تتجه الأنظار صوب انتخابات التجديد النصفي الأمريكية وما ستحمله من مفاجآت من شأنها التأثير على السياسة الأمريكية لإدارة بادين في الداخل او في الخارج . فقد أظهرت النتائج الأولية أنّ الجمهوريين هم الأوفر حظًا لانتزاع السيطرة على مجلس النواب من الديمقراطيين الذين يسعون لإنقاذ أغلبيتهم في مجلسي النواب والشيوخ. وتكتسي هذه الانتخابات أهمية كبيرة في علاقة بمصير الأغلبية في مجلس الشيوخ.
ويخضع للتنافس في مجلس الشيوخ 35 من أصل الـ100 مقعد وقد نال الجمهوريون حتى اللحظة 44 مقعدًا، ونال الديمقراطيون 42 مقعدًا.
ويتنافس المرشحون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، على 435 مقعدًا في مجلس النواب، و35 مقعدًا في مجلس الشيوخ، كما يتنافس الحزبان على 36 منصبًا من مناصب حكّام الولايات الـ50.
تنافس محتدم
ولا زال التنافس محتدمًا في مجلس الشيوخ، وتبدو ولايات بنسلفانيا ونيفادا وجورجيا وأريزونا هي التي ستحسم السباق الذي قد ينتهي في جورجيا في جولة الإعادة في السادس من ديسمبر المقبل.
لضمان الأغلبية، يحتاج الجمهوريون إلى 51 مقعدًا، والحزب الديمقراطي الحاكم 50 مقعدًا، بالنظر إلى أن لنائبة الرئيس كامالا هاريس -التي تترأس جلسات المجلس حسب القانون- الصوت المرجح في حالات التعادل.
ووفقًا لتوقعات شركة «إديسون ريسيرش»، تمكن الجمهوريون من نيل خمسة مقاعد من الديموقراطيين في مجلس النواب، وهو العدد المطلوب للحصول على الأغلبية وتعطيل جدول أعمال الرئيس جو بايدن التشريعي. وتعكس النتائج الأولية تراجع شعبية جو بادين واحباط الناخب الأمريكي بسبب التضخم . و من شأن سيطرة الجمهوريين على الكونغرس بمجلسيه أن يسقط الأجندة التشريعية للرئيس الديمقراطي.
ملفات ثقيلة
يبدو بايدن في موقع لا يحسد عليه وتنتظره ملفات ثقيلة أولها التحقيقات بشان ادارته وعائلته والتي يعزم الجمهوريون على الانطلاق بها بعد الانتخابات . بشأن إدارته وعائلته، والتي قد تكون لها تأثيرات سياسية مدمّرة. وقد أظهر استطلاع للرأي أجرته «رويترز» تراجع شعبية الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى 39%.
وتشير التقارير إلى أن مرشحي الحزب الجمهوري حصلوا على 162 مقعدًا في مجلس النواب مقابل 102 لدى الديمقراطيين بعد فرز نحو 54% من الأصوات.
وللسيطرة على مجلس النواب، لا بد للجمهوريين من الحصول على 218 مقعدًا من أصل المقاعد الـ435 الخاضعة للتنافس فيه. وحسب إحصاءات قناة «FOX» فقد حصل الجمهوريون على 114 معقدًا في النواب و43 مقعدًا في الشيوخ، بينما بلغ حصاد الديمقراطيين 71 مقعدًا في النواب و43 في الشيوخ.
وحسب قناة «NBC»، يتقدّم الجمهوريون بمقعد واحد (44 مقابل 43) في الشيوخ وبـ158 مقابل 102 في النواب.
أبرز استطلاعات الرأي
وتوقعت استطلاعات للرأي نجاح الجمهوريين الذين كانوا أقلية في كلا المجلسين خلال العامين الماضيين.
ويرى البعض ان هذا الاستحقاق الانتخابي يمكن أن يهدد العهد الرئاسي لجو بايدن، ويفتح المجال واسعا أمام احتمال عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.ووضعت آخر الاستطلاعات الخاصة بمجلس الشيوخ 6 ولايات في خانة الولايات المتأرجحة بالنظر لتقارب مرشحي الحزبين فيها، وهي جورجيا وبنسلفانيا ونيفادا وأريزونا وويسكونسن ونيوهامشير، وإذا حصل الجمهوريون على 3 منها فيرجح فوزهم بالأغلبية في مجلس الشيوخ.وأظهر استطلاع الرأي -الذي أُجري على مدار يومين- أنّ تأييد الأمريكيين لأداء بايدن تراجع نقطة واحدة، ليقترب من أدنى مستوى وصل إليه خلال ولايته، مما يعزّز التوقعات التي تشير إلى اقتراب الجمهوريين من السيطرة على مجلس النواب.
