تصاعد وتيرة الحرب الروسية الأوكرانيّة: إدانات دولية ..مخاوف من سيناريو توسع القصف.. وفرضية التسوية باتت مستبعدة

تصاعدت وتيرة الحرب بين روسيا وأوكرانيا في الأيّام الأخيرة وذلك وسط إدانات دولية للضربات الصاروخية التي تشنّها موسكو على العاصمة كييف

وعدّة مدن أخرى. وزادت حدة المخاوف من الأحداث المقبلة وسط توقّعات بتواصل الاشتباكات واحتمال توسّع رُقعتها مما يرفع من درجة الاستنفار الدولي إلى أقصى مستوياته. واعتبر مراقبون أنّ تسريع موسكو لوتيرة القصف ضدّ المباني والمدن الأوكرانية جاء كردّ على قصف كييف لجسر القرم ، والذي خلّف أضرارا كبيرة في البنية التحتيّة بالإضافة إلى قتلى وجرحى ، وهو هجوم قالت روسيا أنه اعتداء على سيادتها.
يشار إلى أنّ القصف الروسي الأخير لمبنى سكني في زابوريجيا أمس خلّف مقتل ما لا يقل عن 17 مدنيا وإصابة 40 آخرين. ويشار إلى أن الهجمات الصاروخية الروسية على المباني السكنية خلفت عشرات القتلى والجرحى من المدنيين في مدينة زابوريجيا شرق أوكرانيا.من ناحيته وقد دعا الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي المواطنين إلى الاحتماء في الملاجئ وتوخي الحذر في ظلّ تعرض مناطق عدة في البلاد لغارات جوية.
ويخشى العالم من سيناريو الحرب النووية التي قد تشنها موسكو بعد تهديدات رسمية وتلميحات بإمكانية استعمال النووي لوقف أيّ هجوم قد يطال أراضيها وذلك لحسم الحرب وضمّ أوكرانيا لأراضيها ، هذا السيناريو الذي يعارضه الغرب يزيد من حالة الشدّ والجذب التي تخيّم على المنطقة منذ 24 فيفري 2022. ومن المقرّر أن تعقد الدول السبع اجتماعا اليوم الثلاثاء يجمع أعضاء مجموعة الدول الصناعية السبع لمناقشة الأوضاع في أوكرانيا وفق ما أعلنته ألمانيا .
وكان زيلنسكي صرح عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بأنه اتفق مع المستشار الألماني أولاف شولتز على عقد اجتماع طارئ للمجموعة، وأنه سيتحدث في خطابه عن الهجمات الروسية على بلاده، كما قال أنهما ناقشا زيادة الضغط على الاتحاد الروسي وتقديم المساعدات لإعادة إعمار المباني المهدمة في أوكرانيا.

ويترقب العالم آخر تطوّرات تصاعد وتيرة الأزمة الراهنة بين روسيا وأوكرانيا وسط تعدّد السيناريوهات الممكنة والتي تتأرجح بين الحلّ العسكري والحلّ الدبلوماسي ، ويرى مراقبون أن الحديث عن تغليب لغة الحوار وتجنّب سيناريو الحرب بات خيارا صعبا في الوقت الراهن في ظلّ تعنت مواقف أطراف الصراع وما يحمله ذلك من أبعاد وانعكاسات مدمرة على الصعيد الدولي وعلى صعيد المنطقة.

ويرى مراقبون أنّ ما يحصل اليوم من توتّر على الجبهة الأوكرانيّة الروسيّة تغذيه مواقف كل من حلفاء الطرفين ، وهم بالأساس أمريكا وحلف الناتو والدول الأوربية الداعمة لكييف كما اعتبروا ذلك من أهمّ مكونات التصعيد الراهن بين كييف وموسكو مقابل دعم صيني إيراني لروسيا. ووفق متابعين فإنّ حدة التصعيد مرتبطة بنشاط حلف ''الناتو'' في المنطقة القريبة من موسكو وكييف ولعلّ القطرة التي أفاضت الكأس في هذه الجبهة كانت ضمّ روسيا لأربعة أقاليم تحت لوائها بعد استفتاء أجرته مؤخرا.ومنذ بداية الحرب تفرض الدول الغربية عقوبات اقتصادية جادة على موسكو، ورغم الانقسام الذي يشهد المعسكر الأوروبي تجاه روسيا إلاّ أنّ أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا تصر على ضرورة ردع موسكو عبر تشديد العقوبات المفروضة .

ووفق متابعين للشأن الدولي يبقى الجانب الإقتصادي أحد أهمّ ركائز المشهد الراهن وقد يكون العنصر الفاصل في السيناريوهات المطروحة وأهمها سيناريو الحرب ، إذ تتزايد المخاوف من المرحلة المقبلة مع اقتراب فصل الشتاء واستفحال أزمة الطاقة وعدم قدرة الغربيين على مجابهتها رغم الإجراءات المتخذة في الغرض . إذ تمثل الخيارات الإقتصادية التي قد تتبناها الدول الغربية في مواجهة موسكو ورقة ضغط كبرى ضدّ موسكو نظرا لأهميتها وتداعيات الخطير لا على الروسي فحسب بل على الأوروبي على حد سواء.

مواقف دوليّة مندّدة
في سياق المواقف الدولية المنددة أكّد أمين عام حلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أمس الاثنين أن الحلف يدين «الهجمات المروعة والعشوائية» التي تشنّها روسيا على منشآت مدنية في أوكرانيا، مشددًا على أنه سيواصل دعمه للشعب الأوكراني.
وكتب على تويتر «تحدثت مع وزير الخارجية الأوكرانية دميترو كوليبا ونددت بالهجمات المروعة والعشوائية لروسيا على منشآت مدنية في أوكرانيا. سيواصل حلف شمال الأطلسي دعمه للشعب الأوكراني الشجاع لمواجهة عدوان الكرملين لأطول فترة ممكنة».
كما أدانت المفوضية الأوروبية الضربات الصاروخية الروسية على كييف والتي أسفرت عن مقتل مدنيين وإلحاق أضرار بالبنية التحتية المدنية، ووصفتها بأنها «هجمات مروعة». وقال بيتر ستانو، المتحدث باسم المفوضية، في إفادة صحفية دورية «إنها هجمات وحشية وجبانة''.
ووصف الضربات بأنّها مخالفة للقانون الدولي الإنساني، وقال إنها تصل إلى حد «تصعيد إضافي» للحرب في أوكرانيا بشكل غير مقبول على الإطلاق.وفي وقت سابق، كتب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في تغريدة على تويتر «مثل هذه الأعمال ليس لها مكان في القرن الحادي والعشرين. أدينها بأشد العبارات الممكنة. نقف مع أوكرانيا. هناك دعم عسكري إضافي من الاتحاد الأوروبي قادم».

كما أدان الاتحاد الأوروبي أمس الاثنين، الهجمات الروسية ضد المدنيين في جميع أنحاء أوكرانيا.وقال الممثل الأعلى الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد جوزيب بوريل - في تغريدة عبر حسابه الرسمي على «تويتر» - «يدين الاتحاد الأوروبي الهجمات الروسية المتواصلة ضد المدنيين في أوكرانيا؛ والتي يسقط فيها عشرات الضحايا كل أسبوع»، مؤكداً أنه سيتم محاسبة جميع المسؤولين عنها.

 

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115