على مستوى أحقية ممارسة الرقابة على الهيئة من قبل هذه اللجان وهل ستستجيب بن سدرين لهذه الدعوة؟

للتذكير فإن هيئة الحقيقة والكرامة لم يعد بها العدد الكافي من الاعضاء لاكتمال النصاب القانوني وذلك بعد استقالة أربعة منهم منذ بدأت الهيئة في أشغالها ليتم فيما بعد إعفاء كل من زهير مخلوف الذي صدر في حقه حكم قضائي إداري يقضي بعودته إلى منصبه كنائب لبن سدرين ولكن هذه الأخيرة امتنعت عن تنفيذه بالإضافة إلى إعفاء مصطفى البعزاوي وليليا بوقيرة اللذين تقدما بدورهما بقضية إدارية في الغرض لا تزال جارية.

هل تستجيب بن سدرين للدعوة؟
سؤال يطرح وبشدة خاصة في ظل الغموض القانوني الذي يطغى على مسألة الرقابة على هيئة الحقيقة والكرامة فالقانون الأساسي للعدالة الانتقالية وتحديدا الفصل 38 منه كان واضحا وصريحا اذ ينص على أن الهيئة تمارس مهامها وصلاحياتها بحيادية واستقلالية تامة وفقا للأحكام والمبادئ العامة الواردة في العنوان الأول من هذا القانون ولا يحق لأي كان التدخل في أعمالها أو التأثير على قراراتها» فصل كان محل احتراز عديد الأطراف الحقوقية التي نبهت من الوصول إلى مرحلة ما أسموه «تغول» هيئة الحقيقة والكرامة وطالبوا بمراجعة القانون في عديد الثغرات قبل فوات الأوان ولكن يبدو أن المحظور قد حصل اذ وجد مجلس نواب الشعب نفسه في موقف لا يحسد عليه جراء الإرث الذي صادق عليه المجلس الوطني التأسيسي سنة 2013 ونقصد هنا قانون العدالة الانتقالية الذي حفه الكثير من الغموض على مستوى الصياغة وهو ما جعله محل تأويل وعدة قراءات الكل يترجمه حسب مصلحته. أمام عدم وضوح الرؤية على التشريعي وتشبث بن سدرين باستقلالية هيئتها فهل تستجيب لدعوة اللجنة أم تعتبر ذلك رقابة غير قانونية؟.

اللجنة اطلعت على التقريرين
قرار استدعاء لجنة شهداء الثورة وجرحاها .....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115