النزاع في ليبيا بقبول التسوية السياسية وتجنيب البلاد خطر التدخل العسكري الأجنبي وتهديدات الجماعات الإرهابية المتنامية .
واحتضنت تونس أمس الاجتماع الثامن لدول جوار ليبيا، لبحث سبل دعم اتفاق التسوية السياسية المتمخّض عن اجتماع الصخيرات ، والمتمثّل في حكومة الوحدة ومناقشة اليات دخولها إلى العاصمة «طرابلس».اشترك في المغرب إبتداء من 20 د
من جهته شدد وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي خلال كلمته في اجتماع وزراء خارجية دول جوار ليبيا المنعقد بتونس على امتداد يومي 21 و22 مارس الجاري ، على ضرورة تقديم الدعم الإقليمي والدولي لحكومة الوفاق الليبية ، وذلك لتهيئة الأرضية الملائمة في الحرب ضد الإرهاب في ظل ما تقتضيه المرحلة من تنسيق امني استخباراتي بين دول المنطقة. مطالبا بضرورة التعجيل بتامين عمل حكومة الوحدة وتهيئة مناخ ملائم لها للعمل من العاصمة طرابلس. كما دعا الجهيناوي «إلى تشريك دول جوار ليبيا في العملية السياسية مشددا على انّ أمن هذه الدول من مقومات إعادة الاستقرار إلى ليبيا ».
وشهد الاجتماع الثامن مشاركة وزراء خارجية كل من تونس ليبيا والجزائر ومصر والسودان والتشاد والنيجر، بالإضافة إلى رئيس حكومة الوحدة الليبية والمبعوث الاممي في ليبيا مارتن كوبلر ، و الأمين العام لجامعة الدول العربية، وممثلي الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي.اشترك في المغرب إبتداء من 20 د
يشار إلى أنّ اجتماع الأمس سبقه اجتماع تحضيري، على مستوى كبار الموظفين، انعقد أمس الأول ، لبحث تعقيدات الأزمة في ليبيا وطرق تفعيل عمل حكومة الوحدة ونقل أعمالها إلى العاصمة طرابلس ، في وقت تتزايد فيه حدّة الخلافات بين الفرقاء بما يهدّد بالعودة إلى النقطة الصّفر بعد مسار ماراطوني من المباحثات برعاية الأمم المتّحدة .
التعاون الإقليمي
ونوه الجهيناوي بالجهود الدولية الداعمة لحكومة السراج معتبرا انه ‘عامل قوة وضمان للحكومة الليبية’ ، داعيا إلى التعجيل بتجاوز الخلافات بين الفرقاء وتغليب مصلحة الوطن وأمنه واستقرار المنطقة على المصالح الضيقة.
واعتبر الجهيناوي «مواقف دول الجوار الداعمة لحكومة الوفاق عاملا مهم لدفع العملية السياسية في ليبيا، في ظل ما مثلته الفوضى السياسية والأمنية هناك من مناخ خصب لتمدد الجماعات الإرهابية وتأثير ذلك على دول المنطقة على غرار عملية بن قردان الأخيرة» .ودعا الجهيناوي المجتمع الدولي إلى توفير الخدمات الأساسية للشعب الليبي أولا ولحكومة الوفاق ثانيا وذلك لمباشرة عملها من طرابلس.مضيفا أنّ «الدعم الإقليمي والدولي للعملية السياسية برعاية الأمم المتحدة يعد حافزا قويا لبدء عمل حكومة الوفاق ومباشرتها العمل من العاصمة طرابلس .» وجدد الجهيناوي رفض تونس للتدخل العسكري الأجنبي في ليبيا نظرا لنتائجه الكارثية على ليبيا وتونس وبقية دول الجوار وفق تعبيره .
ضرورة تغليب مصلحة ليبيا
من جانبه دعا فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية الشعب الليبي إلى تجاوز الخلافات وتغليب مصلحة الشعب على المصالح الضيقة .
وحذّر السراج قائلا «أن الأزمة في ليبيا دخلت منعطفات خطيرة إنسانيا وامنيا ، كما ساهمت في بروز وتمدد «سرطان داعش» الذي يقتطع أجزاء من الوطن ، ويدعونا إلى التحرك سريعا « وتابع السراج «لن ننجح في الحرب ضد الإرهاب دون تمتين الشراكة بين دول المنطقة ».
وأضاف السراج بأن حكومة الوفاق ستعمل مع دول الجوار على العبور بالبلاد والمنطقة إلى «برّ الأمان» مشيرا إلى سعي حكومة بلاده إلى التصدي للإرهاب حتى لا تكون ليبيا مصدرا للجماعات الإرهابية وفق قوله.اشترك في المغرب إبتداء من 20 د
«الحرب ليبية بدرجة أولى»
من جهته شدد المبعوث الأممي لليبيا مارتن كوبلر على ضرورة المصادقة على حكومة الوفاق الوطني وتجاوز المرحلة الحرجة التي تمرّ بها ليبيا ، مشيرا إلى انّ وجود «داعش» هناك يزيد خطورة المشهد ويفرض مضاعفة الجهود الإقليمية والدولية لمحاربته . وأضاف كوبلر أنّ الفوضى السياسية والأمنية والتدهور الاجتماعي والاقتصادي في ليبيا ، كانت نقطة القوة التي استفادت منها التنظيمات المتطرفة ، وتابع « الأهم وما يتحمل مسؤوليته السياسيون الليبيون أمام وطنهم وشعبهم هو إعادة الاستقرار ووضع حد للمعاناة »
وأكّد المبعوث الأممي أنّ الأغلبية الساحقة من الليبيين تريد السلام و تدعم حكومة الوحدة بقيادة فايز السراج ، مطالبا المجموعة الوطنية بتحمل مسؤولياتها ودعم حكومة الوحدة الوطنية لمنع انفجار الوضع أكثر .واعتبر كوبلر ان أمن الدول المجاورة لليبيا ومصلحتها تستوجب الإسراع بتركيز حكومة الوفاق وضمان بدء عملها ، علاوة على أهمية توحيد صفوف القوات العسكرية الليبية بمساعدة القوى الدولية لدخول معترك الحرب ضدّ الإرهاب .
وقال كوبلر «انّ المعركة ليبية أولا » متابعا «ففي الوقت الذي يمشي فيه النسق السياسي ببطء ،«داعش» تستفيد من الوضع ». ودعا كوبلر إلى ضرورة توسيع رقعة المشاورات السياسية حول ليبيا لتشمل بالإضافة إلى السلطات المحلية دول الجوار أيضا.
تغطية : وفاء العرفاوي