بعد اندلاع حرب روسية أوكرانية..تايوان تستنفر: هل يحذو التنين الصيني حذو الدب الروسي ؟

تثير الحرب الروسية الأوكرانية علاوة على المخاوف من اندلاع حرب عالمية ثالثة خشية متزايدة من اندلاع صراع مسلح في جبهة جديدة تتعلق بغزو صيني

محتمل لتايوان في ظل صراع دائر بين الطرفين منذ عقود طويلة. وتعتبر الصين عدوا تقليديا للولايات المتحدة الأمريكية اقتصاديا وسياسيا ،وقد باتت قضية تايوان بدورها في قلب الحرب غير المعلنة بين بكين وواشنطن .
رافق التصعيد العسكري في أوكرانيا وما تبعه من تنديد دولي وقلق من توسع رقعة النزاع الدائر، استنفار في تايوان إذ يتمثل أصل الصراع الصيني التايواني في أن بكين تعتبر تايوان مقاطعة متمردة انشقت عنها يجب إعادتها إلى البر الصيني في كل الإحتمالات، فيما يختلف الكثير من التايوانيين مع وجهة نظر بكين، إذ أنهم يرون أن لديهم أمة منفصلة ودولة مستقلة، سواء أتم إعلان استقلالها رسميا أم لا. هذا الخلاف بين الصين وتايوان رافقه دعم أمريكي وغربي غير مسبوق خصوصا في الآونة الأخيرة وهو ما يفسره مراقبون بحرب الضغوطات بين الجانبين إذ يعد أصل الخلاف بين واشنطن وبكين إقتصاديا تجاريا بالأساس حول الزعامة الإقتصادية للعالم إلا أن قضية تايوان كانت دائما ورقة ضغط الصين من خلال دعمها سياسيا وأحيانا لوجستيا وحقوقيا.
وتعتبر الصين تايوان خطا أحمر يمس بشكل مباشر من أمنها الداخلي واستقرارها الأمني والسياسي إذ قال رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ إن الحكومة تعارض بشدة أي أنشطة انفصالية تسعى إلى استقلال تايوان أو أي تدخل خارجي.وقال في تقرير عمل بمناسبة افتتاح الاجتماع السنوي للبرلمان الصيني «سنعزز النمو السلمي للعلاقات عبر مضيق تايوان وإعادة توحيد الصين».

وأكد أن الحكومة ستحمي سيادة البلاد وأمنها ومصالحها التنموية وستبني نظاما حديثا لإدارة الأسلحة والمعدات.وأضاف لي في تقرير عمل بمناسبة افتتاح الاجتماع السنوي للبرلمان الصيني إنه يتعين على الحكومة على جميع المستويات تقديم دعم قوي لتطوير الدفاع القومي والقوات المسلحة.
وفي سياق تطورات المشهد الدولي الراهن واندلاع الحرب بين موسكو وكييف وفي ظل مستويات التعاون الكبير بين روسيا والصين والتي توسعت بشكل كبير خلال العقد الأخير ،يرى مراقبون أن التنين الصيني قد يكون في وضع مراقبة حذرة لتداعيات أي خطوة عسكرية محتملة للسيطرة على تايوان . ومنذ إعلان موسكو عن دخولها إلى التراب الأوكراني أعلنت حكومة تايون عن حالة استنفار من الدرجة الأولى في البلاد وذلك نتيجة توفر عوامل حدوث غزو صيني لأراضيها على غرار السيناريو الروسي الأوكراني.

سيناريو جديد في تايوان ؟
ولعل التساؤل الملح الآن يتعلق بمدى جدية الصين في التوجه نحو السيناريو العسكري واحتمالات اتخاذ مثل هذه الخطوة الخطيرة .وخلال السنوات القليلة الماضية بدأت الصين في تصعيد لهجتها في ما يتعلق بتايوان وقد أخذت تجري تدريبات عسكرية وطلعات جوية مكثفة تخترق المجال الجوي للجزيرة مع اتخاذ خطوات عدوانية تجاه أي دولة تقيم علاقات من أي نوع مع تايوان.
وقال المكتب الرئاسي في تايوان، في الأسبوع الماضي، إن الجيش يواصل تعزيز عمليات الاستطلاع والمراقبة، مضيفاً أن السلام والاستقرار الإقليمي «مسؤولية مشتركة بين كل الأطراف››.
«كل الوحدات العسكرية مستمرة في متابعة الوضع في أوكرانيا والتحركات في مضيق تايوان عن كثب ومستمرة في تعزيز الاستطلاعات والمراقبة المشتركة وتزيد تدريجياً من مستوى الاستعداد القتالي رداً على العلامات والتهديدات المختلفة، وذلك للرد بفاعلية على المواقف المختلفة».وشكلت رئيسة تايوان تساي إنغ-وين مجموعة عمل ضمن مجلس الأمن القومي لتايوان لمتابعة الأزمة الأوكرانية. إذ لاشك أنّ للهجوم الروسي على أوكرانيا تداعيات سلبية هائلة لا فقط على جانبي الصراع بل تصل تأثيراته الى الدول الأوروبية وباقي دول العالم بدرجات متفاوتة اقتصاديا أو جيوسياسيا . ولئن يرى البعض أنّ الأزمة الراهنة بين موسكو وكييف هي التهديد الأكبر حاليا ، يرى البعض الآخر أنّ انعكاسات هذه الأزمة على أزمة تايوان التي تعد أزمتها أزمة مماثلة مما يجعل من المخاوف أكبر وأكثر خطورة.
ويؤكد الرئيس الصيني شي جين بينغ دوما أن» بكين ستعيد الجزيرة إلى السيادة الصينية بالقوة إن لزم الأمر». وهذا مايؤكد أن سيناريو التدخل العسكري يبقى واردا بشدة . وبينما لم يصدر عن الصين تأييد لسيناريوهات اقتحام روسيا لأوكرانيا، إلا أن بكين عبرت بشكل واضح عن تبنيها الموقف الروسي نفسه الرافض لتمدد حلف الناتو، عبر بيان مشترك بعد لقاء جمع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الصيني شي جين بينغ على هامش افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115