خلال الأيام القليلة القادمة يجمع بين ممثلين عن الاتحاد الإفريقي، الجامعة العربية والمجلس الرئاسي وأيضا اللجنة المصرية المكلفة من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي حول الأزمة الليبية.
وفيما لم تراوح الأزمة السياسية مكانها بسبب مماطلة مجلس النواب للمصادقة على الحكومة، وتأخر رئيس الحكومة المكلف تقديم مقترح الحكومة الجديدة ،بدأت أزمة النفط تنفرج إذ تم تصدير ست شحنات من النفط الخام ثلاث منها في اتجاه إيطاليا انطلاقا من موانئ الهلال النفطي. استئناف تصدير النفط ساهم في ارتفاع قيمة الدينار الليبي وانخفاض طفيف في سعر الدولار وينتظر المواطن توفير السيولة في المصارف. في هذا السياق بارك نائب المجلس الرئاسي عن برقة فتحي المجبري عملية استرداد الموانئ النفطية من طرف الجيش الوطني لافتا النظر إلى أن حقول نفط أخرى مازالت تشهد حالة انفلات غرب البلاد.
وكانت مصادر من شركة الخليج العربي للنفط أعلنت رفع سقف إنتاجها بــ 50 ألف برميل يوميا مقارنة بالأسبوع الفارط ليصبح 261 ألف برميل حاليا، ورجحت ذات المصادر بلوغ مستوى الإنتاج 900 ألف برميل مع نهاية العام الحالي في حال جرى صرف الأموال اللازمة لصيانة وتأهيل المواقع والخزانات النفطية التي تعرضت إلى التخريب والحرق. ويرى متابعون بأن عملية البرق الخاطف التي مكنت من استعادة الموانئ النفطية قلبت الموازين في ليبيا سياسيا وعسكريا إضافة إلى مساهمتها في حل أزمة السيولة وانهيار العملة الوطنية.
ضغوط دولية
ففي الجانب السياسي نشير إلى بيان شديد اللهجة صدر الولايات المتحدة وخمس دول من الاتحاد الأوروبي داعيا قوات الجيش بالانسحاب فورا من الهلال النفطي وتسليمه إلى حرس منشآت الجضران. بعد ذلك البيان جاءت جلسة مجلس الأمن الدولي وحاولت الدول الست أي الولايات المتحدة، فرنسا، إيطاليا، ألمانيا، إسبانيا وبريطانيا عقد جلسة تصويت على إقرار عقوبات على حفتر وإعادة الاعتبار لإبراهيم الجضران لكن بسبب اعتراض روسيا والصين فشلت محاولة عقد جلسة في الغرض.
هذا خارجيا، أما داخليا فقد استغل المشير حفتر انتصار قواته في الهلال النفطي على أفضل وجه وذلك من خلال توجيه الدعوة إلى مجلس النواب قصد نقل جلساته إلى بنغازي التي تعتبر من أكثر مدن ليبيا أمنا واستقرارا ،علما وأن بلدية المدينة وبحسب تأكيد عميدها أحمد العريبي قد انطلقت في تأهيل إحدى البنايات لتكون مقرا رسميا للبرلمان. أما عسكريا فقد سمحت عملية البرق الخاطف لقوات الجيش بالسيطرة على مناطق جديدة غرب الهلال النفطي مثل مدينة هراوة والنوفلية وبن جواد.
حقيقة التنافر
وأكد النائب بالرئاسي المكلف بالمالية والاقتصاد فتحي المجبري بأنه لا صحة أبدا لما يتحدث عنه البعض من وجود تنافر بين أعضاء الرئاسي كما دافع المجبري عن رئيس الرئاسي السراج مؤكدا أن الكل يعمل ويجتهد من أجل تجاوز الأزمة السياسية.
فتحي المجبري أشار إلى أنه لن يتأخر في الاستقالة من الرئاسي والانسحاب من العملية السياسية في حال شعر أنه لم يعد قادرا على ممارسة عمله بحرية ،ووفق ما يتطلبه الواجب الوطني ونفى المجبري بشدة أن تكون أي ضغوطات تعرض لها طيلة عمله صلب الرئاسي. وعن موقفه من البنيان المرصوص وقوات حفتر أشار المجبري إلى ان قوات البنيان المرصوص وكتائب مصراتة قدمت الشهداء من أجل تحرير سرت من تنظيم «داعش» الإرهابي. كما أن الجيش بقيادة المشير حفتر قدّم الشهداء والتضحيات من أجل تحرير بنغازي من الإرهابيين. المجبري أضاف خلال تصريح لإحدى الفضائيات المحلية الموالية لسلطات طبرق بان رئيس البرلمان رجل وطني وبارك جهوده لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء.