غارت جوية أمريكية في «إدلب»: صدام بين واشنطن وطهران في الميدان السوري ومخاوف من تصعيد عسكري

شنّت القوات الجوية التابعة للولايات المتحدة الأمريكية في الآونة الأخيرة غارات جوية استهدفت مواقع قالت أنها تضم جماعات تابعة لإيران داخل الأراضي السورية

في وقت نفت فيه طهران صلتها بالجماعات التي إستهدفها القصف الأمريكي الأخير. ولطالما كان الميدان السوري ساحة صراع بين أطراف دولية مختلفة ووكلائهما في المنطقة مما ساهم في إطالة أمد الحرب الدائرة في سوريا منذ العام 2011. 

وقال الجيش الأمريكي إن غارات جوية استهدفت جماعات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني في منطقة دير الزور.وأضاف أن الضربات كانت ضرورية لحماية الأفراد الأمريكيين والدفاع عنهم.لكن وزارة الخارجية الإيرانية قالت إن المواقع التي قُصفت لا صلة لها بطهران. ووصفت الضربات الجوية بأنها «عمل إرهابي ينتهك سيادة سوريا».

وقد تعدّدت الغارات الجوية الأمريكية في سوريا في عهد الرئيس الحالي جو بايدن ما يعيد إلى الواجهة من جديد الصدام الخارجي بين الأطراف الفاعلة في الأزمة على الميدان السوري. وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون إن تسعة مستودعات للذخيرة ومخابئ تخزين في محافظة دير الزور تمّ استهدافها. وأفادت تقارير بمقتل ستة أشخاص في الغارات الأمريكية.وفي تعليقه على أسباب الغارات قال الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الغارات جاءت لـ«حماية قوات أمريكية» في سوريا بعد العديد من الهجمات التي تتهم فيها واشنطن طهران بالوقوف وراءها.
وشدد الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر الكناني على أنّ المواقع المستهدفة «لا علاقة لها بالجمهورية الإسلامية» ووصف الهجوم بأنه «انتهاك لسيادة سوريا وسلامة أراضيها’’.

إشترك في النسخة الرقمية للمغرب

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

ولطالما كان الدور الذي تلعبه إيران في سوريا مقلقا لأمريكا وحلفائها «إسرائيل» ودول الخليج خشية تنامي النفوذ الإيراني في المنطقة عبر بوابات سوريا العراق واليمن . ويؤكّد متابعون للشأن الدولي أن الحرب المندلعة بين واشنطن وطهران منذ انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي الإيراني جعل من الأرض السورية ميدانا للصراع الإيراني الأمريكي.

فمنذ العام 2011 شهد الميدان السوري تداخل أدور عدد من الأطراف الخارجية فعلى غرار الأطراف المحلية التي تتكون منها الأزمة السورية سواء من النظام الحاكم أو المعارضة أو باقي الفصائل وأهمها الأكراد المدعومون من أمريكا نجد عدة أطراف دولية فاعلة في سوريا.

تفاهمات واشتراطات
يشار إلى أن الأكراد اكتسبوا زخما خلال الحرب ضد ‘’داعش’’ الإرهابي في العراق وسوريا عام 2014، حيث اتخذت أمريكا من المقاتلين الأكراد حلفاء رئيسيين لها على الميدان في شمال سوريا. وجعلت أمريكا من الأكراد ممثلين في جماعة سوريا الديمقراطية حليفا لها في سوريا واستغلتهم كورقة ضغط من جهة ضد كل الأطراف المعنيةكتركيا أو لمواجهة نفوذ إيران المتزايد هناك من جهة أخرى.

ودخلت سوريا في الآونة الأخيرة منعطفا خطيرا ارتهن في واقع الأمر بتغيّر المواقف الإقليمية والدولية من الأزمة السورية خصوصا وانّ العلاقات بين الأطراف الفاعلة في هذا السياق دخلت فصلا جديدا بعد تغيّر مواقف أغلبها من النظام السوري وأيضا لتأثرها بالمتغيرات الإقليمية الكبيرة التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط وعلى علاقة أيضا بالسياسة الأمريكية الجديدة التي بدأت ملامحها في البروز بشكل أوضح في عهد الرئيس الحالي جو بايدن خاصة المتعلقة منها بإيران. هذه التغييرات الطارئة على المعادلة السورية فرضت على الأطراف الفاعلة في الشرق الأوسط إقليمية كانت أو دولية مراجعة إستراتيجيتها لتتماشى مع مستقبل المنطقة ومسار التسويات المرتقبة.

ويرى مراقبون أن الغارات الأمريكية الأخيرة التي تتزامن مع مباحثات غربية إيرانية حول الملف النووي المثير للجدل ، فهل تتجه الأوضاع إلى تصعيد مرتقب خاصة مع تزايد الحديث عن اتفاق قريب حول الملف النووي الإيراني رغم المساعي الأمريكية للزج بدور «إسرائيلي» غير مرحب به ، في ميدان التفاهمات الكبرى التي ستشهدها المنطقة رغم الرفض الإيراني .

 

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115