ولي العهد السعودي يزور فرنسا: ابن سلمان يعود إلى الواجهة السياسية إقليميا ودوليا

استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في إطار «عشاء عمل» في قصر الإليزيه خصص

لمناقشة العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات ، وذلك بعد زيارة أولى قام بها ماكرون إلى المملكة العربية السعودية في شهر ديسمبر 2021 . ويقوم ولي العهد السعودي في الفترة الأخيرة بزيارات خارجية رفيعة المستوى هي الأولى له منذ قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في سفارة بلاده بتركيا.
ويرى متابعون أن الزيارة التي يؤديها ابن سلمان إلى فرنسا تتنزل في إطار تقريب وجهات النظر وإصلاح العلاقات المتوترة في ظل الأوضاع الاقتصادية والسياسية والأمنية الصعبة التي تمرّ به دول المنطقة والعالم بصفة عامة.
من جهتها أعلنت منظمتان غير حكوميتين ومحاميهما الفرنسي عن أنهما قدّمتا شكوى أمس الخميس في باريس ضد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي يزور فرنسا، على خلفية قضية خاشقجي .
جولات سابقة
أثناء الجولة التي بدأها ابن سلمان في تركيا واليونان تم توقيع اتفاقيات نقل بحري وتكنولوجيا ودفاع وغيرها، بعدها حصل اللقاء الذي جمعه بالرئيس الأمريكي جو بايدن في السعودية، واعاد ذلك ولي العهد السعودي إلى الواجهة السياسية إقليميا ودوليا خصوصا وأنّ الدول الأوروبية أزاحت بن سلمان من المشهد السياسي إثر مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في 2018 في قنصلية بلاده في اسطنبول ووجهت الى ولي العهد اتهامات جدية بالضلوع في جريمة بشعة أثارت الكثير من الجدل آنذاك.
كما دفعت الحرب في أوكرانيا وارتفاع أسعار الطاقة الدول الغربية إلى التقرب من السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم ومحاولة إقناعها بزيادة الإنتاج لتهدئة الأسواق.ويربط مراقبون زيارة الرئيس الأمريكي إلى الرياض مؤخرا وزيارة ابن سلمان الأخيرة إلى فرنسا وقبلها تركيا واليونان، بالسعي السعودي لتلميع صورة ولي العهد السعودي والإستفادة من ورقة الطاقة والنفط في ظلّ مايعيشه العالم من نقص فادح نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية.
وقد وضع ملف قضية خاشقجي علاقات السعودية مع حلفائها الإقليميين والغربيين على المحك .وسلطت قضية خاشقجي الضوء على الدور الهام الذي يمثله ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في البلاط الحاكم ، وهو ما زاد من الجهود الداخلية الحثيثة لإعادته إلى واجهة المشهد السياسي الدولي خاصة في الفترة الأخيرة نظرا لما يشهده العالم من أزمة طاقة نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية .
ووفق مراقبين كانت زيارة ابن سلمان إلى تركيا أيضا خطوة لتجاوز توتر العلاقات بين أنقرة والرياض اللتين تتنافسان في أكثر من ملف ساخن في المنطقة. فقد تحوّلت حادثة مقتل خاشجقي إلى قضية رأي عام دولي وتدخل فيها أكثر من بلد على الخط خاصة الدول الأوروبية التي طالما دعت إلى الحياد في التحقيقات.
وقطعت زيارة محمد بن سلمان إلى تركيا مع تبعات خانقة نتجت عن أزمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول. كما جاءت في وقت تواجه فيه كل من السعودية وتركيا على حدّ سواء رهانات وتحديات كبرى إقليميا ودوليا. وسبق أن توجه أردوغان إلى المملكة العربية السعودية في زيارة كانت بداية انفراج للأزمة بين البلدين بعد أشهر قليلة على إيقاف محاكمة سعوديين مشتبه بهم في قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي سنة 2018.
واعتبر مراقبون الزيارة آنذاك قمة مصغرة تتنزل في إطار محاولات الجانبين الاستفادة من أية انفراجة وتقارب متوقع بين البلدين في علاقة بعدة ملفات.فإلى جانب أزمة مقتل خاشقجي عانت العلاقات بين الرياض وأنقرة من فتور وصدام مستمرين نتيجة سياسة التحالفات وحرب النفوذ في المنطقة، ففي أزمة المقاطعة الخليجية لقطر -قبل المصالحة مؤخرا- كانت تركيا من الدول التي دعمت قطر سياسيا واقتصاديا باعتبار العلاقات الثنائية المتماسكة بين البلدين منذ سنوات.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115