التي سوف تنعقد في 3 نوفمبر القادم. وأظهر الحزب وحدة وراء المرشحين بمشاركة جل الوجوه الفاعلة في الحزب وفي مقدمتهم الرئيس السابق باراك أوباما والمرشحة في الانتخابات السابقة هيلاري كلينتون. وحظي الثنائي المرشح بمساندة الرئيسين الأسبقين بيل كلينتون وجيمي كارتر. وانعقد المؤتمر بدون جمهور في ظروف غير عادية بسبب تفشي فيروس كورونا الذي خلف إلى حد الآن 170000 ضحية وقرابة 6 ملايين مصاب لتصبح الولايات المتحدة في عهد دونالد ترامب أهم مركز في العالم ينتشر فيه الفيروس.
وكان المؤتمر الانتخابي غير عادي بكل المقاييس حيث شهد تدخل بعض النواب الجمهوريين القدامى الذين عبروا عن مساندتهم لجو بايدن وذلك بسبب عدم ثقتهم في دونالد ترامب. وأظهر في بداية المؤتمر برني سانديرس الذي نازع جو بايدن في تصفيات الحزب الديمقراطي مساندة لا لبس فيها للمرشح المعلن معتبرا أن «هذا الرئيس ليس خطرا فقط على الديمقراطية بل أنه برفضه للعلم جعل حياتنا وصحتنا في خطر. وقد أدخل البلاد في طريق التسلط وهو غير قادر على حل الأزمات». ثم أضاف: «نيرون ظل يعزف على الكمان وروما تحترق. ترامب يلعب الغولف.»
أما ميشال أوباما فتحدثت «كإمرأة سوداء أمام المؤتمر الديمقراطي». واعتبرت أنهم «يعيشون في بلد يشهد انقساما عميقا». وأضافت «كلما حولنا النظر إلى البيت الأبيض توجيه طلب أو مواساة أو حالة استقرار نجد الفوضى والانقسام وفقدان الإحساس بالشفقة». وختمت خطابها قائلة: «جو بايدن يعرف ماالذي يمكن فعله لإنقاذ الاقتصاد والقضاء على الجائحة وإنارة الطريق أمام البلاد».
هاريس، نجمة المؤتمر
وجاء دور المرشحين في اليوم الثالث من المؤتمر. وكان الجمهور ينتظر أمام شاشات التلفزيون ظهور كامالا هاريس التي لاقت ترحيبا عظيما عند اختيارها من قبل جو بايدن كنائبة له. وبعد اعلان قبولها الترشح حسب عادة المؤتمر لم تتأخر في انتقاد «الفوضى المستمرة» و«عدم الكفاءة» و«فقدان الإحساس» والتي أظهرها الرئيس ترامب منددة بـ«غياب القدرة على الزعامة عند دونالد ترامب والتي زهقت الأرواح وقضت على مواطن الشغل» في تلميح لجائحة كورونا مضيفة: «لا يوجد تلقيح ضد العنصرية، وجب علينا القيام بالعمل الضروري».
وطلبت هاريس من الناخبين إعادة إحياء بلد «يرحب بالجميع مهما كان انتماؤهم أو بلدهم أو شعورهم، بلد نختلف فيه في التفاصيل لكن نكون فيه موحدين باعتقادنا الأساسي أن لكل شخص قيمة لانهاية لها وأنه يستحق الشفقة والكرامة والاحترام». وختمت كلامها بنداء للناخبين: «وجب علينا انتخاب رئيس يقدم لنا شيئا مختلفا، رئيس يوحد صفوفنا سودا وبيضا ولاتينيين وآسيويين وأصيلي أمريكا من الهنود من أجل تحقيق مستقبل نريده جميعا: وجب علينا انتخاب جو بايدن».
