فيما روسيا تستعد لمناورات عسكرية في البحر الأسود: أوكرانيا تعتبر أن «التحلي بالهدوء مهم للغاية» في وجه التهديد الروسي

حثت أوكرانيا امس السبت مواطنيها على التحلي بالهدوء وعدم الاستسلام للهلع في وجه المخاوف المتزايدة من أن تكون روسيا تستعد لغزو جارتها.

ويأتي هذا النداء غداة دعوة الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية، مواطنيها إلى مغادرة أوكرانيا فورا بسبب تزايد التهديد بحصول هجوم روسي كبير يستهدف الجمهورية السوفياتية السابقة.
وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان «في هذه المرحلة من المهم للغاية التحلي بالهدوء وتعزيز البلاد داخليا وتجنب التصرفات التي تزعزع استقرار الوضع وتزرع الذعر».
واول امس زادت واشنطن المخاوف من أن روسيا يمكن أن تشن هجوما «في أي يوم اعتبارا من الآن». وتكهنت بعض وسائل الإعلام أن يبدأ التوغل بعد وقت قصير على إنهاء المستشار الألماني أولاف شولتس محادثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو الثلاثاء.
منذ اندلاع الأزمة تسعى كييف لتخفيف حدة التحذيرات الصادرة عن واشنطن.
وتخشى الحكومة الأوكرانية من أن تضعف التصريحات الأمريكية معنويات الرأي العام وتضر بالاقتصاد المتعثر، من خلال شل الأنشطة التجارية.
وقالت وزارة الخارجية إن «القوات المسلحة الأوكرانية تراقب الوضع باستمرار وهي مستعدة للتصدي لأي تعد على وحدة أراضيها وسيادتها».
أضافت «الدبلوماسيون الأوكرانيون على اتصال دائم مع جميع الشركاء الرئيسيين، ويتلقون بسرعة المعلومات اللازمة لإعداد رد في الوقت المناسب».
مناورات روسية
الى ذلك، قالت وزارة الدفاع الروسية، إن أكثر من 30 سفينة حربية تابعة لقواتها البحرية دخلت البحر الأسود بهدف إجراء مناورات عسكرية.
وأوضحت الوزارة في بيان، امس السبت، إن أكثر من 30 سفينة انطلقت من مينائي «سيفاستوبول»، و»نوفوروسيسك» متجهة نحو البحر الأسود للمشاركة في مناورات عسكرية.
وكانت الوزارة، أفادت في 20 جانفي الماضي، أنها ستجري سلسلة مناورات عسكرية بمشاركة 10 آلاف جندي، و140 سفينة، و60 طائرة.
وتتهم الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، روسيا بحشد قوات قرب الحدود الأوكرانية، وهددت واشنطن بفرض عقوبات على موسكو إذا شنت هجوما على أوكرانيا.
وترفض روسيا الاتهامات بشأن تحركات قواتها داخل أراضيها، وتنفي وجود أي خطط عدوانية لديها تجاه أوكرانيا.
الدبلوماسيون الروس يبدؤون في مغادرة أوكرانيا
على صعيد متصل، أفادت وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية بإن دبلوماسيين وموظفين قنصليين روس بدأوا بمغادرة أوكرانيا. ونقلت الوكالة عن مصدر مطلع (لم تسمه) قوله: «بدأ الدبلوماسيون الروس وموظفو القنصلية في أوكرانيا في المغادرة إلى روسيا». وبحسب المصدر: «على خلفية الإخلاء الذي أعلنته رسميًا عدد من الدول الغربية، فإن هذا يشير إلى أن موسكو قررت السير على نفس المنوال».
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في وقت سابق، أن روسيا قد تتخذ قرارا بشأن الإجلاء المؤقت للموظفين غير الأساسيين في البعثة الدبلوماسية.
وسبق أن أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وأستراليا عن خطط لإجلاء جزء من موظفي سفارتها بسبب التصعيد الروسي الذي تنفيه موسكو.
كما حثت دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وكندا والولايات المتحدة رعاياها لمغادرة أوكرانيا.
بلينكن يعتزم التواصل مع لافروف
الى ذلك، أعلن وزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكن، أنه ينوي إجراء مكالمة هاتفية، امس السبت، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، بشأن الأزمة الأوكرانية. وقال بلينكن، في مؤتمر صحفي، عقده في فيجي، إنه سيؤكد خلال مكالمة، اليوم، مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، «وحدة وتصميم الحلفاء» في موقفهم من الوضع في أوكرانيا.
وأضاف أن الولايات المتحدة لا تزال ترى «مؤشرات مقلقة جدا لتصعيد روسي، منها وصول قوات جديدة إلى حدود أوكرانيا»، بحسب ما نقلت وكالة بلومبيرغ الأمريكية. وكرر بلينكن تهديده بأن واشنطن وحلفاءها سيفرضون على وجه السرعة عقوبات اقتصادية قاسية على موسكو في حال «غزوها» أوكرانيا.
