ويخشى متابعون من خطورة تواجد قوتين مسلحتين مختلفتين في الجنوب حيث أن اي احتكاك بينها سوف يؤدي الى حرب أهلية وحمام من الدماء سيما وأن تركيبة تلك القوة الثالثة المتحركة أو قوات حفتر هي مبنية بالأساس على النمط القبلي والجهوي ،وعين كلا القوتين على مواقع النفط انتاجا وتصديرا . من مؤشرات اندلاع الحرب الأهلية كذلك ما تشهده طرابلس من مواجهات بين الفضائل المسلحة القائمة هي الأخرى على الجهوية اضافة الى ذلك تعيش مصراته على وقع الانقسامات بين قياداتها بعد ان برز المجلس العسكري باندفاعه لمناصرة سرايا الدفاع عن بنغازي ومحاربة قوات حفتر بينما فضل المجلس المحلي الصمت والانسحاب من الواجهة .
أما المجلس الرئاسي فموقفه ضبابي ومتناقض ازاء ما يحدث في الجنوب وتحشيد المليشيات لمهاجمة الهلال النفطي فهو ينفي علاقته بتلك الجماعات ويعترف بأنّ حفتر قائد عسكري يحارب الارهاب ،وما ينقصه هو الاعتراف بشرعية المجلس الرئاسي ولكن هذا المجلس الرئاسي ارسل وزير دفاعه المفوض أكثر من مرة لحضور اجتماعات قيادات المليشيات وسرايا الدفاع عن بنغازي للأعداد للهجوم على الهلال النفطي وقد أظهرت التسجيلات المصورة المهدي البرغثي وزير الدفاع المفوض وهو يحضر تلك الاجتماعات .
الخطير في ما يجري في الوقت الراهن أن التنظيمات الارهابية تمثل وتكون إحدى أضلع المجموعات التي تواجه جيش الكرامة ، والدليل على ذلك أنّ الارهابي الجزائري المختار بلمختار الملقب بالأعور سبق أن اعلن دعمه ودعم تنظيم القاعدة لسرايا الدفاع عن بنغازي. رمز اخر من رموز القاعدة تأكد تواجده في الجفرة وهو القيادي زياد بالعم، جماعة انصار الشريعة هي الاخرى تشارك تلك المجموعات عداء الجيش .
الصدام المسلح على أبواب طرابلس
ونظرا الى عامل تفاوت القوى الذي يلعب لصالح الجيش فإنه من المستبعد اقدام المليشيات مجددا لمهاجمة الهلال النفطي والسيناريو المتوقع هو طلب القوة الثالثة المتحركة توفير ممر آمن يكفل خروجها من سبها ،والاتجاه نحو طرابلس لكن قوات حفتر سوف تلاحقها الى هناك ولعل ما يؤكد حدوث هذا السيناريو الرهيب المتمثل في حرب طرابلس الكبرى حديث المشير حفتر للمسؤولين الجزائريين بأنه لن يوقف تقدم قواته الا بعد تحرير طرابلس من الارهاب على حد تعبيره . تطورات عسكرية متلاحقة وانذار باندلاع الحرب الاهلية المدمرة دفعت دول الجوار وخاصة مصر – الجزائر وتونس الى مضاعفة جهودها الديبلوماسية لدرء الخطر الوشيك فقد جرى اجتماع امس ضم رئيس مجلس النواب الليبي ورئيس اركان القوت المسلحة المصرية ووزير الخارجية المصري سامح شكري واعضاء اللجنة المصرية الخاصة بالأزمة الليبية في محاولة لحل الازمة. الجزائر بدورها تواصل جهودها من اجل حوار مباشر بين الأخوة الأعداء الليبيين اما الديبلوماسية التونسية فهي تقوم بمجهودات حثيثة من أجل ضمان نجاح القمة الثلاثية بين مصر- الجزائر و تونس مطلع العام الجديد لذات الغرض.