الأركان الفريق محمد الحداد ان الغاية من إصدار المجلس الرئاسي بصفته القائد الأعلى للجيش لقرار حل الغرف الأمنية سحب الشرعية من اللواء أسامة جويلي رئيس إحدى الغرف الأمنية بعد إعلانه عن دعم حكومة فتحي باشاغا كما أدان ما قامت به قواته من استفزاز للأجهزة الأمنية والعسكرية في العاصمة طرابلس.
وقد تورّطت قوات جويلي في الاشتباكات مع القوة المتحركة وسيطرت على مقر جمعية الدعوة الإسلامية وهو ما اعتبره المجلس الرئاسي تهديدا بتقويض أمن واستقرار طرابلس وليبيا عموما. وقد اختلفت الآراء والمواقف وردود الأفعال على خلفيّة حل الغرف الأمنية والتوقّعات بسحب الشرعيّة من اللواء جويلي، حيث لاحظ شق من المراقبين من شرق البلاد أنّ المجلس الرئاسي سوف يزيد من التوتّر والمخاوف من تصاعد الأحداث وقد ينعكس ذلك بالسلب على اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 .
وقد قلّل عدد آخر من المراقبين من أهمية قرار حل الغرف الأمنية وتحجيم دور اللواء جويلي لأنّ الأخير لن يتراجع عن الاستمرار في تحشيد القوات والسيطرة على مزيد من المواقع في العاصمة طرابلس استعدادا لدخول باشاغا وحكومته إلى طرابلس، وبالتالي سيعمل على فرض أمر واقع جديد يودي الى مباشرة حكومة باشاغا لأعمالها من داخل طرابلس بقوة السلاح.
دعوات تشكيل حكومة جديدة
من جهته ذكر عضو مجلس النواب عبد المنعم العرفي في تصريح لإحدى الفضائيات المحلية بشرق البلاد أنّ المطالبة ببعث حكومة جديدة والتخلي عن حكومة باشاغا المعينة من مجلس النواب طلب لصالح أطراف سياسية معروفة ترى من مصلحتها تشكيل حكومة جديدة... و أشار في ذات التصريح إلى أنّ مجلس النواب سيعقد جلسة الاثنين المقبل للاستماع لرئيس البرلمان المستشار عقيلة صالح بشأن زياراته الخارجية مؤخرا إلى كل من أنقرة والقاهرة إضافة إلى استعراض الأوضاع العامة في البلاد.وكانت الأمم المتحدة عبر بعثتها للدعم إلى ليبيا طالبت مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة بالتسريع بالتنسيق والتشاور بشأن إصدار القوانين الانتخابية.
دعم محلي ودولي لتوحيد الجيش
في الأثناء أعلن مسؤولون ليبيون كذلك الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، عن دعمهم لإعادة توحيد الجيش الليبي بالتزامن مع الذكرى الثانية والثمانين لتأسيسه.وفي كلمة له خلال احتفال بهذه الذكرى في العاصمة طرابلس (غرب)، قال رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي إنه «لا بديل عن إعادة بناء المؤسسة العسكرية ليكون ولاؤها لله ثم للوطن والشعب والحياد السياسي».
وأضاف المنفي، وهو القائد الأعلى للجيش، أن «التشكيلات المسلحة مهما كان انضباطها وسلامة مسلكها لن تُغني عن جيش موحد وقيادة عسكرية واحدة تعمل تحت سلطة مدنية’’.وأكد أن المجلس «الرئاسي يعمل على إعادة بناء الثقة بين رئاسة الأركان العامة بالمنطقتين الشرقية والغربية لتوحيد المؤسسة العسكرية».
تعاني ليبيا منذ سنوات من انقسام مؤسساتها لاسيما المؤسسة العسكرية، في ظل نزاع مسلح وصراع على السلطة في البلد الغني بالنفط.وخلال الاحتفال نفسه، قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة: «أتوجه إلى كل الشعب الليبي بكل شرائحه لأقول له إن السلام هدفنا وغايتنا وأدعو للم الشمل وتوحيد الصف».ويرفض الدبيبة تسليم السلطة إلا لحكومة تأتي عبر برلمان منتخب من الشعب لإنهاء كل الفترات والأجسام الانتقالية بما فيها حكومته.وبمناسبة ذكرى تأسيس الجيش، أعرب باشاغا، في تغريدة، عن «دعم المساعي الهادفة لتوحيد الجيش الليبي والاستفادة من الخبرات الدولية بما يحقق تطويره وتأهيل منتسبيه ويضمن مبدأ السيادة».فيما اعتبر السفير الأمريكي لدى طرابلس ريتشارد نورلاند أن مناسبة أمس «دلالة على الدور المهم الذي يضطلع به العسكريون الليبيون الملتزمون بخدمة الشعب».وتابع نورلاند، في تغريدة: «تتطلع السفارة وأفريكوم (القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا) إلى دعم التقدم المستمر بقيادة ليبيا لإعادة توحيد الجيش الليبي، بما في ذلك جهود الجنرالين الحداد والناظوري واللجنة العسكرية (5 + 5).
كما عبَّرت السفيرة الفرنسية لدى طرابلس كارولين هورندال، في تغريدة، عن دعم بلادها لجهود توحيد الجيش الليبي.وخشية انزلاق ليبيا مجددا إلى حرب أهلية، ترعى الأمم المتحدة جهودا لتحقيق توافق ليبي على قاعدة دستورية تُجرى وفقا لها انتخابات برلمانية ورئاسية «في أقرب وقت ممكن».
ليبيا: ضبابية المشهد العسكري ...وسط توقعات بسحب الشرعية من جويلي
- بقلم مصطفى الجريء
- 11:30 11/08/2022
- 1239 عدد المشاهدات
اعتبر بعض المتابعين للمشهد الأمني والعسكري في غرب ليبيا أنّ اجتماع رئيس المجلس الرئاسي مع رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة المكلف بتسيير وزارة الدفاع ورئيس