وقال شهود عيان أن المسلحين فجروا عبوات ناسفة حول المسجد قبل أن يطلقوا النار خلال خروج المصلين منه عقب صلاة الجمعة...
وتبين بشاعة الصور التي نقلتها كاميرات المصورين انه من السهولة بمكان على هؤلاء المجرمين ان يسفكوا دماء الابرياء حيث لم يشفع لهؤلاء المصلين خروجهم من بيت الصلاة والعبادة في يوم الجمعة ، في لحظة يكشف فيها الارهاب عن حقده الاعمى .. وان رصاصه لا يفرق بين دين وآخر ..فأمس استهدف الارهابيون مسجد الروضة وقبل اشهر ضرب رصاصهم حرمات الكنيسة المرقسية بالإسكندرية..
ويؤكد استهداف مصر اليوم بان المعركة واحدة ضد الارهاب ، في وقت تزدحم فيه المنطقة بالنزاعات والانقسامات وفق لعبة المحاور بكل ما تحمله من تداعيات سيئة على العالم العربي.
رد على هزيمة داعش؟
ونقلت صحف مصرية عن مصادر امنية قولها ان مجموعات مسلحة يرجح انتماؤها لتنظيمات إرهابية قامت بتفجير عبوة ناسفة قرب مسجد الروضة، أثناء وجود المصلين، وأطلقت دفعات من الأعيرة النارية، وأحرقت سيارات الأهالي خارج المسجد»..وأعلنت الرئاسة المصرية الحداد لمدّة 3 أيام في جميع أنحاء البلاد. وكل المؤشرات تؤكد ضلوع عناصر داعش باعتبار ان الهجوم وقع في منطقة قريبة من مواقع انتشار هذا التنظيم.
وجاءت هذه العملية ساعات قليلة بعد الاعلان عن تحرير منطقة البوكمال الحدودية بين سوريا والعراق من داعش..وبعد تراجع كبير لعناصر هذا التنظيم في العراق ايضا الى عمق الصحراء الغربية ...اذ تؤكد التقارير ان هذا التنظيم اقترب من نهايته وذلك بعد ثلاث سنوات من سيطرته على ثلث اراضي البلاد وإعلانه اقامة دولته المزعومة ..ويبدو ان هناك ترابطا بين هذه التطورات والحادثة الارهابية ، فعندما تنكسر شوكة الارهاب في مكان ما ، فان فروعه تستنفر للرد في اماكن اخرى ..
والمعلوم ان منطقة سيناء كانت طيلة السنوات الماضية هدفا رئيسيا للمجموعات الارهابية على اختلاف مسمياتها ..ومنذ 2011 باتت هذه المنطقة الخاصرة الرخوة لمصر فقد اصبحت مركزا لعديد الخلايا الارهابية النائمة..وقد استهدفت عديد العمليات الارهابية الجيش والأمن المصريين . وفي 10 نوفمبر عام 2014 أعلنت جماعة أنصار بيت المقدس في سيناء عن تغيير اسمها إلى «ولاية سيناء»، بعد مبايعتها لزعيم داعش الارهابي أبو بكر البغدادي ..ركزت عملياتها ضد الجيش المصري بعد إعلانها الانضمام إلى تنظيم داعش الارهابي كان آخرها في سبتمبر الماضي عندما هاجم الارهابيون بعبوات ناسفة قافلة امنية بمدينة العريش بشمال سيناء مما ادى الى استشهاد 18 شرطيا..
استهدافات مستمرة
يرى محمد محمود عبد الوهاب الباحث في الشؤون الدولية ان هذه الحادثة الجديدة تأتي في إطار سلسلة محاولات مستمرة من قوى التطرّف والارهاب للنيل من تماسك مكونات المجتمع المصري والنيل من دور مصر كمنارة للحضارة والتسامح الديني . حيث سبق ان استهدف الاٍرهاب الغاشم كنيستين في شهر أفريل الماضي في حادث راح ضحيته عدداً كبيراً من المواطنين ورجال الشرطة.
وعن ضرورة تفعيل استراتيجية مشتركة لمحاربة الارهاب يضيف :«ان التصدي لظاهرة الايديولوجيات والأفكار المتطرفة يتطلب دعم دور الدولة الوطنية في التصدي لهذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعاتنا والتي توظف الدين لخدمة مصالح جماعات ارهابية ترغب في زعزعة استقرار الدولة الوطنية تمهيداً لتفتيت الدول العربية، استهدفوا أمس مسجدا ومن قبل استهدفوا كنيسة اي استهدفوا ابناء مُحَمَّدٍ وأيضاً أبناء عيسى» . وعن قراءته لكل هذه العمليات الارهابية اجاب :«انها ترتبط دوما بأحداث تدور في منطقتنا المليئة بالأزمات السياسية، وكلما يبرز الدور المصري في إدارة ملف سياسي إقليمي زاد التربص بالدولة المصرية لتقويض تحركاتها لرأب الصدع في العلاقات العربية العربية ، ولن نذهب بعيداً في هذا التحليل اذ ربما أزعجت الوساطة المصرية في الأزمة اللبنانية، التي ظهرت مؤخراً على سطح الأحداث السياسية والإعلامية في الشرق الأوسط المتأزم، بعض الأطراف المنتفعين من تضاعف أزمات منطقتنا وأرادوا إشغال مصر عن هموم محيطها الإقليمي باستهداف جديد لمكونات المجتمع المصري وهو ما تكرر في شهر أكتوبر الماضي عند استهداف وحدات الشرطة في مدينة الواحات وهو ما جاء عقب نجاحات الدبلوماسية المصرية في ملف المصالحة الفلسطينية».
وقال ان مواجهة الاٍرهاب لا تعد شأناً محلياً إذ ان خطر التنظيمات والأيديولوجيات المتطرفة يتعدى حدود الدولة الواحدة ويجب محاربة الاٍرهاب في اطر جماعية ( دولية واقليمية ) تسمح بتبادل المعلومات عن المتطرفين ومصادر تمويلهم وحشد المجتمع الدولي لكي يتحمل مسؤوليته لوضع اسس واضحة في التعامل بحزم مع ما تقدمه بعض الأطراف من دعم سياسي ومالي وتدريبي للحركات والتنظيمات الإرهابية .