فى 24 فيفري الماضى. وذكرت الخدمة الصحفية لمكتب المدعي العام على موقع «تلغرام»، وأوردته وكالة أنباء (يوكرنفورم) الأوكرانية، أنه «بحلول صباح اليوم 27 ماي 2022، تضرر 679 طفلا في أوكرانيا نتيجة للعدوان المسلح الروسي. وعلى وجه الخصوص، قتل 241 طفلا وأصيب 438 آخرون».
وأشار البيان إلى أن «هذه الأرقام ليست نهائية، إذ يجري العمل في مناطق القتال الفعلي في الأراضي المحتلة والمحررة مؤقتا».. موضحا أن أكبر عدد من الضحايا من الأطفال سجل في منطقة دونيتسك (151 طفلا).وأوضح أنه نتيجة القصف الروسي اليومي للأراضي الأوكرانية، تضررت 1887 مؤسسة تعليمية، 180 منها دمرت بالكامل.
«حرب شاملة ضد روسيا»
من جهته قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس الجمعة، إن الغرب أعلن حربا شاملة ضد روسيا، حيث يتم إنهاء وإلغاء كل ما هو روسي وخاصة كل ما يمثل الثقافة الروسية لدى الغرب.
وأكد لافروف - في مؤتمر صحفي - أن الولايات المتحدة وأتباعها يزيدون من دعمهم لأوكرانيا ويساهمون في زيادة تعقيد الأزمة بسبب العقوبات الكبيرة التي يفرضونها على روسيا.
وأضاف أن الشعب الأوكراني يعاني كثيرا من نظام كييف الذي يدعم مساعي النازية الجديدة، معربا عن أسفه من أن بعض الدول الغربية تشبعت بشكل غير مسبوق بالروسيافوبيا، وأن الوضع الراهن للأزمة الروسية الأوكرانية سيكون طويل الأمد.وفي السياق، أكد وزير الخارجية الروسي، أن الولايات المتحدة وأقمارها الصناعية تواصل تكثيف جهودها لاحتواء روسيا.
وقال وزير الخارجية الروسي: «كما ترون تضاعف الولايات المتحدة وأقمارها الصناعية، ثلاثة أضعاف وأربعة أضعاف الجهود لاحتواء بلدنا باستخدام مجموعة واسعة من الأدوات من العقوبات الاقتصادية الأحادية إلى الدعاية الكاذبة تماما في الفضاء الإعلامي العالمي».
وأوضح لافروف أن حالة «الخوف والفزع من روسيا» غير المسبوقة في الغرب ستستمر لفترة طويلة. وأضاف: «من المهم بشكل أساسي أن تستند السياسة الخارجية، التي وافق عليها الرئيس بوتين، إلى موافقة وطنية واسعة ودعم من القوى السياسية الرئيسية والمؤسسات التجارية العامة الرائدة في بلدنا».
وأشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تكثف جهودها لردع موسكو، من خلال فرض المزيد من العقوبات عليها وتقديم الدعم لأوكرانيا. وأضاف لافروف أنّ الغرب لا يتخلى عن محاولاته لإثارة الشجار بين شعوب الاتحاد السوفيتي السابق، وذلك باستخدام تفسيرات مغرضة ومغلوطة للتاريخ.
وحول أولويات الحكومة الروسية في الفترة الراهنة، دعا لافروف المنظمات الحكومية وغير الحكومية لبذل المزيد من الجهود لمواجهة محاولات التزوير والتلفيق ضد السياسيات الروسية، والتصدي للعقوبات الغربية فضلا عن توطيد العلاقات مع البلدان الحلفاء لروسيا.وطالب وزير الخارجية الروسي، الحكومة بضرورة تقديم العون لسكان دونباس والمدن المحررة في أوكرانيا، مؤكدا أن موسكو ستواصل دعم المواطنين في الخارج ضد ما يتعرضون له من ضغوط.
«أوقفوا الحرب»
هذا وحث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الغرب على التوقف عن العبث مع روسيا وفرض عقوبات أشد على موسكو لإنهاء «حربها العبثية» في أوكرانيا، مضيفا أن بلاده ستظل مستقلة لكن السؤال الوحيد هو بأي ثمن.
وتصاعدت انتقادات زيلينسكي للغرب في الأيام الماضية مع تحرك الاتحاد الأوروبي ببطء نحو فرض حظر محتمل على النفط الروسي ومع محاولة آلاف الجنود الروس تطويق مدينتين رئيسيتين في شرق البلاد هما سيفيرودونتسك وليسيتشانسك. وبعد مضي ثلاثة أشهر منذ غزوها أوكرانيا، تخلت روسيا عن هجومها على العاصمة كييف وتحاول إحكام سيطرتها على منطقة دونباس الشرقية الصناعية، حيث تدعم تمردا انفصاليا منذ عام 2014.
ويرى محللون عسكريون غربيون أن معركة سيفيرودونتسك وليسيتشانسك نقطة تحول محتملة في الحرب مع تحول الزخم لصالح روسيا بعد استسلام الحامية الأوكرانية في ماريوبول الأسبوع الماضي.
