غزة: تفاقم الجوع مع إغلاق عشرات المطابخ الخيرية والصليب الأحمر يصرح: "معاناة تجلعنا نشك بجذور إنسانيتنا"

قال بيير كرينبول المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر امس الخميس 8 ماي 2025 إن على الحكومات

التحرك فورا لوقف الازمة في غزة، مضيفا أن المعاناة هناك وصلت إلى حد "يشكك في إنسانيتنا من جذورها".و جاءت تصريحات كرينبول تزامنا مع إغلاق عشرات المطابخ الخيرية أبوابها بوجه المحتاجين بسبب نقص الإمدادات الناتج عن الحصار الإسرائيلي الخانق على القطاع وأغلقت عشرات المطابخ الخيرية في غزة أبوابها امس الخميس بسبب نقص الإمدادات، مما أدى إلى قطع شريان حياة يستخدمه مئات الآلاف من الناس، وأثار مخاوف من المزيد من الوفيات المرتبطة بسوء التغذية.

وأضاف بيير كرينبول للصحفيين في جنيف "إنها لحظة حاسمة لأن ترفض الدول والجهات الفاعلة العالمية والأطراف المعنية السماح باستمرار هذا الرعب المتواصل دون انقطاع".

واستطرد: "يجب أن يشعر الجميع بأنه قد طفح الكيل إزاء ما يحدث في غزة"، وأردف "لا أستطيع أن أشعر بالارتياح إزاء التكلفة البشرية لهذا الصراع، و(أقول) بصراحة إذا كان هذا هو مستقبل الحرب فيجب أن نشعر جميعا بالرعب".

وبحسب تقارير، تسعى إسرائيل إلى إلغاء نظام توزيع المساعدات القائم حاليا بإشراف الأمم المتحدة في غزة، بحيث تمر جميع المساعدات عبر مراكز تابعة لها.

وأكد كرينبول أن "المنظمات الإنسانية لا تحتكر مسألة ايصال المساعدات، فالدول يمكنها أن تقوم بذلك أيضا".

لكنه شدد على ضرورة "أن تحترم أي عملية إيصال للمساعدات المبادئ الإنسانية، وأن تصل فعليا إلى من يحتاجون اليها، وألا تكون مسيّسة أو موجهة سياسيا".

وقال كرينبول إن كل جهد لإيصال المساعدات إلى سكان غزة المحتاجين يجب أن "يُؤخذ على محمل الجد".

وأضاف: "في الوقت الحالي، فإن أكثر الطرق فاعلية لإيصال المساعدات إلى الناس هي رفع... القيود أو القرارات التي اتُخذت لمنع وصول المساعدات إلى داخل غزة"، مشددا على وجود "كميات هائلة من المساعدات على حدود غزة بالإمكان إدخالها الجمعة".

وأغلقت عشرات المطابخ الخيرية (التكايا) في قطاع غزة أبوابها امس الخميس بسبب نقص الإمدادات مما أدى إلى قطع شريان الحياة عن مئات الآلاف من الأشخاص في انتكاسة أخرى للجهود المبذولة لمكافحة الجوع المتزايد في القطاع.

وجاءت هذه الخطوة بعد ساعات من إعلان مؤسسة (ورلد سنترال كيتشن) الخيرية ومقرها الولايات المتحدة نفاد المكونات اللازمة لتوفير الوجبات المجانية التي تشتد الحاجة لها، وأن إسرائيل منعتها من جلب المساعدات.

وقال أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في غزة، لرويترز إن معظم تلك المطابخ في القطاع وعددها 170 أغلقت أبوابها بعد نفاد مخزون المواد الغذائية لديها بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر على غزة.

وأضاف الشوا أن قرار ورلد سنترال كيتشن وإغلاق المطابخ الخيرية من شأنه أن يتسبب في انخفاض يتراوح بين 400 ألف و500 ألف وجبة مجانية يوميا لسكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

وقال لرويترز عبر الهاتف من غزة "الكل في غزة جوعان، على العالم أن يتحرك الآن لإنقاذ الناس في غزة"، وأضاف "البقية من المطابخ المجتمعية سوف تغلق أبوابها قريبا أيضا والناس يخسرون المصدر الوحيد للطعام وفي الوقت نفسه، يشكو سكان غزة من أن الدقيق (الطحين) الذي لا يزال متاحا في السوق ملوث.

وتواجه إسرائيل ضغوطا دولية متزايدة لرفع حصار المساعدات الذي فرضته في مارس آذار بعد انهيار وقف إطلاق النار المدعوم من الولايات المتحدة والذي أوقف القتال لمدة شهرين.

وقال الشوا إنه قبل أسبوعين كان معظم السكان يعتمدون على وجبة ونصف يوميا، لكن في الأيام القليلة الماضية انخفض ذلك إلى وجبة واحدة يوميا، وحتى ذلك سيكون بلا لحوم أو خضر أو مكونات صحية ضرورية.

 

وأضاف "الوجبات المجانية في معظمها عبارة عن أرز أو عدس وحتى هذا اليوم فيه خطر إنه يتوقف خلال الأسبوع القادم، أنا أخشى إننا في قادم الأيام قد نشهد وفيات في صفوف المسنين والفئات الأكثر عرضة للخطر مثل الأطفال أو النساء الحوامل والمرضى".

 

ودفع النهب المتزايد للمطابخ المجتمعية (الخيرية) ومتاجر التجار المحليين ومقرات الأمم المتحدة قوات الأمن التابعة لحماس إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد العصابات المحلية وأعدمت حماس ستة من أفراد عصابة على الأقل الأسبوع الماضي، بحسب مصادر مقربة من الحركة.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إن أكثر من مليوني شخص، أي معظم سكان غزة، يواجهون نقصا حادا في الغذاء إذ اختفت المواد الغذائية في أسواق غزة.

 

وارتفعت الأسعار إلى ما يتجاوز إمكانيات غالبية السكان خاصة أسعار الدقيق، الذي أصبح شحيحا ويباع بحوالي 500 دولار للعبوة التي تزن 25 كيلوغراما، مقارنة بسبعة دولارات في الماضي.

 

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115