وفي استطلاع «رويترز/إبسوس»، اختار ثلث المشاركين في الاستطلاع الاقتصاد بوصفه أكبر مشكلة تواجهها الولايات المتحدة.وقد أبدى الرئيس الأمريكي جو بايدن تفاؤله بشأن فرص حزبه للحفاظ على الأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ خلال الانتخابات النصفية .
وخلال فعالية للجنة الوطنية للحزب الديمقراطي قال بايدن «إن بلاده ستمضي قدمًا إلى الأمام بغض النظر عما سيحدث خلال الانتخابات»، وأضاف أن «حزبه تمكن من تسجيل الناخبين وحثهم على التصويت بشكل مبكر».ووصف بايدن مجموعة «ماغا» الداعمة لسلفه دونالد ترامب بأنها واحدة من أكثر المجموعات الظلامية في البلاد ولا تمثل الآباء المؤسسين للحزب الجمهوري.وقال بايدن «إنّ وتيرة العنف السياسي والترهيب في تزايد بالولايات المتحدة، وإن الديمقراطية في خطر، وهذه هي لحظة الدفاع عنها».
ترامب حاضر بقوة
يبدو ان دونالد ترامب هو الحاضر الغائب في هذه الانتخابات وينتظر ان يعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية عام 2024 ، وهو يعول على اكتساح الموالين من الجمهوريون الكونغرس تمهيدًا لعودته المحتملة الى البيت الأبيض. ويريد الرئيس السابق الثأر بعد هزيمته في الانتخابات الرئاسية السابقة أمام الرئيس جو بايدن في نوفمبر 2020.
ويرى عديد المراقبين بأن مصير مرشحين جمهوريين كان قد دعمهم سيتيح قياس شعبيته وفرصه في العودة إلى المكتب البيضاوي في 20 جانفي 2025.
سياسات بايدن خلال عامين من عهدته الرئاسية
هذا وتعيش الولايات المتحدة الأمريكية هذه الفترة على وقع انتخابات التجديد النصفي الخاصة بمقاعد مجلس النواب ،في حدث يحمل أهمية بالغة على الساحة السياسية في بلاد « العم سام» باعتبار أنها بمثابة اختبار لسنتين من حكم ساكن البيت الأبيض الديمقراطي جو بايدن وأيضا منافسة شرسة بين معسكر الجمهوريين من جهة ومعسكر الديمقراطيين من جهة أخرى.
وتشهد الأرقام المعلنة تقاربا بين الحزبين الكبيرين في الولايات المتحدة الأمريكية ، فوفق آخر الإحصائيات في الإعلام الرسمي الأمريكي يحرز الجمهوريون تارة تقدما في انتخابات التجديد النصفي الخاصة بمجلس النواب بالتزامن مع احتدام الصراع في انتخابات مجلس الشيوخ.
وإلى حدود يوم أمس الأول الثلاثاء أدلى مايقارب 45 مليون شخص بأصواتهم في الإقتراع، وفي تقرير إعلامي «حسم الجمهوريون 177 مقعدا في النواب مقابل 132 للديمقراطيين، بينما يتعادل الجانبان بـ46 مقعدا لكل منهما في الشيوخ».ويسعى كلا الحزبين لتأمين 218 صوتا في مجلس النواب المؤلف من 435 مقعدا لضمان الأغلبية، بينما يسعيان للحصول على 51 مقعدا لضمان أغلبية مجلس الشيوخ المكون من 100 مقعد. أما يوم أمس الأربعاء فقد تقدم الحزب الديمقراطي بالولايات المتحدة الأمريكية إلى 48 مقعدا بمجلس الشيوخ في الانتخابات النصفية 2022 مقابل 47 مقعدا للحزب الجمهوري. وذلك بعد أن فاز المرشح الديمقراطي عن بنسيلفينيا بمقعد الشيوخ، ومن الجدير بالذكر أن هناك 5 مقاعد متبقية وهي من ستحسم الأغلبية.
ووفق مراقبين للشأن الأمريكي تعد الانتخابات الراهنة اختبارا هاما لعهدة الرئيس الحالي جو بايدن الذي حكم لمدة عامين من جملة 4 سنوات من عهدته الرئاسية الراهنة بكل ماحملته من إنجازات وإخفاقات ورهانات لازالت مطروحة أمامه خلال العامين المتبقيين.
