لإطار عمل لصنع السلام يضع معايير جديدة لحل النزاعات يقولون إنه قد يتجنب أخطاء الماضي مثلما حدث في مالي وأفغانستان.
وهناك أكثر من 50 من الصراعات النشطة في العالم، تمتد من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى أوكرانيا وتؤثر على نحو ملياري شخص، في رقم قياسي لفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وفق مانشرته اليوم الجمعة 20 جانفي وكالة "رويترز" للأنباء.
ويقول مؤيدو إطار العمل الذين أكملوا للتو فترة مشاورات استمرت عامين في عشرات الدول إن وسطاء السلام اليوم يتبعون استراتيجية خاطئة .
وقال بيرت كوندرز، مبعوث الأمم المتحدة السابق لمالي، وهو الرئيس المشارك لمبادرة "مبادئ السلام"، على هامش اجتماع مع دول في جنيف "قد تقول ‘لماذا يتحدث الناس عن السلام بينما ينهار كل شيء؟‘ لكن لا وقت أهم للحديث عن السلام" من الآن وفق مانشرته وكالة "رويترز" .
وأضاف أن وسطاء السلام حاليا يطبقون أفكار استقرار مضللة ثم ينسحبون بسرعة. ومضى يقول "ترون هذا في أفغانستان، كما ترونه في مالي. هذا خطأ".
واستولت طالبان على السلطة في أفغانستان في أوت 2021 مع انسحاب القوات الأمريكية والقوات الغربية الأخرى، وسط مشاهد فوضوية. وأدى انسحاب فرنسا من مالي العام الماضي إلى خروج أوسع من قوة لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة واجهت دوما صعوبات في الوفاء بمهمتها وسط توترات مع الحكومة العسكرية وتمرد يشنه إسلاميون متشددون.
وقال إيف داكور، الرجل الثاني سابقا في قيادة اللجنة الدولية للصليب الأحمر وهو أيضا رئيس مشارك لمبادرة "مبادئ السلام" وفق رويترز إن من الضروري أن تتحول عمليات السلام من الخضوع لقيادة أطراف دولية إلى عمليات "ذات جذور محلية".
وحتى الآن، هناك خمس دول راعية لإطار العمل الجديد وهي ألمانيا والدنمرك والسويد وسويسرا وهولندا، ويجري داعموه محادثات مع جهات مانحة أخرى بالإضافة إلى مانحين من القطاع الخاص. ويحظى إطار العمل بدعم أكثر من 100 منظمة غير حكومية.
وأدلى بن مويلينج، نائب الممثل الدائم للولايات المتحدة، بتصريحات داعمة بوجه عام في اجتماع جنيف، قائلا إن الابتكار في تكتيكات الحرب والتكنولوجيا يجب أن يرافقه "مستويات مماثلة من الإبتكار والموارد والالتزام" في صنع السلام.
ويقول الداعمون إن المبادئ التي تتضمن "تعزيز الشرعية" و"الأمن الخاضع للمساءلة"، رغم أنها في مرحلة مبكرة، يمكن بلورتها في مجموعة من القواعد والمعايير مثل تلك الموجودة في الأعراف الإنسانية.