و أعلن متحدث الرئاسة الروسية «الكرملين» دميتري بيسكوف، أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي جو بايدن يعتزمان إجراء اتصال هاتفي مساء السبت.
تحذيرات امريكية
يشار الى ان واشنطن كانت قد اعلنت أنّ روسيا قد تغزو أوكرانيا «في أيّ وقت» خلال الأيّام المقبلة، في وقت بلغت الجهود الدبلوماسية الأوروبية بشأن الصراع في هذا البلد طريقا مسدودا وفق ما أعلن الجمعة المشاركون فيها.
وحذّر البيت الأبيض الجمعة من أنّ غزواً عسكرياً روسياً لأوكرانيا تتخلّله حملة غارات جوية و»هجوم خاطف» على كييف، بات «احتمالاً فعلياً جداً» خلال الأيام المقبلة، داعياً الأمريكيين إلى مغادرة هذا البلد «خلال 24 إلى 48 ساعة». وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جايك ساليفان «لا نزال نرى مؤشّرات إلى تصعيد روسي، ويشمل ذلك وصول قوات جديدة إلى الحدود الأوكرانية».
وأضاف أنّ هذا الغزو يمكن «أن يحصل في أيّ وقت»، حتّى قبل موعد انتهاء الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين في العشرين من فيفري.
على وقع هذا التوتر البالغ، أكّد ساليفان أنّ الحلفاء بلغوا «مستوى لافتاً من الوحدة» في مواجهة موسكو، منبّهاً إلى أنّ نفوذ روسيا «سيتراجع» إذا قرّرت غزو أوكرانيا.
توازيا، أعلن البنتاغون أنّ رئيسَي الأركان الأمريكي الجنرال مارك ميلي والروسي الجنرال فاليري غيراسيموف تحادثا هاتفياً الجمعة.
وقال المتحدّث باسم هيئة الأركان الأميركية الكولونيل ديف باتلر إنّ رئيسي الأركان «ناقشا الكثير من القضايا الأمنية المثيرة للقلق»، مشيراً إلى أنّهما اتّفقا على عدم نشر ما دار بينهما.
وفي مؤشّر إلى هشاشة الوضع، قال وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن إنّ روسيا قد تغزو «في أيّ وقت» أوكرانيا بعدما حشدت على حدودها أكثر من 100 ألف جندي وأسلحة ثقيلة.
وأكّد بلينكن لنظيره الأوكراني دميترو كوليبا خلال اتصال هاتفي، دعم واشنطن «الحازم» لأوكرانيا «في مواجهة التهديد الحادّ المتزايد» بتعرّضها لغزو روسي.
وشدّد بلينكن لنظيره الأوكراني على أنّ «أيّ عدوان روسي» على أوكرانيا سيؤدّي إلى «عواقب سريعة وشديدة وموحّدة» من جانب الغربيين.
وأعلن مسؤول كبير في البنتاغون الجمعة أنّ الولايات المتّحدة سترسل ثلاثة آلاف جندي إضافي إلى بولونيا «في الأيام المقبلة» من أجل «طمأنة الحلفاء في حلف شمال الأطلسي».
وقال المسؤول طالباً عدم نشر اسمه إنّ هؤلاء الجنود الذين يتمركزون حالياً في فورت براغ بولاية كارولاينا الشمالية سيغادرون قاعدتهم «في الأيام المقبلة» بناء على أمر وزير الدفاع لويد أوستن، على أن يصلوا إلى بولندا «مطلع الأسبوع المقبل». وسط هذه التطوّرات، أعلن الإليزيه الجمعة أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيتّصل هاتفياً بنظيره الروسي فلاديمير بوتين للبحث في الأزمة الروسية-الأوكرانية.
أزمة متصاعدة
وفشلت محادثات كثيفة في الأيام الأخيرة في إحراز تقدّم نحو حلّ لهذه الأزمة التي يصفها الغربيون بأنها الأخطر منذ نهاية الحرب الباردة قبل ثلاثة عقود.
والجمعة، قال الكرملين إنّ المناقشات التي جمعت روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا في برلين الخميس سعيا لإيجاد حل للأزمة الأوكرانية، لم تفض إلى «أي نتيجة».
وتنفي موسكو التي ضمت شبه جزيرة القرم عام 2014 تحضيرها لغزو أوكرانيا لكنها تشترط خفض التصعيد بمتطلبات أبرزها ضمان عدم قبول عضوية كييف في حلف شمال الأطلسي، وهو طلب رفضه الغربيون.
وفيما يخيّم شبح الحرب على أوروبا، يواصل قادة القارة العجوز جهودهم الدبلوماسية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115