منذ سنة كان لـ«المغرب» لقاء مع والي قابس المنجي ثامر حول معضلة التلوث البيئي بالجهة التي دمّرت الارض والبحر والهواء كذلك حول باقي القطاعات التي هي في علاقة مباشرة بهذا المجال فماذا تحقق وأي أفق ؟
• أعطيتم ومنذ تعيينكم أهمية اكبر لموضوع المحافظة على البيئة خاصة قضية الإيقاف الفوري لمصب الفوسفوجيبس في البحر فما الجديد؟
بداية أود الحديث عن تصدر ولاية قابس ولأول مرة في تاريخها المرتبة الأولى لسنة 2017 في مستوى ميزانية التعهد 61 % والثانية في ميزانية الدفع بنسبة 71 % وهي تترجم الانجازات المحدثة وتؤكّد تكاتف مجهودات مختلف المصالح والإدارات الجهوية وعدد من مكونات المجتمع المدني رغم أننا دون كاتب عام ولاية منذ نحو ستة أشهر وبالمناسبة
أدعو كل رجال الأعمال من أبناء الجهة إلى العودة والاستثمار بالجهة لرفع نسق التنمية ..بعد القرار التاريخي لرئيس الحكومة بنقل الوحدات الملوثة بشكل تدريجي ،اصدر هذا الأخير في 31 أكتوبر 2017 مقررا يقضي بإحداث لجنة قيادة وطنية لمتابعة انجاز المشروع المندمج لوحدات إنتاج الحامض الفوسفوري والكبريتي بالجهة وهي لجنة ستُمكن من اتخاذ القرار وتسريع الإجراءات وعقد صفقات التفاوض مما سيمكن المجمع الكيميائي التونسي من انجاز الدراسات في الآجال، اما عن الفوسفوجيبس فالمقاربة السابقة كانت عبر نقله لمكان خارج المدينة بواسطة أنبوب يمر عبر مناطق بوشمة وغنوش والمطوية ووذرف فغيرنا ذلك بمقاربة جديدة وهي تحويل المنطقة الصناعية برمتها أي 6 وحدات إنتاجية من الحامض الكبريتي والفوسفوري مع تحويلها إلى 3 وحدات فقط لكن مع مضاعفة طاقة الإنتاج وضمان مواصفات السلامة البيئية وهذا سيكون تدريجيا وباستكمالها يتم التوقف عن سكب الفوسفوجيبس في البحر وإعادة تأهيل المصب الحالي بشط السلام ..علما وأن المواقع المحتملة لإيواء المنطقة الصناعية الجديدة هي ثلاثة: قرعة الفجيج، الزملة البيضاء و
المخشرمة وقد تم الاستغناء عن منطقة جبل العيدودي نظرا لخصوبة الأراضي الفلاحية ولوجود مائدة مائية جوفية معتبرة ونحن في مرحلة الدراسات الجيولوجية لاختيار الموقع الذي سيقع الإعلان عنه في اجل 31 ديسمبر 2017 ، تجدر الإشارة إلى أنه تم إنجاز الدراسات المتعلقة بالزملة البيضاء والمخشرمة أي أننا الآن في عمق الانجاز لواقع بيئي مغاير ولما لا تعود قابس جنة الدنيا.. ليتم تقديم هذه الدراسات في مجلس وزاري مضيق في الغرض لاتخاذ القرار السيادي والنهائي والذي سيقع تنفيذه بالتثقيف و بالتوعية والتحسيس وبمراعاة المقبولية المجتمعية وبالقانون..علما وان لجنة القيادة ستعقد يوم 14 نوفمبرالجاري أول جلسة عمل لمتابعة انجاز هذا المشروع المندمج..
• التلوث ايضا هوائي ،فما هي الإجراءات التي تم اتخاذها؟
بالتوازي مع المجهود النوعي بالنسبة للفوسفوجيبس، هناك متابعة متواصلة لملف التلوث الهوائي الذي سجل انطلاق انجاز عدد من المشاريع من بينها مشروع تحسين غسل غازات الامونيا المنبعثة من وحدتي سماد الداب بالمجمع الكيميائي التونسي بإضافة منظومة غسل نهائي وتنفيذ مشروع الحد من انبعاث أوكسيد الازوت من وحدة إنتاج الحامض النتريكي..
• وفي باب الحوكمة البيئية وتحلية مياه البحر ؟
لقد تم تخصيص جلسة عمل لتوفير الأرض التي سيقام عليها مشروع محطة تحلية مياه البحر من قبل المجمع الكيميائي بطاقة انتاج يومية ستصل الى حدود 200 الف متر مكعب وهو ما سيضع حدا لاستغلال الموارد الجوفية للجهة وتوظيفها في قطاعات اخرى حيوية لولاية قابس ، وفيما يتعلق بدعم الحوكمة البيئية المحلية للأنشطة الصناعية بالجهة فهو ممول من قبل الاتحاد الأوروبي وهو مشروع تناهز كلفته 12 مليون دينار وتم في إطاره تمويل 9 مشاريع ستساعد على النهوض بالوضع البيئي والمحافظة بالخصوص على الواحات ..
