اذ مثل إرسال واشنطن مزيدا من التعزيزات العسكرية إلى منطقة الخليج –وهي خطوة تصعيدية غير مسبوقة- الشرارة التي فتحت حرب التصريحات والتهديدات المتبادلة على مصراعيه بين طهران وواشنطن .
ولئن تنوعت سيناريوهات المواجهة بين واشنطن وطهران التي يتوقعها العالم ، الاّ ان تصريحات الجانبين تنفي باستمرار امكانية وصول الوضع الى نقطة الحرب والمواجهة العسكرية ، ورغم ذلك يرى متابعون أن ادارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب قد تغير موقفها بجرة قلم على غرار سابق القرارات المثيرة للجدل التي اتخذها ساكن البيت الابيض منذ توليه سدة الحكم وهو الذي دأب على اتخاذ قرارات غير قابلة للتكهن والتوقع .
ويجمع المتابعون للشأن الدولي على ان التصعيد الأخير في المواقف والتطورات الميدانية في منطقة الخليج العربي غير مسبوقة وهو مايُبيح عدة تفسيرات وسيناريوهات متوقعة للمشهد المقبل بين إيران وأمريكا . ورغم كلّ هذه السيناريوهات المطروحة يرى شق اخر أنّ الوضع لن يرتقي إلى حرب عسكرية بل سيقف الوضع عند تخوم الحرب لا غير بما يُشكّل ورقة ضغط لتضييق الخناق على طهران التي تتمسك بموقفها رغم العقوبات الاقتصادية وتهديدها قبل يومين بأنها قاب قوسين او ادنى من «النووي».
اعادة النظر في النهج السياسي
من جهته قال الكاتب والمحلّل السياسي السوري عبد القادر خليفة لـ«المغرب» ان التطورات المتلاحقة و المتسارعة واقصد رفع الولايات المتحدة درجة التأهب في العراق إلى القصوى والطلب من موظفيها الغير أساسيين مغادرة العراق ومنذ قليل الحرس الثوري الإيراني ، كل ذلك يقول اننا على شفا مواجهة شاملة مع العدوو الأهم أن الدول بدأت بالتموضع فالناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية العراقي يقول إن العراق ستبقى على الحياد في حال المواجهة بين واشنطن و طهران.واعتبر محدثنا ان سحب الدبلوماسيين هو عمل احترازي لردات فعل داخل العراق و هو تخوف أمريكي من قوى عراقية كالحشد الشعبي وكتائب حزب الله العراقي .
واعتبر خليفة أنّ لإيران «أسباب عديدة لإعادة النظر بنهجها السياسي تجاه ملفها النووي و أهمّها الوضع الجيوبوليتيكي والجيوستراتيجي لإيران بين عدة دول نووية باعتبار ان هذا الوضع دخل مؤخرا في مرحلة من تصاعد التوتر و العنف ووضع جميع الخيارات على الطاولة بين دولتين نوويتين جارتين هما الهند وباكستان بالإضافة الى الانسحاب الأمريكي من الاتفاقية النووية مع طهران، والحرب العدوانية العالمية على سوريا وأيضا التهديدات العدوانية الإسرائيلية المستمرة لطهران ، فضلا عن المحيط الخليجي العدواني تجاهها واستمرار العقوبات الاقتصادية عليها وتشديدها يوما بعد يوم» على حد تعبيره.
وتابع الكاتب السوري أن «هذه الأسباب كلها أيضا تدفع دول الغرب وحلفائها بواقعيتهم السياسية إلى عدم التصديق أن إيران في محيطها الجيوبوليتيكي لن تفكر أو أنها ستظل لا تفكر بامتلاك السلاح النووي . وقد تحدثت تقارير عدة منذ أعوام عن نشاط تعاوني مشترك بين إيران و كوريا الشمالية في المجال النووي و التعاون التقني و أن إيران باتت جزءا من نشاطات الأسلحة النووية ألتي تجري في آسيا مع الصين وكوريا الشمالية وخاصة بعد رصد زيارة قام بها أكبر علماء طهران النووين محسن فخري زاده إلى بيونغ يانغ لمعاينة تجربتها النووية عام 2013 ». وأضاف محدّثنا أن واشنطن التي ترمي بثقلها الاستخباراتي ، وتنسج خيوط الفوضى في آسيا مستهدفة الصين لن تترك دولة كايران تنعم بامنها القومي وسط محيط تعده واشنطن لصراع تستطيع من خلاله إعادة ترتيب النفوذ الأمريكي في تلك المنطقة ، و مستهدفة المشروع الصيني العظيم و امتداداته .