تهديدات غربية بفرض عقوبات ضد موسكو: مخاوف أوروبية من غزو روسي لأوكرانيا وترقب لتطورات خطيرة

تعيش جبهة روسيا أوكرانيا هذه الفترة استنفارا دبلوماسيا وعسكريا حادا وسط مخاوف غربية من تدخل عسكري مرتقب قد تنفذه موسكو

في كييف ويدق البعض ناقوس الخطر حول التطورات الأخيرة التي تعيشها المنطقة وسط فشل محاولات لتقريب وجهات النظر بين ساسة موسكو ونظرائهم في كييف.
وفي هذا السياق قالت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية أمس الجمعة إن الاتحاد الأوروبي مستعد لفرض عقوبات باهظة التكلفة على روسيا إذا غزت أوكرانيا.
وأضافت فون دير لاين في مؤتمر صحفي عقب قمة لزعماء الاتحاد في بروكسل «دون أدنى شك، إذا تحركت روسيا ضد أوكرانيا سيكون الاتحاد في وضع يسمح بفرض عقوبات قد تسفر عن تكلفة باهظة وقد أنجزنا عملنا في هذا الشأن».

ويأتي تجدد المخاوف الأوروبية في هذه الفترة في ظل استنفار عسكري روسي على الحدود مع أوكرانيا بعد فشل القمة التي جمعت الزعيمين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي جو بايدن في تقريب وجهات النظر بين كييف وموسكو. ولئن علق البعض الآمال على هذه القمة إلا أن متابعين اعتبروا نتائجها متوقعة خاصة وأن التوتر والجفاء كانا سيدي الموقف لسنوات بين البلدين، وزادت حدتهما خلال الفترة الرئاسية للرئيس السابق دونالد ترامب وما رافقتها من أزمات خاصة منها اتهامات وجهت لروسيا بالتزوير والتدخل في نتائج الانتخابات الأمريكية.
من جهته، شدد الحلف الأطلسي في بيان صدر بالتزامن مع اعلان موقف قادة الاتحاد الأوروبي على أن «أي عدوان آخر ضد أوكرانيا ستكون له عواقب وخيمة وسيكون الثمن الذي يتعين دفعه باهظًا».

وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ بعد اجتماع في مقر الناتو مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي «لن نساوم إطلاقا على حق أوكرانيا في اختيار مسارها وحق الحلف في حماية جميع أعضائه والدفاع عنهم، كما دافع عن واقع وجود شراكة بين الناتو وأوكرانيا».
وتطالب روسيا الحلف الأطلسي بالتخلي «رسميا» عن قراره لعام 2008 بفتح الباب أمام أوكرانيا وجورجيا للانضمام إلى التكتل في خطوة تشكل خطا أحمر بالنسبة إلى الكرملين.

وقال ممثل دولة أوروبية وفق وكالة «فرانس براس» الخميس «علينا تجنب الدخول في لعبة موسكو». وأضاف «في مواجهة الضغط العسكري الذي تمارسه روسيا، يجب أن نتجنب الأخطاء»، معتبرا أن «قبول الشروط الموضوعة سينم عن ضعف لكن يجب تجنب التصعيد أيضا».

خلافات متجذرة

ويضغط الاتحاد الأوروبي على روسيا في ملفات حقوقية مما خلق علاقة متشنجة بين موسكو ودول القارة العجوز هي ملف المعارض الروسي أليكسي نافالني المعتقل في روسيا رغم الرفض والإدانة الدولية على خلفية مواقفه المعارضة للنظام الحاكم في روسيا .
ولعل ذلك هو السبب الأهم لتوتر العلاقات بين الطرفين ، إذ مثلت قضية القرم عام 2014 منعطفا خطيرا للغرب وموسكو على حد سواء. إذ كان الموقف الأوروبي رافضا لضم شبه جزيرة القرم لروسيا بعد استفتاء رفضته اغلب الدول الأوروبية وكان سببا في عزل روسيا اقتصاديا وسياسيا عن دول القارة الأوروبية .

وربط مراقبون أزمة روسيا وأوكرانيا آنذاك بتدهور العلاقات والصدام المتكرر بين موسكو والغرب من جهة أخرى ، على علاقة بعدة ملفات بدءا بالاتهامات الموجهة لروسيا بالتدخل في الانتخابات الأمريكية و الأزمة بين بريطانيا وروسيا بخصوص قضية محاولة اغتيال جاسوس روسي سابق والتي أخذت منحى أكثر تصعيدا بعد ان اتهمت لندن حكومة موسكو بالوقوف وراء محاولة اغتيال سيرغي سكريبال وابنته . واستمرت الحرب الكلامية بين البلدين لتصل الى مرحلة اشدّ وقعا حيث خلفت آنذاك حملة اصطفاف كبيرة وراء لندن مقابل توجيه الاتهام الى موسكو.ومن أهم المواقف

الدولية التي دعمت الحكومة البريطانية السابقة بقيادة تيريزا ماي في تحركها فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية وغيرها من الدول الغربية .

وكان ذلك الاصطفاف الذي بني على اتهام اعتبر وفق مراقبين موقفا غربيا من ضمن مواقفه وسياسته المعادية لروسيا منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية والتي تلاها فرض عقوبات أوروبية كبيرة على الجانب الروسي..

كما تواجه العلاقات بين روسيا ودول الإتحاد الأوروبي مطبّات عدة وحالة من الشد والجذب على علاقة بملفات حيوية أرقت العالم ،ضمن ما يعرف بحرب النفوذ التي تجتاح العالم والتي تمخضت عنها سياسات واستراتيجيات وتحالفات جديدة. إذ لا شكّ أن الدور الروسي المتنامي في مختلف القارات العالم كان مقلقا للعملاق الأمريكي ولدول القارة العجوز على حد سواء خاصة في ظل تقارب بين العملاق الروسي والتنين الصيني .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115