ايران ومقترح إقامة معاهدة عدم اعتداء مع دول الخليج: «سعي لتثبيت حالة سلام مستدامة وتأمين محيط طهران الجيوسياسي»

أعلنت ايران أمس انها لا ترى أي فرصة للتفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية وذلك بعد أقل من 24 ساعة

على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث فيها عن إمكانية التوصل لاتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي. وتأتي هذه التطورات في وقت تمرّ فيه العلاقات الامريكية الايرانية بأصعب مراحلها واحتد التوتر بين الطرفين مع مطلع شهر ماي الجاري ليصل حدّ التلويح بالخيار العسكري .

وقالت ايران ردا على ترامب :»نحن الآن لا نرى مجالا لأي مفاوضات مع أمريكا»، وفق ما نقلت «رويترز» عن وكالة «فارس» الإيرانية المقربة من الحرس الثوري.وكان ترامب قال، إن بلاده لا تسعى إلى «تغيير النظام» في إيران، بل تريد إزالة الأسلحة النووية، واصفا الاتفاق النووي الذي أبرمه سلفه باراك أوباما عام 2015 بـ«الفظيع».وأضاف ترامب أنه منفتح على مفاوضات جديدة، وقال :«أعتقد أن إيران لديها الرغبة في الحوار، وإذا رغبوا في الحوار فنحن راغبون أيضا»، في تصريح بدا الأكثر طمأنة لقادة طهران منذ بداية التوتر الحالي، وقد يصلح مدخلا مناسبا للحل.
ويرى مراقبون ان الرفض الايراني يأتي متناقضا مع اقتراح طهران توقيع معاهدة عدم اعتداء مع دول الخليج العربي وذلك خلال زيارة وزير خارجيتها محمد جواد ظريف الى العراق مؤخرا.

كما أرسلت إيران نائب ظريف، عباس عراقجي في جولة خليجية تشمل عُمان والكويت وقطر.وقال عراقجي إن «طهران مستعدة لوضع آلية للدخول في تعامل بناء مع الدول الإقليمية وحذر مما وصفه بسياسة العقوبات الأمريكية، وقال إنها تخاطر بأمن المنطقة بالكامل».
هذا وجددت طهران، مقترحها بتوقيع «معاهدة عدم اعتداء» مع دول الخليج، معربة عن استعدادها الدائم للحوار وإزالة سوء الفهم مع دول خليجية لم تسمها.ويأتي هذا المقترح الايراني عشية انطلاق قمتين عربيتين في الرياض ومكة لبحث التطورات الميدانية والسياسية التي تعيش على وقعها المنطقة وآخرها وصول التعزيزات العسكرية الامريكية الى الشرق الاوسط.

أهداف ايرانية
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي السوري عبد القادر خليفة لـ«المغرب» أن «إيران لا ترفض التفاوض من حيث المبدأ و إلا ما كانت دخلت في مفاوضات من قبل في ما يخص ملفها النووي ، لكن إيران تريد القول أن لا ثقة لها بالإدارات الأمريكية المتعاقبة والتي يمكن ان تبرم اتفاقا مع أحدها لتأتي إدارة جديدة تلغي الاتفاق السابق أو تنادي بإعادة إبرام اتفاق جديد . ومن خلال اقتراحها بإقامة معاهدة عدم اعتداء مع دول الخليج أرادت تثبيت واقع جديد في المنطقة كحالة سلام مستدامة بينها وبين جيرانها العرب في الساحل المقابل والهدف سحب الذريعة مستقبلا لأي محاولة تدخل خارجي وتأمين محيطها الجيوسياسي اكثر» وفق تعبيره.

وتابع «هناك هدف آخر هو إجبار واشنطن و صقور الإدارة الأمريكية على خفض مستوى تهديداتهم التي بدت إعلامية و استعراضية وإبرازها للرأي العام العالمي ولشعوب الدول الحليفة لإيران على أن التهديدات الغربية لا يمكن أن تفرض على هذه الشعوب الرضوخ والاستسلام للهيمنة والدليل بدء ترامب فعلا بخفض مستوى حديثه وقوله في آخر تصريحاته أنه يقبل

فقط من إيران تعهدها عدم إنتاج السلاح النووي».

وبخصوص امكانية موافقة الدول الخليجية -وهي حليفة امريكا في المنطقة-على هذا المقترح أجاب المحلل السياسي السوري أنّ «الطرح الإيراني ليس جديدا، فالفكرة المقترحة قدمت سابقا على شكل مفاوضات مع الدول العربية ، طبعا لم تلق تجاوبا والسبب كما نعرف أن التفاوض بين حلفاء واشنطن وبين خصومها يحتاج لموافقة واشنطن ، وبالتالي لا أظن أن دول الخليج العربي ستستجيب للخطوة الايرانية قبل تبلور نتائج واضحة أو صورة واضحة للحالة الراهنة بين طهران وواشنطن».

واعتبر محدثنا ان هذا الطرح الإيراني هو طرح دبلوماسي مقابل التهديدات الأمريكية، ودبلوماسي للقول الحليف الروسي صحيح أن روسيا ليست دولة تقوم بدور إطفاء لنار الأزمات والحروب لكنكم تستطيعون الاضطلاع بدور دبلوماسي وها هي رؤيتنا لطريقة خفض التوتر والتصعيد في المنطقة، وهذا ينطبق على الصين أيضا والاتحاد الأوروبي الذي لا يبدو مستعدا للانجرار وراء الضغط العسكري والتهديد بالحرب وهذا ما أغلق الأبواب بوجه اي محاولة أمريكية لتكوين حلف عسكري فاعل كالحلف الذي اقامته ضد العراق على حد قوله .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115