الكرملين يرفض قرار محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم الروسي على أوكرانيا

رفض الكرملين الخميس أمس قرار محكمة العدل الدولية وهي أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة، الأمر والذي طالبت فيه روسيا بوقف عملياتها العسكرية في أوكرانيا على الفور.

وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين «لن نتمكن من أخذ هذا القرار بعين الاعتبار» مؤكدا أنه ينبغي للجانبين، روسيا وأوكرانيا، الاتفاق على إمكانية تنفيذه. وأوضح أنه «في هذه الحال، لا يمكن التوصل إلى أي اتفاق’’.
وكانت محكمة العدل الدولية أمرت أمس الأول روسيا بـ»تعليق» غزوها لأوكرانيا، معربة عن «قلقها العميق» حيال استخدام موسكو للقوة. وصدر الحكم بناء على طلب عاجل قدمته أوكرانيا بعد أيام من بدء الغزو الروسي في 24 فيفري.وقال بيسكوف إن وفد موسكو إلى المحادثات مع كييف لإنهاء القتال «أظهر استعدادا أكبر بكثير من نظرائنا، للتفاوض»..
مجرم حرب
من جهته قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف للمشرعين في الاتحاد الأوروبي إنه ينبغي عليهم تصنيف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مجرم حرب بعد أن غزت روسيا أوكرانيا.وتحدث ريزنيكوف عبر رابط فيديو قائلا «أناشد جميع أعضاء الهيئة البرلمانية الأوروبية تصنيف بوتين مجرم حرب». واستشهد بأمثلة منها ما قال إنها ضربة جوية روسية أمس الأربعاء لمسرح كان يأوي 1200 امرأة وطفل على حد قوله.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن وصف بوتين أمس بأنه مجرم حرب في تصريحات قال الكرملين إنها «لا تغتفر». ونفت روسيا استهداف المدنيين وقالت وزارة الدفاع في موسكو أمس الأول الأربعاء إنها لم تهاجم المسرح.ولم يبلغ الاتحاد الأوروبي هذا الحد الذي وصله بايدن. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في العاشر من مارس إن قصف مستشفى للولادة في جنوب أوكرانيا ربما يشكل جريمة حرب.
روسيا تحذر أمريكا
في نفس السياق حذرت روسيا أمس الخميس الولايات المتحدة من أن لديها القدرة على وقف القوة العظمى الأولى في العالم عند حدها واتهمت الغرب بتأجيج مؤامرة شرسة معادية للروس.
وقال دميتري ميدفيديف، الذي تولى الرئاسة من 2008 إلى 2012، ويشغل الآن منصب نائب الأمين العام لمجلس الأمن الروسي، إن الولايات المتحدة أججت حالة رهاب من روسيا «مثيرة للاشمئزاز» في محاولة لتركيع موسكو.وقال ميدفيديف «لن تنجح (المؤامرة).. روسيا قادرة على وضع كل أعدائنا المتهورين في مكانهم».
ومنذ غزت روسيا أوكرانيا في 24 فيفري أخذت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون والآسيويون في فرض عقوبات على القادة والشركات ورجال الأعمال الروس وأبعدوا روسيا عن معظم منظومة الاقتصاد العالمي.
ويقول الرئيس فلاديمير بوتين إنه يعتبر ما اسماه بالعملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا ضرورية لأن الولايات المتحدة كانت تستخدم أوكرانيا في تهديد بلاده وبالتالي كان يتعين على موسكو التصدي «للإبادة الجماعية» التي ترتكبها كييف بحق الناطقين بالروسية.وتقول أوكرانيا إنها تدافع عن وجودها وإن مزاعم بوتين عن الإبادة الجماعية مجرد هراء. ويؤكد الغرب أن مزاعم رغبته في تمزيق روسيا محض خيال.
تقييمات استخباراتية أمريكية
ميدانيا قدرت تقييمات استخباراتية أمريكية خسائر الجيش الروسي في العمليات العسكرية ضد أوكرانيا بأكثر من سبعة آلاف جندي منذ بدء الهجوم في 24 فيفري الماضي.
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن هذا العدد من الجنود الروس يزيد على عدد الجنود الأمريكيين الذين قتلوا في العراق وأفغانستان على مدار أكثر من 20 عاما. ويقول مسؤولون أمريكيون إن هذا الرقم مذهل وتم الوصول إليه في ثلاثة أسابيع فقط من القتال، مع ما يترتب على ذلك من آثار على الفعالية القتالية للوحدات الروسية، بما في ذلك الجنود في تشكيلات الدبابات، وفقا للصحيفة.
ويقول مسؤولو وزارة الدفاع الأمريكية إن معدل ضحايا تبلغ نسبته 10% ، بما يشمل القتلى والجرحى، لوحدة واحدة يجعلها غير قادرة على تنفيذ المهام المتعلقة بالقتال.ومع مشاركة أكثر من 150 ألف جندي روسي الآن في الحرب بأوكرانيا، فإن الخسائر الروسية، بما في ذلك ما يقدر بنحو 14 ألف إلى 21 ألف جريح، تقترب من هذا المستوى، بحسب نيويورك تايمز.كما خسر الجيش الروسي ثلاثة جنرالات على الأقل في المعركة، وفقا لمسؤولين أوكرانيين وروس ومن حلف شمال الأطلسي.
مشروع قرار روسي حول الوضع الإنساني
في نفس السياق ذكر دبلوماسيون أن مجلس الأمن الدولي قد يصوت اليوم الجمعة على مشروع قرار روسي حول الجانب «الإنساني» في أوكرانيا بعدما طلبت موسكو إرجاءه، مشيرين إلى أن النص قد يسقط نهائيا في غياب دعم كاف من أقرب حلفاء روسيا.
من جهتها، طلبت دول غربية عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي حول أوكرانيا مساء الخميس، على خلفية تدهور الأوضاع الإنسانية في البلاد، حسبما ذكرت مصادر دبلوماسية.في الوقت نفسه، قالت مصادر دبلوماسية أخرى إن مناقشات تجري ليلقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خطابا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل أن يتم التصويت على قرار بشأن المساعدات الإنسانية «قريبا جدا».
وكانت روسيا طرحت مشروع قرارها في مجلس الأمن الدولي الأربعاء وطلبت إجراء تصويت في اليوم نفسه قبل أن تغير رأيها، وتطلب التصويت بعد ظهر الخميس.وقال نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي لوكالة «فرانس براس» إن الهدف الآن أصبح «صباح الجمعة».
وصرح دبلوماسي طالبا عدم كشف هويته أن التصويت قد يجري الجمعة ما لم يتم تأجيله «إلى أجل غير مسمى»، ملمحا إلى أن «مشاورات» جرت أمس و»لم تذهب بعيدا».وأضاف أن «الروس ليسوا متأكدين من حصولهم على الحد الأدنى من الدعم» الذي يأملون فيه، في إشارة ضمنية إلى دولتين كبيرتين في مجلس الأمن هما الصين والهند.
وكانت هاتان الدولتان امتنعتا في 25 فيفري عن التصويت على قرار أميركي ألباني يدين «العدوان» على أوكرانيا، وهو نص رفضته موسكو. وكان امتناع الصين عن التصويت لافتا لأنها كان يمكنها التصويت ضد القرار.ويمكن أن تصوت الدول الإفريقية الثلاث في المجلس «ضد» القرار الروسي الذي يفترض أنه يدافع عن المساعدات الإنسانية ويدين الهجمات ضد المدنيين في أوكرانيا، لتنضم بذلك إلى الدول الغربية الست الأخرى، ما سيزيد من عزلة موسكو.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115