في مقاطعة لاندر بادي فورتنبارغ بنسبة 55،32 % أمام حزب أنجيلا مركل الذي حصل على 5،27 % في حين تقدم حزب «البديل من أجل ألمانيا المتطرف على الحزب الاشتراكي الديمقراطي. في ثلاث مقاطعات تقدم الحزب اليميني المتطرف» مسجلا نتيجة مذهلة لحزب تم تأسيسه منذ ثلاث سنوات.
فشل الأحزاب التقليدية المشاركة في الائتلاف الحاكم و نجاح حزب الخضر و حزب البديل من أجل ألمانيا يشكل تحولا في المشهد السياسي الألماني. في السنوات الماضية كان لحزب الخضر حضور يتأرجح بين التقدم و التقهقر حسب قوة الأحزاب التقليدية في اقتراح سياسات تشد الرأي العام. لكن هذه المرة اختار الناخبون من اليسار إعطاء أصواتهم للخضر على حساب الحزب الاشتراكي الديمقراطي بسبب اقتناعهم بعدم جدوى السياسات المتبعه في التحالف مع أنجيلا ميركل.
صعود سريع و مذهل للشعبوية
دخول حزب البديل من أجل ألمانيا المتطرف المشهد السياسي منذ ثلاث سنين لم يكن ليتحول إلى ظاهرة سياسية دون اندلاع أزمة اللاجئين التي ساعدت أنجيلا مركل على استفحالها بتصريحاتها المتعلقة بقدرتها على قبول مليون لاجئ. لكن تطور الملف وظهور مشاكل في استيعاب عشرات الآلاف القادمين من الشرق جعل الرأي العام يطالب بتعيير السياسات الحكومة دون التوصل إلى ذلك. نجاح حزب البديل من أجل ألمانيا في لانتخابات وحصوله على نتائج تتراوح بين 12 % و 23 % غير المشهد السياسي.
لكن حادثة سهرة نهاية السنة في مدينة كولونيا أين تم التحرش الجنسي بنساء ألمانيات من قبل المهاجرين صعد من حدة كراهية الأجانب وجعل الناخبين يدعمون الحزب المتطرف. واتسعت حدة رفض المهاجرين إلى عديد الفئات الاجتماعية مع الإعلان الرسمي أن نصف القادمين في صفوف اللاجئين هم في الحقيقة مهاجرون اقتصاديون قدموا من إفريقيا و المغرب العربي عبر تركيا.
تداعيات سياسية في أفق انتخابات 2017
الانتخابات الحالية هي صفارة إنذار للائتلاف الحاكم الذي سوف يدخل في حملة انتخابية لتشريعية 2017. و بدأت في هذا المجال الأصوات تتعالى في صفوف حزب أنجيلا ميركل داعية الى تغيير السياسات الاقتصادية والحد من الهجرة وإن استدعى ذلك إعادة
بسط الحدود و مراقبتها. أما الحزب الاشتراكي الديمقراطي فهو يسجل تقهقرا يهز من نفوذ أمينه العام الذي أصبح في موقع هش يمكن أن يفقده قيادة الحزب.
صعود حزب البديل من أجل ألمانيا وحصوله على 20 % من الأصوات جعله يصبح ثالث حزب في ألمانيا. وهو يعتمد على نجاحه وانتشاره في كل الجهات لبلورة بديل سياسي يقوم على اقتراح سياسة تقدم الشأن الوطني الألماني على كل الالتزامات الأوروبية. ويمتطي هذا الحزب الشعبوي موجة الأحزاب المتطرفة الأوروبية التي صعدت إلى الحكم في بعض الدول الشرقية والاسكندينافية وكذلك على تنامي هذه الظاهرة في فرنسا و بريطانيا والنمسا وهولاندا.
حزب البديل من أجل ألمانيا القريب من الحركات النازية الجديدة يشكل أكبر تهديد لوحدة ألمانيا ولسلطة المستشارة أنجيلا ميركل التي ترغب في الخروج من هذه الأزمة بالتأكيد على الدور القيادي الألماني في توخي سياسات أوروبية ذات بعد إنساني، بعيدا عن التعصب والكراهية. استمرار الحزب الشعبوي وتمركزه في مختلف الجهات الألمانية هو تحد جديد بالنسبة للانتخابات التشريعية لعام 2017.