• في نفس اﻻطار ماذا عن زيارة قام بها وفد من قابس خلال الأسابيع الأخيرة إلى بلجيكيا؟
ندرج مهمة الوفد ضمن مشروع دعم الحوكمة البيئية المحلية وتهدف إلى تشريك كل الأطراف المعنية بالإشكاليات البيئية وطرق معالجتها من خلال اﻻلتقاء بمختصين وباحثين في مجال البيئة وزيارة عديد المواقع والمعامل المهتمة بتثمين الفواضل الصناعية وخصوصا مادة الفوسفوجيبس وقد مكنت هذه الزيارة خاصة من اﻻطلاع على تصنيف الفوسفوجيبس ، كما بينت بان البحث العلمي يلعب دورا مهما في إيجاد خلول تتماشى مع خصوصيات كل منطقة وكذلك إمكانية التعاون الثنائي والتواصل مع الصناعيين مما سيساعد كل الأطراف على إيجاد أنجع الحلول في التصرف البيئي للمشاريع الصناعية مع دعم الحوكمة البيئية.. لهذا فإن إحداث المنطقة الصناعية الحديثة بالجهة سيتزامن ومنطقة محاذية لها لتثمين الفوسفوجيبس واستغلال المساحات التي تكدس فيها هذه المادة في إنتاج الطاقة الشمسية على غرار ما تابعناه في زيارتنا إلى بلجيكيا عبر لاقطات (الفوتو فولتاييك)، هذا ولمسنا استعدادات هناك لتركيب هذه الأجهزة مع تقاسم المنتوج مناصفة مع الدولة التونسية..
• من الملفات الحارقة وفي علاقة بالبيئة التطهير والصحة ما هي المشاريع والإجراءات الجديدة؟
حظي قطاع الصحة بالعناية اللازمة حيث عقدت جلسات ماراطونية حول مشروع شهد تأخيرا كبيرا في الانجاز ألا وهو تقوية أسس وإصلاح هياكل ومباني المستشفى الجهوي بقابس الذي تناهز كلفته 12 مليون دينار مما أعطى مؤخرا الدفع اللازم لاشغال هذا المشروع الذي انطلق منذ سنة 2013 وبالنسبة للمستشفى الجامعي مازال إشكال تحويل صبغة الأرض المقترحة ومساحتها 214 هك من ملك الدولة الغابي إلى ملك الدولة الخاص بسبب الالتزام بالفصل 15 من مجلة الغابات الذي يقتضي مثال تهيئة تفصيلي والموافقة عليه وهنا نطلب من مصالح رئاسة الحكومة التدخل وتحويل الصبغة ،علما وان جلسة ستقام في 30 نوفمبر 2017 برئاسة الحكومة بحضور الاتحاد الجهوي للشغل ..أما في قطاع التطهير فتم وضع حد لتسرب مياه التطهير بعد انجاز مشروع لتأهيل الشبكة بمدينة قابس بكلفة ناهزت 2.3 مليون دينار كما استكملت أشغال تهذيب محطة التطهير بقابس بكلفة 6.2 مليون دينار وانطلقت أشغال فصل مياه الحمامات بمدينة الحامة عن شبكة التطهير بكلفة 2 مليون دينار..
• كيف تقيمون المساحات الخضراء والتشجير بالجهة خاصة وأننا نحتفل بالعيد الوطني للشجرة؟
تم خلال الفترة الممتدة من العيد الوطني للشجرة لسنة 2016 والى غاية افريل 2017 توزيع أكثر من 107 ألف شتلة بين غابية وزينة وكانت التشجير عن طريق الخواص حقق نسبة نجاح 46 % في حين كانت النسبة عن طريق المؤسسات العمومية 53 % و عن طريق البلديات بلغت النسبة 19 % علما وان هذا التقييم الميداني أنجز صائفة 2017، هذا ووفرت المندوبية الجهوية للفلاحة حوالي 250 الف شتلة غابية ورعوية وزينة مناسبة عيد الشجرة لهذه السنة وفيما يتعلق بالاشجار المخصصة فنذكر كلتوس 50000، سرول 50000 ، كزوارينا 50000، أكاسيا سليسينا وصنوبر 4000 ، علما وأن مندوبية الفلاحة ستشرك الفنيين في تأطير المنتفعين بالاشجار الغابية ومعاينة جميع الأماكن المعدة للتشجير والسهر على تطبيق الفنيات اللازمة لانجاح العملية ،مواصلة حماية المناطق السقوية العمومية والخاصة وكذلك المستعملة للمياه الجوفية الحارة من خلال احداث كاسرات الرياح ومواصلة معاضدة البلديات بالإحاطة الفنية وتوفير المشاتل..