وقال زيلينسكي في كلمة في وقت متأخر الليلة الماضية «ستظل أوكرانيا دولة مستقلة ولن تُهزم. السؤال الوحيد هو ما الثمن الذي سيتعين على شعبنا دفعه مقابل حريته، وما هو الثمن الذي ستدفعه روسيا مقابل هذه الحرب العبثية ضدنا».
وأضاف «ما زال بالإمكان وقف الأحداث الكارثية إذا تعامل العالم مع الوضع في أوكرانيا كما لو كان هو من يواجه الموقف نفسه، إذا لم تعبث القوى مع روسيا وضغطت بالفعل لإنهاء الحرب’’.واشتكى زيلينسكي من الخلافات داخل الاتحاد الأوروبي حول فرض المزيد من العقوبات على روسيا وتساءل عن سبب السماح لبعض الدول بعرقلة الخطة.
ويناقش الاتحاد الأوروبي جولة سادسة من الإجراءات العقابية تشمل فرض حظر على واردات النفط الروسية. وتتطلب الخطوة إجماع الدول الأعضاء لكن المجر تعارض الفكرة في الوقت الراهن على أساس أن اقتصادها سيعاني كثيرا.
وقال مسؤول مجري إن بلاده تحتاج إلى ما بين ثلاث سنوات ونصف وأربع سنوات للاستغناء عن الخام الروسي وتنفيذ استثمارات ضخمة لإدخال تعديلات على اقتصادها، وإلى حين يتم التوصل لاتفاق بشأن جميع القضايا، فإنها لن تستطيع تأييد حظر النفط المقترح من الاتحاد الأوروبي.
وقال زيلينسكي إن روسيا تحصل على مليار يورو يوميا من التكتل المؤلف من 27 دولة مقابل إمدادات الطاقة.وأضاف «الضغط على روسيا مسألة تتعلق حرفيا بإنقاذ الأرواح. وكل يوم من المماطلة أو الضعف أو النزاعات المختلفة أو الاقتراحات ’لتهدئة’ المعتدي على حساب الضحية يعني فقط مقتل المزيد من الأوكرانيين».
تأتي تصريحات زيلينسكي في ثاني يوم على التوالي يوجه فيه انتقادات حادة لنهج العالم في التعامل مع الحرب.فقد انتقد بشدة تلميحات بأن على كييف تقديم تنازلات من أجل إحلال السلام، قائلا إنّ الفكرة تشبه محاولات استرضاء ألمانيا النازية في عام 1938.وربما تشهد قمة الاتحاد الأوروبي يومي 30 و31 ماي انقسامات بين الأعضاء الذين يميلون للتشدد مع روسيا ومن يدعون إلى وقف إطلاق النار.
تقدم القوات الروسية
قال الجيش الأوكراني إن القوات الروسية شنت هجوما من ثلاث جهات في محاولة لتطويق القوات الأوكرانية في سيفيرودونتسك وليسيتشانسك أول أمس الخميس. وإذا سقطت المدينتان اللتان تقعان على ضفتي نهر سيفيرسكي دونيتس، فستكون منطقة لوجانسك في إقليم دونباس قد سقطت بالكامل تقريبا في أيدي الروس.
وتَعزّز تقدم الروس في دونباس بقصف مدفعي مكثف. وقال الجيش الأوكراني إن 50 بلدة في إقليمي دونيتسك ولوجانسك تعرضت للقصف أول أمس الخميس.
وقال سيرهي جايداي حاكم لوجانسك إن خمسة مدنيين قتلوا في سيفيرودونتسك خلال 24 ساعة.وأضاف أمس الأول الخميس أن نحو 150 شخصا دفنوا في مقبرة جماعية بإحدى مناطق ليسيتشانسك، بعد أن تعذر على العائلات جمع الجثث ودفنها بشكل فردي. وتقول روسيا إنها لا تستهدف المدنيين.
وطالب قائد القوات المسلحة الأوكرانية، فاليري زالوجني، عبر موقع تيليجرام بمزيد من الأسلحة الغربية خصوصا «الأسلحة التي ستسمح لنا بضرب العدو من مسافة بعيدة».
خطر التصعيد
زودت الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى مثل مدافع الهاوتزر إم777 من واشنطن وصواريخ هاربون المضادة للسفن من الدنمرك.
وقال مسؤولون أمريكيون ودبلوماسيون لرويترز إن واشنطن تدرس تزويد كييف بمنظومة صاروخية يمكن أن يصل مداها إلى مئات الكيلومترات وإنها تبحث مع كييف خطر التصعيد إذا ما قصفت أماكن في العمق الروسي.
وذكر مسؤول أمريكي طالبا عدم نشر اسمه «لدينا مخاوف حيال التصعيد ومع ذلك لا نريد وضع حدود جغرافية أو تقييد أيديهم بشدة بالأشياء التي نقدمها لهم».
وتصف روسيا خطواتها بأنها «عملية خاصة» لنزع سلاح أوكرانيا وحمايتها من الفاشيين. وتقول أوكرانيا والغرب إن المزاعم المتعلقة بالفاشية لا أساس لها من الصحة وإن الحرب عمل عدواني بلا مبرر.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن موسكو تتوقع أن تقبل أوكرانيا مطالبها في أي محادثات سلام مستقبلية. وتريد موسكو أن تعترف كييف بالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم التي احتلتها عام 2014، واستقلال الأراضي التي يطالب بها الانفصاليون.