وكان رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الايطالي قد صرح بان بلاده لن تسمح بتواصل تدفق الهجرة غير الشرعية انطلاقا من الضفة الجنوبية للمتوسط ،سواء كانت قادمة من ليبيا او سواها مؤكدا في ذات السياق قرب اعلان استراتيجية للتدخل في دول غير ليبيا .
وكان الرئيس الفرنسي عقب لقائه كلا من السراج وحفتر الاسبوع الفارط في احدى ضواحي باريس ، قد اعلن عزم فرنسا انشاء مراكز في ليبيا لدراسة ملفات للاجئين وقد تحفظت بعض الدول الاوروبية على الخطوة فيما رحبت دول اخرى ومنها ايطاليا التي تتمسك بلعب دور محوري في حل الازمة الليبية وذلك ما تعهدت به فرنسا لايطاليا.
ويدور الحديث منذ اسابيع عن اهمية توسيع عمليات صوفيا البحرية حتى تشمل المياه الاقليمية لليبيا لمحاربة الهجرة غير النظامية ولتلافي ردود افعال رافضة داخلية في وقت يحاول فيه فائز السراج ايجاد مخرج من الحرج الذي اثاره طلبه من ايطاليا التدخل . اذ عمد السراج بداية بنفي صدور ذلك الطلب عنه ثم وفي مرحلة موالية ذكر انه طلب دعم جهاز حفتر للسواحل الليبي تدريجيا وتجهيزا.
ولئن لم يصدر رد فعل من دول الجوار سواء العربية او غير العربية من الزوبعة التي اوجدها طلب السراج والموافقة الايطالية ولحسمها للتدخل يرى مراقبون بان موقف تلك الدول لن يكون موحدا حيث ان دول الجوار العربية مصر – تونس – الجزائر وربما التحقت بهم دولة شمال السودان ترفض اي نوع من التدخل، نجد ان دول جنوب الصحراء تشاد النيجر شاركت في اجتماعات الاتحاد الاوروبي حول تنفيذ استراتيجية محددة للتعامل مع ملف الهجرة غير الشرعية ..
ومنذ الاطاحة بنظام القذافي في 2011 لم يتحد الليبيون على موقف ولم يوحدهم حتى صندوق الاقتراع فقد اطنب السياسيون في العناد والتمسك بالمواقف التي لا مكان فيها لمصلحة الوطن . وسار في ذات المنهج العسكريون الذين لم يستطيعوا توحيد المؤسسة العسكرية رغم وجود تنظيمات ارهابية تغلغلت في ليبيا وأصبحت قوة مثل تنظيم داعش الارهابي الذي يجمع عناصره من جديد بعد هزيمته في سرت.
القبائل اي دور لها في حل الازمة ؟
من الجحود القول بان القبائل لم تنجز شيئا في حلحلة الازمة الراهنة فكثير من النزاعات المسلحة بين مدينة واخرى كان الفضل في وقفها لمشايخ القبائل. وانتصارات الجيش شرق وجنوب ليبيا وكسب حربه على الارهاب- ما كان ليكون- لولا دعم القبائل. لكن الواقع ان الدور المنتظر من الحكماء كان اكبر من الذي جرى انجازه، فأعيان القبائل على مدى تاريخ ليبيا القديم والمعاصر كان لهم الفضل . فحتى معمر القذافي كان يلجأ اليهم عندما تستعصي على نظامه حل معضلة معينة.
ومببرات تراجع دور القبائل على صلة بالتحولات على مستوى العائلة والاغراءات المالية للميلشيات فلن يكون من السهل على رب العائلة او شيخ القبيلة اقناع شاب في مقتبل العمر على التخلي عن راتب شهري بالف دينار توفره مليشيات له .
وسط هذا كله يحاول المجلس الاعلى للقبائل جمع المدن على كلمة واحدة وتحت شعار واحد اسمه ليبيا للجميع وضع اليد من اجل بناء دولة مدنية ديمقراطية.