ضدّ الجزيرة المتنازع عليها منذ عقود طويلة. ويعدّ هذا الملف من عناصر التوتر في العلاقات بين الصين وأمريكا ، ورغم محاولات تقريب وجهات النظر بين البلدين الخصمين إلاّ أن واشنطن لم تدخر جهدا في إظهار تمسكها بمنع أية تحرك عسكري صيني ضدّ تايوان.
وفي سياق تطورات الأحداث أعلنت نائبة وزير الخارجية الأمريكي، ويندي شيرمان أمس السبت، أنّ «الولايات المتحدة لا تستبعد هجوم الصين على تايوان، مشيرة إلى أن واشنطن تسعى لمنع مثل هذا التطور.»
وقالت شيرمان: «لقد حافظنا على السلام في مضيق تايوان 50 عاما، ونريد الحفاظ على السلام والاستقرار. ومع ذلك، أعتقد أنّ الحرب ممكن حدوثها في ظل السيطرة الكاملة لشي جين بينغ».
وأكدت وسائل إعلام صينيّة أنّ «جيشي الصين وروسيا سيواصلان التعاون لتعزيز الاستقرار ولن يسمحا للولايات المتحدة بإعادة إنتاج الأزمة الأوكرانية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ».وأعلن مؤخّرا عن «تنفيذ روسيا والصين مناورات جوية مشتركة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، شاركت فيها قاذفات إستراتيجية نووية روسية».
وووفق مراقبين يزيد هذا التقارب الروسي الصيني من مخاوف الولايات المتحدة الأمريكيّة ويدفعها للتوجّه نحو الضفة المقابلة، وتقديم كامل دعمها لتايوان باعتبارها ورقة ضغط تصر الإدارة البيضاوية على الاحتفاظ بها لاستغلالها في ضرب الصين بطريقة غير مباشرة.
سيناريوهات الحرب
يشار إلى أنّ الحرب الروسية الأوكرانية أثارت خشية متزايدة من اندلاع صراع مسلح في جبهة جديدة تتعلق بغزو صيني محتمل لتايوان في ظل صراع دائر بين الطرفين منذ عقود طويلة. وتعتبر الصين عدوا تقليديا للولايات المتحدة الأمريكية اقتصاديا وسياسيا ،وقد باتت قضية تايوان بدورها في قلب الحرب غير المعلنة بين بكين وواشنطن .
رافق التصعيد العسكري في أوكرانيا وما تبعه من تنديد دولي وقلق من توسع رقعة النزاع الدائر، استنفار في تايوان إذ يتمثل أصل الصراع الصيني التايواني في أن بكين تعتبر تايوان مقاطعة متمردة انشقت عنها يجب إعادتها إلى البر الصيني في كل الإحتمالات، فيما يختلف الكثير من التايوانيين مع وجهة نظر بكين، إذ أنهم يرون أن لديهم أمة منفصلة ودولة مستقلة، سواء أتم إعلان استقلالها رسميا أم لا. هذا الخلاف بين الصين وتايوان رافقه دعم أمريكي وغربي غير مسبوق خصوصا في الآونة الأخيرة وهو ما يفسره مراقبون بحرب الضغوطات بين الجانبين إذ يعد أصل الخلاف بين واشنطن وبكين إقتصاديا تجاريا بالأساس حول الزعامة الإقتصادية للعالم إلا أن قضية تايوان كانت دائما ورقة ضغط الصين من خلال دعمها سياسيا وأحيانا لوجستيا وحقوقيا.
وتعتبر الصين تايوان خطا أحمر يمس بشكل مباشر من أمنها الداخلي واستقرارها الأمني والسياسي .وفي سياق تطورات المشهد الدولي الراهن واندلاع الحرب بين موسكو وكييف وفي ظل مستويات التعاون الكبير بين روسيا والصين والتي توسعت بشكل كبير خلال العقد الأخير ،يرى مراقبون أن التنين الصيني قد يكون في وضع مراقبة حذرة لتداعيات أي خطوة عسكرية محتملة للسيطرة على تايوان . ومنذ إعلان موسكو عن دخولها إلى التراب الأوكراني أعلنت حكومة تايون عن حالة استنفار من الدرجة الأولى في البلاد وذلك نتيجة توفر عوامل حدوث غزو صيني لأراضيها على غرار السيناريو الروسي الأوكراني.
ولعلّ التساؤل الملح الآن يتعلق بمدى جدية الصين في التوجه نحو السيناريو العسكري واحتمالات اتخاذ مثل هذه الخطوة الخطيرة .وخلال السنوات القليلة الماضية بدأت الصين في تصعيد لهجتها في ما يتعلق بتايوان وقد أخذت تجري تدريبات عسكرية وطلعات جوية مكثفة تخترق المجال الجوي للجزيرة مع اتخاذ خطوات عدوانية تجاه أي دولة تقيم علاقات من أي نوع مع تايوان.
فيما أمريكا «أكدت على سعيها لمنع وقوعه»: سيناريو هجوم صيني على تايوان يعود إلى الواجهة
- بقلم المغرب
- 10:18 05/12/2022
- 716 عدد المشاهدات
عاد ملف الأزمة التقليدية بين الصين وتايوان إلى الواجهة مجددا بعد أن أثارت الحرب الروسية الأوكرانية قراءات متعددة حول إمكانية أن تحذو بكين حذو موسكو وتشن عملية عسكرية