وفي تصريحاته أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أن ‘’الديمقراطية تكمن في صناديق الاقتراع’’، ولكن العديد من المحللين الأمريكيين قالوا إن بايدن قد يكون عبئاً على المرشحين الديمقراطيين في الاقتراع.وقال بايدن في تغريدة على تويتر: ‘’اليوم، اجعلوا صوتكم مسموعاً، صوتوا’’، وفي وقت لاحق، دعا في تغريدة “الجميع على الإقبال’’ لانتخاب ديمقراطيين، وحذّر من أن تحديات كثيرة على المحك على غرار الحق في الإجهاض. وشدد على أن ‘’هذه الانتخابات أهم من أن تُقاطع».
تقييم لسنتين من حكم بايدن
تأتي انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي بشقيه مجلس النواب ومجلس الشيوخ بعد أشهر من الصراع الانتخابي المحموم بين الجمهوريين والديمقراطيين في الاستحقاق النصفي الذي سيؤثر دون شك على الساحة السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية لما يرافقه من متغيرات كبيرة على صعيد الملفات الداخلية وأيضا السياسة الخارجية للرئيس الديمقراطي جو بايدن
ويرى متابعون أن انتخابات التجديد النصفي التي تجري بعد عامين من العهدة الرئاسية لكل رئيس أمريكي ، تأتي في شكل استفتاء على انجازات ساكن البيت الأبيض وتقييم لسياسة إدارته الداخلية والخارجية خلال العامين الأولين من عهدته الرئاسية التي تدوم أربع سنوات .
وتولى جو بايدن الرئاسة بعد الانتخابات الرئاسية لعام 2020، التي هزم فيها دونالد ترامب. ويرافقه في منصبه نائب الرئيس كامالا هاريس، أول امرأة أمريكية من أصل أفريقي، وأول أمريكية من أصل آسيوي تتولى ذلك المنصب.
وتجري الانتخابات الحالية على عدة مراحل هامة ، تتزامن مع مد وجزر صلب إدارة البيت الأبيض في وقت يواجه فيه بايدن عدة تحديات داخلية وأخرى خارجية متعلقة بالوضع الإقتصادي الحرج الذي يواجهه العالم وماتبعه من مخلفات على الصعيد الإجتماعي كما توجد رهانات كبيرة في عدة قضايا حساسة اهمها قضية الهجرة والنزوح والحرب الروسية الأوكرانية وأيضا تبعات وباء «كورونا».
ومن بين القضايا التي ستؤثر على انتخابات الكونغرس وفق مراقبين هي الحرب التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا والموقف الأمريكي الغربي الداعم لها، وأيضا الحرب غير المباشرة ضدّ إيران والتوتر بين واشطن وبيونغ يانغ على خلفية الملف النووي لمملكة الراهب . نقلت وسائل إعلام روسية رسمية عن الكرملين اليوم الأربعاء أن انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي لن تحسن العلاقات «السيئة» بين موسكو وواشنطن، كما نفى مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية.
وفيما يتعلق بالموقف الروسي من الإنتخابات الجارية أكد دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين أنّ «هذه الانتخابات مهمة، لكن ليس من الضروري المبالغة في أهميتها للعلاقات بيننا في الأجلين القصير والمتوسط».
ومضى قائلا «هذه الانتخابات لا يمكن أن تغير أي شيء جوهري. العلاقات لا تزال وستظل سيئة».وقال بيسكوف إن موسكو اعتادت على سماع من يقولون إن روسيا تتدخل في الانتخابات الأمريكية مضيفا أن موسكو لا تعير المزاعم الجديدة أي انتباه.وأبلغ المتحدث باسم الكرملين الصحفيين أيضا أن من السابق لأوانه الحديث عن إجراء حوار مع الولايات المتحدة بخصوص تمديد العمل بمعاهدة نيو ستارت للحد من الأسلحة النووية.
وتبعا لما صرح به الكرملين فإنّ أحد أهم أسباب النتائج التي سيعلن عنها في أمريكا سيكون متأثرا بالعلاقات السيئة بين روسيا وأمريكا بشكل مؤكد ، خاصة وأن سياسات البيت الأبيض تجاه الحرب في أوكرانيا تلقي بظلالها على الشارع الأمريكي وتخلق نوعا من الإنقسام في التوجهات وهو ما سيترجم في صندوق الإقتراع.
بعد تراجع شعبية الرئيس الأمريكي إلى 39 % : أي تأثير لنتائج انتخابات التجديد النصفي للكونغرس على سياسات بايدن ؟
- بقلم روعة قاسم ووفاء العرفاوي
- 10:24 10/11/2022
- 901 عدد المشاهدات
• معركة بين الجمهوريين والديمقراطيين واختبار لسياسات بايدن خلال عامين من عهدته الرئاسية