أكثر من 1.5 مليون لاجئ حاليا.. سيصل العدد إلى 5 ملايين: الحرب الروسية الأوكرانية تُنبئ بأزمة إنسانية هي الأخطر منذ الحرب العالمية الثانية

أثارت موجة اللاجئين والتي خلفتها الحرب الروسية الأوكرانية مخاوف دولية وقلقا متزايدا حول مصير ملايين الفارين من مناطق الصراع .

ولئن قالت وزارة الدفاع الروسية بأن الجيش الروسي سيوقف إطلاق النار ويفتح ممرات آمنة للأغراض الإنسانية في عدة مدن أوكرانية منها العاصمة كييف ،إلا أن التوتر لازال مستمرا مع التساؤل حول مدى التزام موسكو بقرارها كذلك على صعيد مدى جاهزية الدول المستقبلة للتكفل بأعداد غير مسبوقة من اللاجئين الأوكرانيين الفارين من أرض الحرب.
سيتم ووفق الكرملين فتح الممرات من مدن خاركيف وماريوبول وسومي . وتأتي الموافقة الروسية بعد مباحثات مضنية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون وذلك بسسب الأوضاع الإنسانية الكارثية في تلك المناطق.ووفق الإعلام الغربي سيبدأ الممر من كييف إلى روسيا البيضاء، ولن يكون أمام المدنيين من خاركيف سوى ممر يؤدي إلى روسيا. وستؤدي الممرات من ماريوبول وسومي إلى مدن أوكرانية أخرى وإلى روسيا.
وقالت الخارجية الروسية إنه سيكون بوسع المغادرين لكييف السفر جوا إلى روسيا مشيرة إلى أنها ستستخدم طائرات مسيرة لمراقبة عملية الإجلاء ولإثبات أن «محاولات الجانب الأوكراني لخداع روسيا والعالم المتحضر بأسره.. غير مجدية هذه المرة».
ولعلّ مرد القلق من عدم نجاح عمليات الإجلاء اتهامات متبادلة بين الجانبين الروسي والأوكراني حول خروقات شابت وقفا لإطلاق النار ، مما أدى إلى فشل عمليات إجلاء سابقة من ماريوبول ومدينة فولنوفاخا المجاورة خلال اليومين الماضيين.
مخاوف أوروبية
منذ بداية الهجوم العسكري الروسي يوم 24 فيفري المنقضي ، دق الغرب ناقوس الخطر ودعت أغلب الدول مواطنيها إلى مغادرة الأراضي الأوكرانية والروسية . وقامت أغلب الدول بعمليات إجلاء لمواطنيها لكن أعداد النازحين فاقت المتوقع حيث ارتفعت تحرّكات اللاجئين نحو الدول المجاورة لأوكرانيا خاصة نحو بولونيا .
من جهتها أعلنت المفوضية الأوروبية استعدادها لتقديم الدعم الاقتصادي لبولندا عند الحاجة، وتوفير المساعدة لوكالة الاتحاد الأوروبي للجوء وللشرطة الأوروبية (يوروبول) وللوكالة الأوروبية للحدود (فرونتكس).وأعلنت بولونيا التي تتشارك في حدود طويلة مع أوكرانيا يعيش فيها أكثر من مليون أوكراني، عن دعمها لجارتها الشرقية ورغبتها في المساعدة. كما قررت المجر نقل قوات إلى حدودها مع أوكرانيا نظرا لتدفق أعداد كبيرة من اللاجئين الفارين حسبما أفادت وكالة «إم تي آي».من جهتها، حذّرت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة من أنّ النزاع بين روسيا وأوكرانيا قد يؤدّي إلى «أزمة لاجئين جديدة» مع «ما يصل إلى خمسة ملايين شخص إضافي مهجّرين».
