اعلان حالة النفير العام في المناطق القريبة من الهلال النفطي اقترن ايضا مع تأكيد رئيس جهاز الشرطة العسكرية في سرت الكبرى محمد الزادمة على وجود تحركات لعناصر داعش الإرهابية في منطقة هراوة شرقي سرت ، وسعي الدواعش لإعادة تنظيم صفوفهم . وكان نشطاء سياسيون حذروا من استغلال الجماعات الإرهابية لاستمرار الانقسام والخلاف بين الفرقاء السياسيين وتعثر جهود التسوية السلمية للازمة الراهنة جراء غياب مشروع وطني وتوافقات حقيقية شعارها ليبيا اولا .
يرى خبراء في الجماعات المتطرفة بان تركيز ‘’داعش’’ على المنطقة الوسطى والهلال النفطي، يأتي بعد فشل التنظيم الإرهابي في إيجاد بديل عن سرت إذ حاول ‘’داعش’’ في البداية إيجاد موطئ قدم غرب طرابلس اي في صبراتة لكنه فشل بسبب غياب الحاضنة الاجتماعية وتصدي الجيش له. فعاد ‘’داعش’’ الارهابي مجددا الى المنطقة الوسطى عبر جنوب بني وليد والجفرة .ويجمع الخبراء على أن ‘’داعش’’ وبتهديده للهلال النفطي يدرك بأنه اعجز ما يكون عن السيطرة على الموانئ النفطية لأسباب عدة لكنه يريد عرقلة تصدير النفط وضرب الاقتصاد الليبي في مقتل ،ويسعى أيضا ومن الجانب العسكري لفتح جبهة جديدة لقوات الكرامة وتخفيف الضغط على مجلس شورى مجاهدي درنة الموالي لتنظيم القاعدة الإرهابية .
يشار الى ان آمر غرفة عمليات عمر المختار التابعة للكرامة كمال الجبالي قام أمس بتفقد محاور القتال للجيش في منطقة مرتوبة جنوب درنة ،وجدد الجبالي في كلمة له وسط الضباط والجنود على ضرورة تنفيذ تعليمات القائد العام للقوات المسلحة القاضية بالسماح بعبور المواد التموينية لسكان درنة.
تهديد بفرض عقوبات
في سياق اخر وعلى خلفية تسريب مقطع مصور لعمليات بيع الرقيق بأحد مراكز احتجاز المهاجرين جنوب طرابلس ، تأكد ان دول افريقية جنوب الصحراء طرحت ملف الانتهاكات ضد المهاجرين على طاولة القمة الافريقية الاوروبية التي سوف تنعقد في ابيدجان في التاسع والعشرين من نوفمبر الجاري اي اليوم الاربعاء .وسط مطالبة بمحاسبة الاطراف المسؤولة عن بيع الرقيق في ليبيا وفرض عقوبات عليها .
وفي اوروبا لم تتوقف ردود الافعال المنددة وتحميل حكومة السراج مسؤولية ماحصل ويحصل من تجاوزات مروعة في حقّ المهاجرين الافارقة حيث شهدت مدينة ستوكهولم مظاهرة حاشدة متعاطفة مع المهاجرين .وندد المتظاهرون بفشل سياسات الاتحاد الاوروبي ازاء ملفّ الهجرة واحترام المعاهدات الدولية ذات العلاقة. وتكاد حكومة الوفاق تقف لوحدها في مواجهة الانتقادات الدولية باستثناء موقف جامعة الدول العربية المطالب بتوفير الدعم اللازم لحكومة السراج لمواجهة الوضع ودول الجوار تونس ومصر من خلال تأكيد وزير الخارجية خميس الجهيناوي الدعم الكامل لسلطات ليبيا من اجل استعادة الاستقرار وحل الازمة. ذات الموقف عبر عنه وزير خارجية مصر سامح شكري خلال جولته الأخيرة الخليجية. مقابل دعم دول الجوار نجد دولا أوروبية مثل فرنسا وبدرجة اقل ايطاليا تدفع نحو فرض عقوبات على ليبيا قصد تمرير أجندات معينة.