وعقيلة صالح الدعوة الموجهة اليهما من الزنتان رغم انّ تسريبات في الغرض اكدت وجود شروط مسبقة لدى حفتر الذي يريد ضمانات من طرف فائز السراج.
وتتمثل الشروط بالأساس في التزام رئيس الرئاسي بتنفيذ مخرجات اجتماع الزنتان وكشفت ذات التسريبات والمقربة من القيادة العامة للجيش بان القيادة العامة للجيش لم تعد تثق في فائز السراج ومدى قدرته على السيطرة على المجموعات المسلحة التابعة لدفاع الوفاق وتبني القيادة العامة للجيش تخوفاتها على ما آل إليه لقاء أبو ظبي بين حفتر والسراج بوساطة من دولة الإمارات العربية المتحدة ، حيث جرى الاتفاق على اقرار وقف اطلاق النار غير ان المجموعات المسلحة الموالية لحكومة السراج خرقت الهدنة ونفذت الهجوم الغادر على قاعدة براك الشاطئ ولتحاشي تكرار سيناريو غدر المليشيات المسلحة يعمل اعيان الزنتان على توفير ضمانات ملموسة و تحول دون خرق جديد لأي اتفاق في السياق السياسي دائما تأمل الجامعة العربية من خلال بعثتها الى ليبيا في دور محوري تلعبه القبائل و اعيانها من أجل تجاوز الخلافات وطي صفحة الماضي وجراحه لاسيما ملف النازحين في الداخل و الخارج وبالتحديد عودة اهالي تورغاء وعودة اصيلي الزنتان الى بيوتهم في طرابلس.
وتراهن بعثة الجامعة العربية في ذلك على المجلس الرئاسي ومجلس النواب والأعلى للدولة وقيادة الجيش ليكونوا ضمن العربة الأولى لقاطرة السلام والتسامح إذ أن دقة المرحلة التي تمر بها ليبيا تستوجب وبالضرورة وجود رجال لصنع السلام ولاشيء يمنع فائز السراج وخليفة حفتر وعقيلة صالح وعبد الرحمان السويحلي بان ينقذوا ليبيا ويصنعوا سلام الشجعان .
تيار الاسلام السياسي يريد التسوية
على خلفية توسع نفوذ الجيش وخسارة المجموعات المسلحة المحسوبة على تيار السلام السياسي لكثير من المواقع و منها الجفرة وسبها وتضييق الخناق على مصراته إضافة الى المستجدات في الخليج العربي ، على خلفية ذلك يرى متابعون بان الاسلاميين من إخوان وجماعة مقاتلة ،ولتدارك ما فات وللحفاظ على القليل من المكاسب وليكونوا ضمن المشهد القادم سوف يسعون لتقديم تنازلات حتى لو كانت موجعة لهم و بالتالي هم جاهزون للتسوية السياسية.
الى ذلك اقترنت هذه التحولات بانتعاش قطاع النفط حيث اكدت الوطنية للنفط بلوغ الانتاج تسعمائة وخمس وثلاثين الف برميل يوميا ، وكان سفير بريطانيا لدى طرابلس بيتر ميليت التقى الاسبوع الماضي مصطفى صنع الله رئيس مجلس إدارة الوطنية للنفط و نقل اليه التزام الشركات النفطية البريطانية بالعودة الى ليبيا وصيانة الحقول المغلقة مؤشرات و معطيات تؤكد بان الاسابيع القادمة من المتوقع ان تحمل معها انفراج الأزمة السياسية في ليبيا .
خارجيا تواصل دول الجوار حراكها الدبلوماسي من أجل حلحلة الأزمة وفي هذا الإطار أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالا هاتفيا مع المبعوث الأممي الجديد غسان سلامة، ووفق المتحدث باسم الخارجية المصرية فإن شكري أكد للمبعوث الاممي التزام السلطات المصرية بدعم جميع الجهود الرامية الى بلوغ التسوية السياسية بين الفرقاء الليبيين ورفضها التدخل الخارجي بكل أشكاله .بدوره يواصل وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي جهوده لذات الغرض إذ استقبل مؤخرا سفير بريطانيا لدى ليبيا وجرى استعراض اخر التطورات السياسية على الساحة الليبية .