وقالت توماس-غرينفيلد أنّه «إذا استمرّت روسيا في هذا الطريق فقد تتسبّب، وفقاً لتقديراتنا، بأزمة لاجئين جديدة، ستكون من بين الأكبر التي يواجهها العالم اليوم، مع ما يصل إلى خمسة ملايين شخص إضافي مهجّرين بسبب الحرب التي اختارتها روسيا والضغط الذي تمارسه على جيران أوكرانيا».
وقال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الإثنين، انه يتوقع مغادرة قرابة 5 ملايين شخص، أوكرانيا بسبب التدخل العسكري الروسي.جاء ذلك في تصريحات أدلى بها، قبيل اجتماع وزراء التنمية في دول الاتحاد الأوروبي، في مدينة مونبلييه الفرنسية.وأوضح أنه يتوقع مغادرة قرابة 5 ملايين شخص لأوكرانيا، مشدداً على ضرورة القيام بالتحضيرات اللازمة في هذا الخصوص.
ملايين اللاجئين
استمرت التحذيرات الدولية يوم أمس حيث قالت الأمم المتحدة أن عدد الفارّين من الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا تجاوز 1,5 مليون، مما خلق «أزمة لجوء تعد الأسرع تفاقمًا» في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، على «تويتر»: «عبر أكثر من 1,5 مليون لاجئ من أوكرانيا إلى الدول المجاورة خلال عشرة أيام، في أزمة لجوء تعد الأسرع تفاقمًا في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية».
وبحسب معطيات الأمم المتحدة، عبر أكثر من نصف اللاجئين الأوكرانيين إلى بولونيا منذ اندلاع شرارة الحرب.وتأتي المجر، ومولدوفا، وسلوفاكيا، ورومانيا بالترتيب، بعد بولونيا من حيث الدول الأكثر استقبالاً للاجئين الأوكرانيين في أوروبا في الوقت الراهن.
يوم أمس طالبت رئيسة حكومة مولدافيا، ناتاليا غافريليتا، الولايات المتحدة بتزويدها بمزيد من المساعدات الإنسانية لبلادها من أجل استقبال اللاجئين، والذين وصل عددهم الآن إلى 120 ألف شخص تقريبًا.وأبلغت غافريليتا وزير الخارجية الأمربكي أنتوني بلينكن خلال زيارته لمولدوفا وهي إحدى أفقر الدول الأوروبية والتي تضمّ نحو 2,6 مليون نسمة فقط، بأن استقبال أعداد من اللاجئين على أراضيها يفوق طاقتها.
كما خلفت أزمة اللجوء التي أثارت قلقا سياسيا واقتصاديا لدى الحكومات الغربية جدلا إعلاميا واسع النطاق وخطابا عنصريا ومقارنات بين أصول اللاجئين الأوكرانية واختلافهم -وفق الإعلام الغربي- عن اللاجئين من الشرق الأوسط في خطوة اعتبرها مراقبون سقوطا أخلاقيا .
وفي سياق مناقشة الأزمة الراهنة وتداعيات موجة اللاجئين اجتمع مجلس الأمن الدولي بشكل طارئ مجددا في وقت متأخر أمس الاثنين (على الساعة 20:00 ت غ) للبحث في الأزمة الإنسانية التي تسبب فيها الغزو الروسي لأوكرانيا، بناء على طلب الولايات المتحدة وألبانيا، حسب ما قالت مصادر دبلوماسية .وتلي هذه الجلسة العامة، مشاورات مغلقة بين أعضاء مجلس الأمن الـ15 بناء على طلب المكسيك وفرنسا لمناقشة مشروع قرار محتمل، حسب ما قال دبلوماسي لوكالة الصحافة الفرنسية طالبا عدم كشف اسمه.
تم اقتراح هذه المشاورات من جانب المكسيك وفرنسا اللتين تقفان وراء مشروع قرار يدعو إلى إنهاء الأعمال العدائية في أوكرانيا وتدفق المساعدات الإنسانية بدون عوائق وإلى توفير حماية للمدنيين.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115