المنافسان الأساسيان في الحملة، وكذلك فرنسوا فيون الوزير الأول الأسبق وجون فرنسوا كوبي رئيس حزب الجمهوريين الأسبق و وجوه شابة جديدة تدخل الحلبة مثل برونا لومار وهيرفي ماريتون والوجه النسائي الوحيد ناتالي كوسيسكو موريزي وجون فريديريك بواسون،مرشح مستقل يمثل الحزب المسيحي الديمقراطي.
في البداية وصل العدد الجملي إلى 13 مرشحا أرادوا المشاركة في تصفيات اليمين للرئاسية. لكن مع حلول الموعد الأخير لتقديم التزكيات لم يتحصل 5 منهم على عدد التزكيات المطلوب فانسحبوا من السباق. على أن المستشار السابق لنيكولا ساركوزي، هنري غينو، الذي لم يحصل على النصاب القانوني، أعلن نيته الترشح مباشرة للإنتحابات الرئاسية. وكانت الوزيرة السابقة ميشال أليو ماري قد سبقته في الإعلان عن ترشحها للرئاسية دون المرور بالتصفيات.
شروط الترشح للتصفيات شملت تقديم توقيع 20 نائبا من البرلمان أو 250 شخصية منتخبة في 30 مقاطعة إدارية أو 2500 منخرط في الحزب يتوزعون على 15 مقاطعة. وشهدت هذه الفترة محاورات من قبل المرشحين الكبار ترمي إلى تقليص عدد المرشحين وذلك بعدم توقيع التزكيات مما أدى إلى تنحي بعض المرشحين وإقدام بعضهم على الترشح مباشرة. لكن العدد المرتفع للمرشحين يدل على تهري الزعامة في أحزاب اليمين وعدم بروز «زعيم طبيعي» يجمع حوله كل التيارات السياسية المنضوية في مختلف الأحزاب.
هستيريا جماعية
اتسمت حملة البحث عن التزكيات بهستيريا تكاد تكون جماعية شارك فيها جل المرشحين. وكان هدف بعضهم، خاصة فرنسوا فيون وجون فرنسوا كوبي، المس من مصداقية ترشيح نيكولا ساركوزي بحكم الحزازات المتراكمة بينهم. لكن هذا الأخير لم يتأخر على قذف باقي المرشحين مستعملا خطابات حادة ومشاركا في تلاسن لم تعهده تقاليد الحملات الانتخابية السابقة. جاء ذلك في ظروف رجعت فيها «القضايا» على السطح بعد أن قرر المدعي العام تقديم نيكولا ساركوزي أمام القضاء في قضية بيغماليون.
الوحيد الذي ترفع عن التلاسن والخطاب المتشدد كان الوزير الأول الديغولي الأسبق ألان جوبي الذي طالب الجميع بالتخلي عن التشنج والتزام الاحترام المتبادل و العمل على تقديم البرامج و النقاش في شأنها. وأكدت حملة ألان جوبي تفوقه و تصدره كل استطلاعات الرأي منذ أكثر من ستة أشهر متفوق على نيكولا ساركوزي بأكثر من 5 نقاط ولو أن الرئيس السابق تمكن من تقليص الفارق الذي وصل 10 نقاط في بداية السنة.
الانطلاق الرسمي لحملة التصفيات تقرر ليوم 21 سبتمبر . وسوف تجرى الانتخابات في 10 آلاف مركز اقتراع في كامل أنحاء الجمهورية يوم 20 نوفمبر القادم. وفي صورة عدم حصول أي من المرشحين على 50 % زائد واحد من الأصوات، تنظم مباشرة دورة ثانية يوم 27 من نفس الشهر بمشاركة المرشحين الأول والثاني اللذان حصلا على أكثر الأصوات. هذا وسوف تنظم لقاءات حوار ومناظرات على شاشات التلفزيون. وهي أول مرة تشارك فيها شخصيات وأحزاب من اليمين السياسي الفرنسي في مثل هذه التصفيات بعد أن دخل الحزب الاشتراكي بمناسبة انتخابات 2012 في تصفيات رشحت فرنسوا هولاند للمشاركة في الانتخابات. وكان آنذاك تجديدا في العمل الديمقراطي ساهم في نجاح الرئيس الحالي الذي لم يعلن بعد عن ترشحه لولاية ثانية.