بعد أسبوعين من اندلاعها: خسائر الحرب الروسية الأوكرانية .. التكلفة الباهظة يدفعها المدنيون

سجّلت الحرب الروسية الأوكرانية بعد أسبوعين من اندلاعها أرقاما غير مسبوقة من الضحايا ومن الخسائر البشرية والماديّة وذلك في أخطر مرحلة يعيشها العالم منذ الحرب العالمية الثانية.

ورغم الإستنفار الدولي ومحاولات إنقاذ ما يمكن إنقاذه في أوكرانيا من مدنيين وبنية تحتية واقتصاد، يرى مراقبون أنّ مايحصل من تطوّرات دراميتيكة ومتسارعة ستكون له تأثيرات مؤلمة على الصعيد الإنساني وعلى صعيد البينة التحتية .
وفق تقارير رسمية تمّ تسجيل أعداد مرتفعة من القتلى والجرحى واللاجئين والنازحين في مناطق الصراع، وذلك رغم أنّ البيانات غير دقيقة نظرا لتأثيرات الحرب الراهنة ومن المؤكد أن الخسائر المسجلة فادحة للجانبين الروسي والأوكراني. وفق تقارير ورغم شح المعلومات فإنه في الحصيلة الروسية الرسمية الوحيدة المتاحة والتي نُشرت في 2 مارس، فقد أعلنت موسكو عن مقتل 498 من عسكرييها وإصابة 1597 آخرين، ومن المرجح أن تكون هذه الأعداد أقل من الواقع وفق ما صرحت به بعض وسئل الإعلام الغربية إذ قدرت أمريكا وفق تصريح صادر عن ‹›البنتاغون›› سقوط عن بين ألفين وأربعة آلاف قتيل في صفوف الجيش الروسي في أوكرانيا وذلك مانفاه الكرملين. في حين لم تقدّم كييف، من جانبها، تقييما لخسائرها فيما قالت موسكو في مطلع مارس أنّ 2800 جنديا أوكرانيا قتلوا.
على صعيد الخسائر التي طالت المعدات العسكرية للجانبين أظهرت حصيلة الخسائر الروسية التي أوردتها وزارة الدفاع الأوكرانية - ربما بالغت فيها وهي أرقام غير دقيقة - تدمير 81 مروحية و317 دبابة وألف مدرعة و 120 قطعة مدفعية و28 مركبة دفاع جوي و 56 منصة إطلاق صواريخ (طراز غراد) و60 شاحنة و7 طائرات مسيرة عملياتية وثلاث سفن.

لكن موقع oryxspioenkop.com الذي يشير فقط إلى الخسائر المادية الأوكرانية والروسية الموثقة بصريا في ساحة المعركة (مدعومة بالصور أو الفيديو)، خسرت روسيا 151 دبابة وحوالي 300 مدرعة و10 طائرات مقاتلة و11 مروحية، مقابل 46 دبابة وأقل من مائة دبابة و5 مقاتلات وسفينتين للأوكرانيين.

وضع إنساني صعب
وقال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي.آي.ايه» وليام بيرنز إنه «من المرجح» أن يقوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «بمضاعفة جهوده ويحاول سحق الجيش الأوكراني دون الاكتراث إلى الخسائر البشرية››.كما وصف رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز ما يحصل بـ«جريمة حرب» من ذلك قصف القوات الروسية لمستشفيات في أوكرانيا بينها مركز للتوليد في ماريوبول أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص بينهم فتاة وجرح 17 آخرين.وقال سانشيز خلال زيارة لمركز استقبال للاجئين أوكرانيين في بوتسويلو دي ألاركون قرب مدريد «نرى أنهم يقصفون مستشفيات».
وأدانت المفوضية الأوروبية، أمس الجمعة، قصف مستشفى ولادة وأطفال في مدينة «ماريوبول» الأوكرانية، موضحة أن هذا القصف هو الأحدث في سلسلة الفظائع المرتكبة ضد الأطفال، وجددت دعوتها لحماية الأطفال في أوكرانيا.وذكرت المفوضية - في بيان نشرته عبر موقعها الرسمي حول هذا الشأن - «لكل طفل الحق في أن يكبر في بيئة سلمية وآمنة، وأن يتعلم ويكون لديه آفاق لمستقبل أفضل، ويجب أن يكون الأطفال في أوكرانيا في المدارس والملاعب، وبدلاً من ذلك، نجدهم محاصرين في ملاجئ هرباً من القنابل، ويتعرضون لخوف ورعب لا يمكن تصوره، والصواريخ الروسية تحلق فوق رؤوسهم، وقد عانى الآلاف من أولئك الذين يعيشون في شرق أوكرانيا بالفعل من هذه المعاناة منذ عام 2014».

ويخشى العالم والمنظمات الحقوقية من خسائر فادحة في الأرواح في وقت يبدو فيه سيناريو التهدئة بعيدا مع فشل المفاوضات والمشاورات الدائرة بوساطة بعض الدول . وتبقى معضلة الوضع الإنساني في حالة الحروب من أكثر المعضلات تعقيدا في كل مناطق التوتر سواء في أوروبا أو في الشرق الأوسط، وما تحمله من نتائج خطيرة جدا على المدنيين العزل وعلى الواقع الصحي والإقتصادي على حد سواء نظرا للتكلفة الباهظة التي تخلفها المواجهات العسكرية . وفي نفس السياق أعلنت وكالة الهجرة أن 2,5 مليون شخص فروا من أوكرانيا الى حد الآن ومن المرجح أن تصل إلى حدود 5 ملايين .
وفي إحاطة أمام مجلس الأمن، حدد وكيل الشؤون الإنسانية، مارتن غريفيثس، أولويات لتجنب معاناة ومأساة المدنيين في منطقة الحرب الأوكرامية، من بينها إنشاء نظام تواصل مستمر مع أطراف النزاع وضمانات، لتمكين إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين إليها.
وفي كلمته، قال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيثس، إن المنظمات الإنسانية أسرعت في العمل منذ الأسابيع التي سبقت الهجوم العسكري على أوكرانيا.
ويبذل المجتمع الدولي جهودا كبيرة لإحتواء أزمة النازحين واللاجئين وتخفيف معاناة من شردوا من منازلهم وسط دعوات لضرورة وقف إطلاق النار ووقف الحرب تجنبا لسقوط مزيد من الضحايا الأبرياء. وفي وقت تسير فيه مفاوضات وقف إطلاق النار بنسق بطيء إذ وافقت روسيا على هدنة بيومين بينما يعول المجتمع الدولي على وقف دائم لإطلاق النار بما يضمن إنقاذ أرواح الأبرياء وتجنب تكاليف باهظة لهذه الحرب.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115