• لو تقدمون لنا آخر تطورات المشهد السياسي الليبي وتفسرون لنا أصل الخلاف بين طبرق وبرلمانه والمجلس الرئاسي ؟
اعتقد أن هناك سوء فهم لطبيعة بنود الاتفاق السياسي بين الفرقاء الليبيين وكونها نهائية وغير قابلة للنقض ولا للنقاش، لأن هذا سيفتح الباب على مصراعيه من جديد أمام كل التناقضات في وجهات النظر التي وضع لها الاتفاق السياسي حدّا بعد حوار دام لأربعة عشر شهرا
،مما أتاح الفرصة أمام تنظيم «داعش» الإرهابي كي ينتشر وتتّسع رقعته وليهدد كبريات المدن الليبية في الشرق والغرب، وكيف بدأ هذا التنظيم في الاندحار والانكماش وهو على وشك التلاشي بعد ذلك وبوجود طرف واحد معترف به وشرعي في الدولة، وهذا كان له إسهام واضح من خلال ما تم تشكيله من غرف عمليات لمواجهة هذا التنظيم.
حكومة الوفاق تعمل وسط بيئة مفخخة أمنيا واقتصاديا واجتماعيا وسياسيا فحالة الانقسام والفلتان الأمني، تمثل أكبر تحديات تقلل من فعالية وسرعة وتيرة المجلس والحكومة، لذلك نأمل التغلب عليها شيئا فشيئا خلال الأشهر القليلة القادمة.
• ولماذا يستمر الشرق في رفض الحكومة الشرعية؟ هل يعيد ذلك برأيكم سمة التعقيد الى المشهد الليبي ؟
صحيح كان هناك صوت رافض للحكومة ولكن وبعد أسابيع من وجود المجلس داخل طرابلس وحملة العلاقات والتواصل التي قام بها في الداخل والخارج ،بدأت هذه الأصوات تغير مواقفها وتنضم إلى التوجه والتيار الداعم لحكومة التوافق كحل وحيد وبديل وحيد أمام الليبيين عن الحرب، ونحن كل يوم نستقبل أعضاء المجلس البلدي من الشرق ومن الغرب ومن الجنوب ونلمس إقبالا حقيقيا من مكونات اجتماعية للتواصل وتأييد حكومة التوافق الوطني.
وبذلك نكون قد وصلنا إن شاء الله إلى محطة متقدمة من عودة الدولة والمجتمع من جديد إلى الوحدة والاتفاق أو التوافق.
• يكثر الحديث عن وجود تضارب في الاستراتيجيات في الحرب ضد الإرهاب بين القوات التابعة للحكومة وقوات الجيش بقيادة خليفة حفتر ،ماتعليقكم ؟ وهل سيلعب خليفة حفتر دورا في المشهد الحالي؟
صحيح كان هناك تضارب في مسألة الحرب على الإرهاب في ليبيا ولكن هذا الاختلاف انتهى بدخول المجلس الرئاسي إلى طرابلس ،وقد اخذ على عاتقه مهمة محاربة الإرهاب بحسب نصوص الاتفاق السياسي وأعلن في بيان واضح له أن الجهة الوحيدة المخولة للقيام بمهمة محاربة الإرهاب هي فقط الجهات التي يكلفها المجلس بذلك لأنه صاحب الحق الوحيد ودون منازع في سلطة تحديد الإرهاب والإرهابيين وأين وكيف يواجههم.
وبذلك وضع المجلس حدا لكل جدل أو خلط في أي احتراب داخلي قد تسعى الأطراف المتناحرة الى استخدامه لتبرير حربها ضد بعضها البعض.
ونحن كما بين السيد فايز السراج لن نقصي أي طرف أو شخصية تقبل بأن تنضوي تحت الشرعية وتأتمر بأمر القائد الأعلى المتمثل في مجلس رئاسة الوزراء كما ينص عليه الاتفاق السياسي أما خارج هذا الإطار فأكيد لن يكون من المقبول القيام بأي دور أو ممارسة أي مهمة بمعزل عن التكليف والأمر المباشر من المجلس الرئاسي
• باعتبار تمثيلكم للجنوب في المجلس الرئاسي لو تقدمون لنا الدور الذي لعبه الجنوب في المسار الانتقالي الليبي؟
الجنوب هو المجال الجيوسياسي الليبي المتاخم لقلب أفريقيا بما تحمل من طموح وفرص وما تنطوي عليه من مخاطر ومفاجآت، وهو العمق الجغرافي للمياه المتوسطة الزرقاء التي كانت في يوم من الأيام تفيض على مرتفعات الكفرة في الأزمنة الجيولوجية الغابرة قبل أن تنزح متراجعة إلى شواطئها الحديثة المعاصرة تاركة خلفها الدهان الرملي الذي يغلب على تربة الجنوب.
نعتبر الجنوب العمق الذي يمنح الشمال الأهمية الاقتصادية المستقبلية بما يكمن فيه من مورد لا ينضب للطاقة النظيفة والمعادن الثمينة والنفط وطرق التجارة العابرة منذ القدم، وهو اليوم معبر واعد لشبكات الألياف البصرية لتوصل المعجلات السريعة بين القارات وتختصر المسافات وبالتالي تقلل من كلفة الاتصال والنقل.
وهذا غيض من فيض وإلا فالجنوب هو قلب المجال الحيوي الليبي، والجنوب هو كقلب الميزان بالنسبة لوجود ليبيا الثقافي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والأمني، فهو رافعة المستقبل إن شاء الله. ومن هنا يدرك أبناء الجنوب الليبي طبيعة الدور المناط بهم وطنيا وهم على أهبة الاستعداد للقيام به وقد أخذوه على عواتقهم واجبات مهمة لكل الليبيين.