وتبع أكثر من 12 نائبا العبادي إلى داخل قاعة البرلمان وهم يصفقون ويضربون بأياديهم على مناضدهم ويرددون شعارات منها «باطل» و»خيانة» طوال ساعة تقريبا إلى أن أعلن عن تأجيل الجلسة.
ولم يمنح العبادي الذي عرض تشكيلتين وزاريتين في الشهر الماضي فرصة للإعلان عن مقترحاته الأخيرة بالمرشحين للمناصب الوزارية التي قال رئيس البرلمان سالم الجبوري إنه جاء لعرضها على المجلس.
رشق «العبادي» بالقوارير
وقال نائب ومصدر سياسي إن زجاجات مياه ألقيت داخل القاعة واستقرت قرب العبادي مما دفع الحراس المرافقين له إلى التدخل.
ونقل صحفيون خارج المبنى بعد تقارير غير مؤكدة أفادت بأن محتجين أغلبهم من أنصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر اقتحموا المنطقة الخضراء شديدة التحصين التي بها مقر المجلس والسفارات الأجنبية.
ونفت قوات الأمن وقوع أي اختراق للمنطقة الخضراء لكن المحتجين هددوا بدخولها. وشاهد مصور لرويترز محتجين يعبرون حاجزا قبل أن توقفهم قوات الأمن.
والاحتشاد الذي كان سلميا في أغلبه هو الأكبر في العاصمة بغداد منذ أسابيع مع امتلاء طريق رئيسية تمتد لقرابة كيلومترين من ساحة التحرير إلى المنطقة الخضراء بالمحتجين.وحذر العبادي من أن الأزمة السياسية قد تعرقل الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مساحات من الأراضي في شمال وغرب العراق.
ويسعى العبادي من خلال إصلاحات أعلنها في فيفري إلى تعيين تكنوقراط بدلا من وزراء لهم انتماءات حزبيةوقالت مصادر أمنية إن المظاهرات دفعت بعض القوات إلى ترك جبهات القتال لتأمين العاصمة.
رئيس المجلس يتعرض للمقاطعة
وانعقدت الجلسة البرلمانية التي دعا إليها رئيس البرلمان سليم الجبوري بحضور عدد من النواب يكفي لاكتمال النصاب القانوني رغم محاولات نحو 100 نائب الحيلولة دون انعقادها. ويعتصم هؤلاء النواب داخل مجلس النواب وحوله منذ قرابة أسبوعين.
وقال مصدر إن نوابا محتجين تجمعوا في البرلمان وهتفوا قائلين «باطل» مع بدء الجلسة.وقال الجبوري للنواب «خذوا مقاعدكم. لا تجري الأمور بهذه الطريقة. لا ترفع الجلسة. هذا مرفوض. الشعب العراقي ينتظر انجاز التغيير الوزاري.»
وقال رئيس المجلس إن قادة الكتل السياسية اتفقوا على التصويت على التغيير الوزاري أمس الثلاثاء لكن لم يتأكد ذلك بعدما دعا إلى التأجيل لإتاحة الفرصة للتحدث إلى الأعضاء المحتجين وهو ما بدا أنه سيستغرق أكثر من النصف ساعة المسموح بها.
ولم يتضح هل كان ينوي العبادي طرح أسماء جديدة أم سيطرح نفس الترشيحات السابقة. وقال نواب إن التغيير سيشمل ما يصل إلى 10 وزارات.
ويقول النواب المحتجون إن جلسة الجبوري لن تكون دستورية. وكانوا قد أجروا تصويتا أثار جدلا واسعا هذا الشهر للإطاحة بالجبوري في إطار مطالب بإصلاح نظام توزيع المناصب على أساس حصص عرقية وطائفية وهددوا بإحالة الأمر إلى القضاء.
عشرات الآلاف يتظاهرون
ميدانيا توافد عشرات الآلاف من المحتجين على مداخل المنطقة الخضراء شديدة التحصين في وسط بغداد امس للمطالبة بإجراء تصويت برلماني على تعديل حكومي يهدف إلى محاربة الفساد وسط انقسامات بين المشرعين أعاقت خطوات الحكومة.ومعظم المتظاهرين من أنصار رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر الذي يضغط على رئيس الوزراء حيدر العبادي من أجل تنفيذ مقترحات للإصلاح طرحت منذ شهور.
وقالت وسائل الإعلام إن الاحتشاد الذي اتسم بالسلمية بشكل عام هو الأكبر في العاصمة بغداد منذ أسابيع وإن طريقا رئيسيا يمتد لقرابة كيلومترين من ساحة التحرير إلى المنطقة الخضراء امتلأ بالمحتجين الذين لوحوا بعلم العراق ورددوا شعارات موالية للصدر أثناء عبورهم جسرا على نهر دجلة للوصول إلى بوابات المنطقة الخضراء.