الأعلى للدولة بتنفيذ الاتفاق الحاصل في الغرض بين محلي تورغاء وبلدي مصراته في العاصمة الايطالية روما، ودعا السويحلي لدرء الفتنة وزرع المحبة بين الليبيين مؤكدا على اهمية فتح صفحة جديدة وطي صفحة الماضي .
معلوم ان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق اعلن مؤخرا تشكيل لجنة من 15 عضوا لإرساء مصالحة وطنية شاملة ودون اقصاء احد وان يشرف الرئاسي نفسه على ذلك المسار .وقد بادر فائز السراج خلال الاسبوع الفارط بلقاء مشايخ واعيان من بني وليد والزاوية من اجل تجاوز الخلافات بين الطرفين، ويرى متابعون لمسار التسوية المتعثر بان أحد أبرز العقبات التي حالت ومازالت تحول دون تسجيل تقدم على طريق تنفيذ الاتفاق السياسي هو عدم حصول المصالحة الوطنية الشاملة وعودة النازحين في الداخل والخارج وعدم تفعيل العدالة الانتقالية المرتبطة بالأساس بتفعيل اجهزة القضاء والشرطة .ويجمع المراقبون على ان مسألة طي صفحة الماضي ضرورة لا مناص منها إذا ما أراد الفرقاء حقا إنهاء الأزمة والانصراف لبناء الدولة ،وإنه لا مجال للمزايدات باعتبار أن فترة ما بعد اسقاط القذافي شهدت انتهاكات جسيمة وضرورة اللجوء الى الحوار وايجاد شيء من الثقة والتواصل لأجل الوطن والأجيال القادمة مع أن هذا لن يتم الا من خلال رعاية وموافقة دولية تسهر على ارساء المصالحة الوطنية .
تفعيل قانون العفو العام
ومما سوف يشجع كلا من المجلس الرئاسي والمجلس الأعلى للدولة على انجاز مشروع المصالحة الوطنية المنشودة ، هي المبادرات والخطوات السابقة في الغرض سواء اصدار مجلس النواب قانون العفو العام، أو ما تم انجازه من مصالحة في مدن الجبل الغربي بدفع ورعاية من الزنتان و الرجبان و الاصابعة حيث مكن قانون العفو العام الصادر عن مجلس النواب مئات العائلات النازحة في الخارج من العودة الى بنغازي .وتكفل بلدي المدينة بتوفير السكن لتلك العائلات كما سمح ذلك القانون بالإفراج عن نجل القذافي سيف الاسلام وذهبت رئاسة مجلس النواب الى ابعد من ذلك في اطار المصالحة وطي صفحة الماضي من خلال تعيين رموز القذافي بمناصب عليا بالدولة .تعيين محمد الزوي امين مؤتمر الشعب العام زمن القذافي بمنصب مستشار للشؤون المغاربية لرئيس البرلمان .
والسؤال المطروح هل يتبنى المجلس الرئاسي و المجلس الاعلى للدولة قانون العفو العام الصادر عن مجلس النواب نهاية 2014 ؟ وهل توافق مصراته على عودة اهالي تورغاء لديارهم وتقبل بتطبيق اتفاق روما ؟ وهل تقبل القيادة العامة للجيش التابعة لرئاسة اركان مجلس النواب على عودة ضباطها الذين انشقوا عنها وانضموا الى رئاسة اركان طرابلس ؟
وبقطع النظر عن الإجابة عن هكذا استفهامات حري التنويه الى أهمية وجود ضغوطات دولية على الاطراف المشددة والمعرقلة للمصالحة .وقيام الاتحاد الافريقي حصريا بدور فاعل في انجاز مصالحة وطنية بسبب نجاحه في تجارب سابقة والواقع أن رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي شرع وبعد انتخابه على راس الاتحاد في الاستماع الى أطراف الازمة السياسية في ليبيا اما عن الجامعة العربية والأمم المتحدة فلا يجب التعويل عليها للعب دور ما في ملف المصالحة إذ لم يسبق لكليهما تحقيق نجاحات ومصالحات .