التزام جو بايدن المعلن
أما جو بايدن فقد قبل الترشح واعدا الناخبين بإخراج الولايات المتحدة الأمريكية من «ظلمات» دونالد ترامب. وبالرغم من الهفوات التي يقوم بها عادة في خطاباته، ظهر المرشح الديمقراطي على غير عادته متزنا وحازما في أقواله ولم يظهر عليه أي ارتباك. وحاول في مداخلته أخذ مسافة واضحة من الرئيس الحالي قائلا: «الرئيس الحالي أدخل أمريكا في الظلمات لمدة طويلة. غضب كثير. خوف كثير. انقسامات كثيرة. الآن وهنا، أعطيكم كلمة شرف: إذا منحتموني الرئاسة، سوف أعمل على إبراز أحسن ما فينا لا ما هو أسوأ. سوف أكون مناصرا للنور لا للظلمات.»
وطالب بايدن المواطنين بالتوحد وبالعمل على القضاء داخليا على العنصرية والتفرقة ووعد بالقضاء على جائحة كورونا وإعادة حيوية الاقتصاد المنكوب. على المستوى الدولي وأظهر بايدن عزمه على طي صفحة سياسات ترامب قائلا: «سوف أكون رئيسا متضامنا مع حلفائنا وأصدقائنا وسوف أقوله لمعارضينا: انتهى زمن الغزل مع الدكتاتوريين.» وأكد على إعادة ترميم الدبلوماسية الأمريكية و العمل على مقاومة الاحتباس الحراري وهي الخطوات التي ينتظرها العالم منذ أن أدخل دونالد ترامب الولايات المتحدة في سياسة قومية انعزالية و تراجع على الاتفاقات الدولية المتعلقة بالملف النووي الإيراني و بالبيئة قبل أن يخرج بلده من منظمة الصحة العالمية.
إدانة من باراك أوباما
وسطع نجم الرئيس السابق باراك أوباما الذي ألقى خطابا بالمناسبة عبر الانترنت تهجم فيه على دونالد ترامب. وقد اعتبرت جل وسائل الإعلام الأمريكية والدولية أنه ألقى أحد أهم خطاباته على الإطلاق. فقال: «كنت أتمنى، لصالح بلادنا، أن يظهر دونالد ترامب رغبة في تقلد مسؤولياته بحزم وأن يشعر بثقل الوظيفة لكنه لم يفعل.» وأضاف: «نتائج هذا الإخفاق جسيمة. 170000 أمريكي فقدوا الحياة. ملايين من مواقع الشغل اختفت في حين يستغل هذا الوضع أكثر من أي وقت من هم في أعلى الهرم. وانفجرت أتعس غرائزنا واهتزت سمعتنا في العالم وأصبحت مؤسساتنا الديمقراطية في خطر أكثر من أي وقت مضى.»
وختم خطابه في اتجاه الناخبين قائلا: «الليلة، أطلب منكم أن تؤمنوا بقدرة جو وكامالا على إخراج البلاد من هذا الزمن المظلم نحو إعادة ترميمه في صورة أفضل لأن ما هو على المحك اليوم نظامنا الديمقراطي.»
المؤتمر الديمقراطي يفتح الخط السوي إلى الانتخابات يوم 3 نوفمبر. وسوف يعقد الحزب الجمهوري مؤتمره بين 24 و27 أوت قبل أن تنطلق المناظرات التلفزيونية الثلاثة بين المرشحين للرئاسة والمناظرة بين المرشحين لنيابة الرئيس ما بين 29 سبتمبر و22 أكتوبر. ولا زالت الطريق طويلة ووعرة. اليوم المؤسسات الأمريكية التي تنظم سبر الآراء تشير إلى تقدم جو بايدن ب 8 نقاط على دونالد ترامب. لكن هيلاري كلينتون، التي خاضت المعركة ضد دونالد ترامي وخسرتها، نبهت في كلمتها أمام المؤتمر إلى عدم التفاؤل المفرط لأنها كانت تتمتع بتقدم واضح وصل إلى 3 ملايين صوت لكن أصوات الولايات هي التي تفرض الاسم الرابح. آخر سبر للآراء أظهر تقدما لجو بايدن في الولايات التي ساندت ترشح ترامب وهي فلوريدا وبنسيلفانيا وويسكنسن وأريزونا معقل الديمقراطيين. ولا زالت الطريق طويلة أمام القرار النهائي للناخب الأمريكي.